ارشيف من : 2005-2008

زمن النكبات انتهى.. وجاء عصر الانتصار

زمن النكبات انتهى.. وجاء عصر الانتصار

هناك في فلسطين أرضنا وبيوتنا وإليها سنعود يوماً... قد يأتي الموت على أحدنا فلا يدفن فيها، لكن أرواحنا ستظل ترفرف فوق بيادرها تتنشق رائحة أشجارها وتهمس للتراب "اشتقنا اليك، أما اشتقت الينا"؟ فيجيب التراب "عودوا، فقد طال الفراق".‏

ثمانية وخمسون عاماً على النكبة، على ذلك التاريخ الذي شكل محطة مفصلية في فلسطين والمنطقة والعالم، ذلك اليوم في 15 أيار/ مايو عام 1948 الذي شهد أكبر مهزلة في تاريخ الانسانية حين فرض الاحتلال الاسرائيلي على أكثر من نصف الأراضي الفلسطينية، فيما طرد أصحاب الأرض منها متنقلين في أصقاع العالم حاملين قضيتهم.‏

في مثل هذا اليوم من العام 48 كشف الذئب الاسرائيلي عن أنيابه حيث كان ينتظر بفارغ الصبر أن تفي بريطانيا بوعدها بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، ذلك الوعد الذي قطعته بريطانيا عام 1917 على لسان وزير خارجيتها آنذاك آرثر بلفور، فظلت طيلة الانتداب البريطاني تسن القوانين والاجراءات التي سهلت عمليات هجرة اليهود فأصبح عددهم أكثر من 600 ألف في عام النكبة بعد ان كان 56 الفاً مع بداية الاحتلال.‏

وإذ استمر التعاون البريطاني الصهيوني على مدى 28 عاماً الا أن الصهيونية التي استطاعت في تلك الفترة الاستحواذ على 6% فقط من الارض ظلت نهمة للسيطرة على الجزء الاكبر منها، فانتقلت الصهيونية بجهودها الى الولايات المتحدة الامريكية لتضغط بكل قواها فجاء قرار التقسيم بين القرى والمدن الفلسطينية وبين أصحاب الارض الواحدة.‏

في الأشهر التي سبقت يوم النكبة كان الاسرائيليون يعمدون على الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية والعربية المحيطة بمستعمراتهم مستخدمين سياسة الابادة الجماعية على ايدي عصابات "الهاغاناه" و"الاراغون" و"شتيرن"، حيث كانت تلك العصابات تغلق القرية او البلدة من ثلاث جهات وتترك الجهة الرابعة مفتوحة، ثم تجمع الاهالي في مكان وتختار عددا من الشباب فتقوم بقتلهم او اعدامهم أو احراقهم حتى الموت. تلك كانت ولا تزال سياستهم والحصيلة مجازر بالجملة في ديرياسين وابو شوشة والطنطورة والرميلة وطرد وتهجير اكثر من 714 الف فلسطيني عن بيتهم وارضهم، الـ714 الف أصبح عددهم اليوم ملايين يعيش غالبيتهم في مخيمات.‏

هول المجازر وألم الفراق والتهجير لم يحبط الفلسطيني الذي كان يوماً بعد يوم يتأكد أن الصمود والمواجهة هما الخياران الوحيدان للعودة والتحرير فكانت المقاومة وكانت الانتفاضة الاولى والثانية وكان بعد سنوات اختيار المقاومة لتقود السلطة نحو الحرية وتقرير المصير.‏

أكثر من نصف قرن على يوم النكبة، سنين شهدت الكثير من المتغيرات والتطورات في الصراع العربي ـ الاسرائيلي الذي يخشى عليه اليوم من أن يخرج من الدائرة العربية ليقتصر على صراع‏

فلسطيني ـ إسرائيلي نتيجة ارتهان بعض الأنظمة والجهات للضغوط الخارجية ولمصالحها الخاصة.‏

يوم يجرّد البعض القضية الفلسطينية من بعدها العربي سيكون يوم نكبة أخرى... وتلك نكبة لن تسمح فلسطين وشرفاء الأمة بحدوثها لأن زمن النكبات ولّى، وحلّ عصر الانتصار.‏

ميساء شديد‏

2006-10-30