ارشيف من : 2005-2008
الاسير نسر في ذكرى اعتقاله: ضمانتنا الوحيدة هي المقاومة التي ينبغي أن نحميها بأشفار عيوننا
لمناسبة الذكرى الرابعة لاعتقاله وجّه الأسير نسيم نسر رسالة أكد فيها على ضرورة الالتفاف حول المقاومة، وتحصين الساحة الداخلية.
اخوتي وأهلي الأعزاء…
من خلف قضبان العدو، وأقبيته المظلمة أخاطبكم… ألمح صوركم من بعيد… أتابع نضالاتكم..
أشم عبق الورد والعنفوان على محيا المجاهدين… تنبعث في أرجاء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والعرقوب…
وأنا في عتمة زنزانتي الانفرادية أستحضر طيف شهداء المقاومة في المواجهات الأخيرة…
وأستمع إلى صوت قائدها وسيدها يصدح في وجدان المجاهدين والمناضلين من العرب والمسلمين…
تمتلكني الفرحة والعزة والإصرار على الصبر والمواجهة برغم كل العذابات التي تجتاح زوايا غرفتي والغربة…
لكنني وعلى الرغم من اشتداد الظلمة أرقب أنوار تضحياتكم تؤسس لفجر نحلم به جميعاً هو فجر الحرية الحقيقية، هو فجر الانتصار حتماً…
أيها الأعزاء…
إن تجربة الاعتقال… مرة وصعبة وقاسية… ولكن الاحتلال أشد قسوة ومرارة.. فإننا وبمقدار ما نعاني ونصبر… فإننا سننتصر على هذه التجربة… لأنها تجربة غنية بدروسها واستخلاصاتها… لأن هذا العدو المتغطرس لم يتورع خلال كل هذه السنوات التي قضيناها خلف قضبان معتقلاته… عن استخدام كافة أساليب الخوف والقهر والابتزاز، والضغط النفسي والجسدي والمعنوي… في محاولة يائسة لكسر إرادتنا وتحطيم صمودنا، ولكنه على الرغم من هذا كله كان في كل مرة لا يحصد الا الخيبة والفشل…
اخوتي..
أهلي الأعزاء..
اسمحوا لي في هذه البرهة.. أن أتوجه اليكم بأسمى آيات الفخر والاعتزاز والى كل شعبنا الأبي في لبنان صانع فجر الخامس والعشرين من أيار..
والى المقاومة الباسلة.. وقائدها السيد حسن نصرالله معقد آمالنا ورمز عزتنا وحريتنا..
لأنه ومع كل يوم من أيامنا المجيدة هناك موعد لشعبنا ليعقد معه نصراً جديداً… واستقلالاً جديداً يضاف إلى قائمة الشرف الذي يعزز صمودنا ووحدتنا..
لأن قيمة هذا الانتصار الذي تحقق في لبنان بعد سنوات القهر من الاحتلال عزز لدى أهلنا أكثر قيمة السلاح المقاوم والنهج المقاوم الذي تخوض غماره جماهير شعبنا في لبنان وفلسطين، لأنه وحده الكفيل بتحرير ما تبقى من أرض واستعادة ما اغتصب من حقوق…
أيها الأعزاء..
إن صراعنا مع العدو هو صراع بقاء ووجود.. ولن يحسم هذا الصراع إلا بخيار الالتفاف حول المقاومة التي قهرت العدو وبددت حلم كيانه بإقامة مشروع "اسرائيل الكبرى" التي تمتد حدودها من الفرات إلى النيل… وبالتفافنا حول المقاومة نستعيد سيادتنا على كامل أرضنا..
من هنا ندعو شعبنا في لبنان بكل طوائفه ومذاهبه، وأحزابه وقواه، إلى ضرورة التنبه، والوقوف صفاً واحداً في مواجهة ما يحيكه هذا العدو من مخططات ودسائس ومؤامرات، تستهدف إشعال نار الفتنة والفرقة بين أهله..
وختاماً أود التأكيد على تحصين ساحتنا الداخلية لسد كل الثغرات التي قد يستغلها العدو الاسرائيلي لينفذ منها إلى أعماقنا، خصوصاً أن هذا العدو معروف عنه بأنه يجيد أساليب اقتناص الفرص، والاصطياد بالماء العكر، واتقان لعبة فرّق تسد..
فلنكن حريصين أشد الحرص على وحدتنا الوطنية وقضايانا المصيرية..
وان ضمانتنا الوحيدة للحفاظ على كرامتنا وحريتنا هي المقاومة التي ينبغي أن نحميها بأشفار عيوننا..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم نسيم نسر ـ معتقل تلموند 7
المصدر:16 حزيران/يونيو2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018