ارشيف من : 2005-2008
بعد تكريم "أيباك" :"14 شباط" تكرم "المدافع الاول عن كيان العدو"!
11 كانون الأول/ديسمبر 2005 المنظمة الصهيونية الأمريكية تمنح بولتون جائزة "المدافع الأول عن اسرائيل"... 12 أيار/مايو 2006 وفد من قوى 14 شباط يكرّم بولتون!!!
حدثان يجمعهما قاسم مشترك هو "جون بولتون" مندوب الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة.
فمن هو بولتون هذا الذي حصل على جائزة من منظمة صهيونية ويحصد اليوم تكريم بعض اللبنانيين له؟
جون بولتون المحامي، وخريج جامعة ييل الأميركية، دارس الحقوق فيها، الذي يعد أحد أبرز زعماء المحافظين الجدد في الإدارة الأميركية، عبر عن استهزائه بالقانون الدولي وبعمل ومواثيق المنظمات الدولية، خاصة الأمم المتحدة، وبالمحكمة الجنائية الدولية وميثاق روما، ولديه أقوال وآراء مشهورة فيها.
بولتون خدم في الإدارات المختلفة موظفاً بامتياز لتنفيذ المصالح الأميركية والإسرائيلية، وقبول كل تكليف له بغض النظر عن مستواه الإداري، وسجله في القضايا الدولية والمتعددة الأطراف التي تعامل معها مشهود له بنهاياتها المريحة للإستراتيجية الإمبراطورية، كما أشار العديد من المحللين السياسيين الأميركيين خصوصاً.
لدى تكريمه من قبل المنظمة الصهيونية الأمريكية لم تجد الأخيرة تعريفاً يليق به أكثر من العبارات التالية "لقد عمل خلال الأسابيع الأخيرة في مجلس الأمن من أجل تسمية سوريا ومنظمة الجهاد الإسلامي لعلاقتهما بالهجوم الإرهابي ضد إسرائيليين في نتانيا، وهو الهجوم الذي أوقع خمسة قتلى وأكثر من ثلاثين جريحاً. وهو الذي نجح في استصدار إدانة لحزب الله، المنظمة الإسلامية الإرهابية، لهجومه على "إسرائيل"، ولقد كانت هذه هي المرة الأولى التي تدين فيها الأمم المتحدة حزب الله بالاسم".
أمضى جون بولتون حياته العامة مدافعاً عن الكيان الصهيوني وما تبوؤه منصب المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة إلا تكريساً لجهوده في حماية الإسرائيلي حيث أصبح في موقع يخوّله لعب دور أساسي في منع وإلغاء أي قرار يدين "اسرائيل" وجرائمها.
بولتون الذي ذكرناه بكل صفاته ومواقفه، بولتون الذي يكن العداء الأعمى للأمم المتحدة باعتبار أنه لا يطيق أي قيود تلجم جماح السياسة الأمريكية للسيطرة على العالم، هو نفسه بولتون الذي توجه وفد لبناني من قوى 14 شباط لتكريمه.
قد يكون من السذاجة أن لا نستغرب هذه المفارقة، وقد يكون من الغباء أن نتعامل مع الموضوع على أنه حدث عابر لا دلالات له، إذ كيف يمكن أن ينال من استحق لقب "المدافع الاول عن اسرائيل" تكريماً لبنانياً؟ اوليست "اسرائيل" عدواً للبنان؟ أوليس المدافع الأول عن "اسرائيل" هو الآخر يجب أن يكون عدواً للبنان؟ أم هل يرى المكرّمون لبولتون أنه يمكن لمصالح لبنان و"اسرائيل" أن تتقاطع؟ هل يعرف هؤلاء من يذهبون لتكريمه؟
مبروك لبولتون جائزة "المدافع الأول عن اسرائيل" فقد استحقها عن جدارة وبامتياز، وعار على بعض اللبنانيين الجائزة التي تنتظرهم والتي سيتقاسمونها جائزة "المتآمر الأول على لبنان"!!!
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018