ارشيف من : 2005-2008

"العنصرية" تضرب مجدداً.. في استراليا!

"العنصرية" تضرب مجدداً.. في استراليا!

"وجد اللبناني عباس غبشة وهو من بلدة ميس الجبل الجنوبية، مقتولاً في منزله في أستراليا في ظروف غامضة". خبر نشر في وسائل الإعلام... للوهلة الأولى تعتبره عادياً فكثيرة هي الأخبار المشابهة له التي نسمع عنها، ولكن ما يلبث أن يستوقفك خبر آخر عن ممارسات "عنصرية" تمارس بحق اللبنانيين والعرب في استراليا فتجد نفسك تتساءل عن إمكانية ربط الخبرين او الحدثين ببعضهما البعض.‏

ربما توجد علاقة بين الخبرين وربما لا توجد علاقة، ولكن ما أضحى مؤكداً هو أن العدوى تنتقل من بلد غربي إلى آخر... فمن أميركا إلى بريطانيا إلى فرنسا وصولاً الى استراليا أصبح العرب والمسلمون هدفاً سهلاً لعنصرية دول، لشدة ديمقراطيتها، تجدها تعتدي على مهاجرين لديها حيناً، وتمنع آخرين من ممارسة واجباتهم الدينية حيناً آخر.‏

في الأيام القليلة الماضية كان دور العرب واللبنانيين في استراليا لينالوا قسطاً من الاعتداءات العنصرية التي تستهدفهم وتستهدف قيمهم وعاداتهم وتقاليدهم. وفي ما يلي بعض مشاهد الشارع الأسترالي مؤخراً:‏

ـ في بيرث، اعتدت عصابة أسترالية مؤلفة من 11 شخصاً على عائلة وصفت بأنها شرق أوسطية، وحاولوا تحطيم باب المرأب أمام المنزل الذي رشقوه بالبيض والحجارة. في المنطقة ذاتها، اعتدى شبان بالضرب على سائق أجرة لبناني.‏

ـ إصابة سبعة أشخاص بجروح وتحطيم عشرات السيارات.‏

ـ تناقلت العصابات الاسترالية العنصرية رسائل هاتفية تدعو الى تظاهرة والى‏

"تكسير رؤوس" كما طالب هؤلاء بـ"لا مزيد من اللبنانيين".‏

ـ تعرّضت امرأة مسلمة الى نزع حجابها وجرت مطاردتها حتى احتمت بكشك موجود على شاطئ‏

ـ عثرت الشرطة الاسترالية على 30 عبوة مولوتوف وصناديق مملوءة بالحجارة مخزنة فوق الاسطح.‏

ـ شهد مركز للتسوق جنوبي شاطئ كرونولا في سيدني، تنكيلاً عنصرياً ضد اللبنانيين، ترافق مع دعوات الى قتلهم او طردهم، وذلك بعدما انتشرت رسائل بريد الكتروني ورسائل هاتفية قصيرة، تدعو السكان المحليين الى ضرب "اللبنانيين والمتحدرين من أصل شرق اوسطي".‏

ـ رفع استراليون شعارات وعبارات عنصرية تقول "أقتلوا اللبنانيين" و"عودوا إلى بلادكم أيتها الحثالة اللبنانية"، و"لا نريد المزيد من اللبنانيين".‏

غيض من فيض مما أصبح موجة جديدة وموضة رائجة في بلدان العالم الغربي يبدو من خلالها العربي والمسلم صيداً سهلاً لعنصرية معشعشة في عقول وقلوب البعض ظهرت على السطح مأخوذة بمشاهد حصلت في بلدان غربية شقيقة لأستراليا.‏

ولعله لم يخطر ببال العربي واللبناني خصوصاً، أن يكون ضحية على غرار مهاجري فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، فمن ضمن 938 ألف مهاجر تركوا لبنان ما بين عام 1975 بداية الحرب الأهلية في البلاد وعام 2001 جاءت استراليا في مقدمة الدول الجاذبة للمهاجرين اللبنانيين والتي استضافت 140833 مهاجر أي نحو 15% من المهاجرين آنذاك، هؤلاء المهاجرين الذين أصبحوا شئنا أو أبينا جزءاً من المجتمع الاسترالي، لهم جنسياتهم، مصالحهم، منازلهم وكل ما من شأنه أن يفرض على الآخرين احترامهم والتعامل معهم بطرق لائقة ومحترمة وليس كما حدث في الأيام الماضية.‏

وعلى الرغم من محاولات الحكومة الاسترالية تلقف الوضع والحد من آثاره التي ستتحملها هي بالدرجة الأولى، فإن ما يحدث في استراليا لا يمكن عزله عن مسار الاحداث العالمية سواء في البلدان الغربية أو بلدان الشرق الأوسط.‏

وفي خلاصة عامة للمشهد يمكن القول إن العرب والمسلمين مستهدفون أينما كانوا، فهم إما مهاجرون يتحملون لا مساواة وممارسات عنصرية بحقهم، أو مقيمون في بلادهم تلاحقهم "ديمقراطية الغرب" وكل ما هو "صناعة دولية" إلى عقر دارهم!!!‏

ميساء شديد‏

2006-10-30