ارشيف من : 2005-2008
في أسباب مشكلة الازدحام والشاحنات على الحدود السورية – اللبنانية
دمشق – الانتقاد نت - خورشيد دلي
تصاعد الجدل حول الازدحام الذي تشهده المنافذ الحدودية بين سورية ولبنان وأسباب هذا الازدحام وتأثيره على العلاقات بين الجانبين.
مصادر العاصمة السورية دمشق رأت بوجود سببين أساسيين لهذا الازدحام , الأول : أمني نتيجة ورود معلومات أمنية للسلطات السورية عن محاولات لإدخال المئات من حقائب المتفجرات إلى سورية عبر لبنان حسب تصريح لوزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان وهو الأمر الذي اقتضى التشديد في الإجراءات الأمنية على المنافذ الحدودية ومعروف ان سورية لا تتهاون مع مسألة أمنها الداخلي وخاصة في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها بعد تطورات الوضع في العراق ولبنان .
والثاني: ان التطورات المرتبطة بالوضع في العراق ولبنان أفرزت جملة من العقبات والإشكاليات عند المنافذ الحدودية ليس مع لبنان فقط بل أيضا مع تركيا والعراق وكذلك المنافذ البحرية في اللاذقية وطرطوس, وحسب مدير عام الجمارك السوري الدكتور باسل صنوفة فان زيادة حركة الشاحنات القادمة من لبنان وتركيا إلى العراق أدى إلى ازدحام شديد على المعابر الحدودية مع سورية بينما هذه المعابر ضيقة في الأصل لا تتسع سوى لسيارتين معا في أثناء عمليات التفتيش التي تستغرق وقتا طويلا نسيبا بسبب آلية التفتيش اليدوية, كما ان اغلاق العراق لمعظم بواباته الحدودية مع سورية بشكل دائم أو مؤقت أدى إلى تزاحم الشاحنات على الجانب السوري من الحدود مع العراق وصل أحيانا الى طول 65 كيلومترا وهو الأمر الذي سبب مشكلات للجانب السوري ولسائقي الشاحنات. وكشف صنوفة في تصريح له عن خطة طموحة لتوسيع المنافذ الحدودية بعد إنهاء المشكلات المتعلقة بملكية الأراضي .
ومع هذا اللغط المثار كشف الدكتور نصري الخوري الأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني في تصريحات لـ"الانتقاد نت" عن اقتراحات رفعها للجانب السوري لحل هذه الإشكاليات وقال ان الجانب السوري وعد بتنفيذها. وتتضمن هذه الاقتراحات استخدام تقنية عالية منها أجهزة إلكترونية في عمليات التفتيش بدلا من التفتيش اليدوي وفتح معابر بديلة وإنشاء أماكن أو ساحات لتجمع الشاحنات بدلا من وقوفها في طوابير طويلة على الطريق , مؤكدا في الوقت نفسه ان هناك أسبابا أمنية وراء تشديد الجانب السوري للإجراءات الأمنية على الحدود مع لبنان خاصة في ظل المعلومات الأمنية التي تحدثت عن محاولات لإدخال أسلحة ومتفجرات إلى داخل سورية وربما قد تكون موجهة إلى العراق.
مصدر سوري فضل عدم ذكر أسمه استغرب محاولات البعض تضخيم هذه المسألة وقال ان الأمر لا يقتصر على الحدود مع لبنان بل أيضا مع العراق وتركيا وكذلك المنافذ البحرية , وتساءل لماذا يطلب من سورية ضبط الحدود ومنع الأشخاص أو الجماعات التي تحاول التسلل عبر الحدود وفي الوقت نفسه يحاولون إثارة الإجراءات الأمنية التي نتخذها لتحقيق هذا الهدف ؟ وقال المصدر ان البعض يحاول ضرب العلاقات اللبنانية السورية من خلال افتعال المشكلات وتضخيمها وصولا إلى خلق حالة صدام وذلك خلافا لرغبة البلدين وعلاقاتهما الأخوية التاريخية الوثيقة مشير إلى ان أية مشكلة طارئة ينبغي حلها في إطار العلاقات الأخوية والاتفاقيات الثنائية التي تنظم هذه العلاقات وبما يخدم مصلحة البلدين والشعبين .
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018