ارشيف من : 2005-2008
قراءة في زيارة عباس إلى دمشق
"الانتقاد نت" : خورشيد دلي ـ دمشق
يمكن القول ان مباحثات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في دمشق تمحورت حول قضيتين أساسيتين, الأولى: العلاقة الفلسطينية – السورية, والثانية : الحوار الفلسطيني – الفلسطيني.
على صعيد العلاقة مع سورية, جاء لقاء القمة بين عباس والرئيس السوري بشار الأسد بمثابة تتويج للتحسن الجاري في العلاقة بين دمشق ورام الله خلال الأشهر القليلة الماضية وسط دعم سوري واضح للسلطة الفلسطينية, إذ أكد الرئيس الأسد خلال استقباله عباس دعم سورية لنضال الشعب الفلسطيني وتطلعاته في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة وضمان حق العودة وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.. ومع أن الموقف السوري هذا ليس بجديد إلا أن تجديده بحضور عباس جاء بمثابة تجديد للحلف التاريخي السوري - الفلسطيني على قاعدة النضال والتنسيق المشترك, كما أن الدور الإيجابي الذي تلعبه سورية في الحوار الفلسطيني – الفلسطيني بات يساهم بشكل ملموس في توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة استحقاقات سياسة أرئيل شارون فضلا عن أهمية هذا العامل في عدم انجرار الساحة الفلسطينية إلى نوع من الصدام الداخلي, ولعل قيام دمشق بمثل هذا الدور يشكل رسالة قوية ليس تجاه الداخل الفلسطيني فحسب بل تجاه الخارج وتحديدا الإدارة الأمريكية التي تواصل مزاعمها لسورية بدعم ما تسميه "المنظمات الإرهابية" فضلا عن اتهامها بعرقلة "عملية السلام" .
وعلى الصعيد الثنائي تحدثت مصادر مطلعة للانتقاد نت عن إمكانية ان تسفر نتائج زيارة عباس عن الإعلان عن خطوات لتنظيم العلاقة الرسمية بين رام الله ودمشق كشكل من أشكال العلاقة الدبلوماسية بينهما وان هذا الجو الإيجابي من الثقة قد فتح الباب أمام بحث إشكالية ممتلكات منظمات التحرير الفلسطينية في دمشق من عقارات ومقار ومزارع في سورية أصبحت بحوزة السلطات السورية أو جماعة أبو موسى التي انشقت عن حركة فتح قبل أكثر من عشرين سنة.
على صعيد الفلسطيني – الفلسطيني جاءت لقاءات عباس مع قادة الفصائل الفلسطينية لتضع النقاط على الحروف بشان كيفية ترتيب البيت الفلسطيني, وقد أكد نايف حواتمه الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لقاء خاص مع الانتقاد نت ان اللقاء مع عباس تركز حول مجموعة من القضايا الأساسية والملحة بشأن ترتيب البيت الفلسطيني، وهي: تنفيذ قرارات إعلان القاهرة وإصدار قانون جديد للانتخابات التشريعية وتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة والاتفاق على عقد اجتماع اللجنة العليا المؤلفة من قادة الفصائل إضافة إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير من أجل تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد موحد في الخارج والداخل, وفي الوقت الذي اتهم حواتمه السلطة الفلسطينية وحركة فتح بعرقلة هذه الخطوات بغية الاستفراد بالسلطة في إطار سياسة الاحتكار أكد جبريل الرجوب مستشار الأمن القومي الفلسطيني ان حركة فتح أخذت قرارا استراتيجيا بإنهاء احتكارها للسلطة والقرار السياسي واتخذت من التعددية السياسية والديمقراطية نهجا لها, وانه لا فيتو على أحد يرغب في أن يكون جزءا من النظام السياسي الفلسطيني وذلك في إشارة غير مباشر إلى مجموعة فتح الانتفاضة بزعامة أبو موسى .
وبشأن موقف حركتي حماس والجهاد قالت مصادر مقربة من الحركتين للانتقاد نت انهما تؤكدان ان مسألة تشكيل حكومة وحدة وطنية لا يمكن ان تكون قبل إجراء الانتخابات التشريعية وان مشاركتهما ستكون على شكل عملية تطرح نفسها بعد الانتخابات.
ومن نتائج زيارة عباس, تحدثت مصادر فلسطينية عن اتفاق بين الفصائل الفلسطينية على عودة عدد لا بأس به من قيادات الصف الثاني لهذه الفصائل إلى قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي منه.
في جميع الأحوال, أعطت زيارة عباس إلى دمشق دفعة جديدة للعلاقة بين دمشق ورام الله قد تظهر ملامحها خلال الأسابيع القليلة المقبلة, وعلى الصعيد الفلسطيني فإنها وضعت النقاط على الحروف بشأن إعادة ترتيب البيت الفلسطيني والاستحقاقات المترتبة على ذلك.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018