ارشيف من : 2005-2008
وعادت جنين لتحمل لؤاء عاصمة الاستشهاديين: عملية الخضيرة .. احراج جديد للامن الصهيوني
الانتقاد - خاص
"تناول السحور مع اخوته على غير العادة ونظر اليهم نظرة وداع وغادر المنزل وكنا ننتظره على الافطار كالعادة ولكن اسمه ظهر فجأة في وسائل الاعلام على انه منفذ العملية الاسشتهادية في الخضيرة . فالحمد لله على هذا الشرف"
هذه الكلمات انطلقت على لسان والدة الاستشهادي حسين حسن ابو زيد عشرين عاما من بلدة قباطية قضاء جنين حيث اضافت:" كان دائم الحديث عن الشهادة ويقول انه يتمنى ان يرزقه الله الشهادة لينتقم للشهداء الذين يسقطون يوميا وانا لست نادمة بل اشعر بالفخر به".
وحسين هو واحد من ثلاثة اشقاء لهذه العائلة التي اعتقل الجيش الاسرائيلي والدهم بعد العملية بساعات وقد اتخذ قرارا بهدم منزلهم كالعادة بعد كل عملية استشهادية دون ان تنجح في وقف العمليات الاستشهادية التي خرج معظم منفذيها من جنين التي أطلق عليها عاصمة الاستشهاديين.
العملية التي تمكن خلالها الاستشهادي من الوصول الى الخضيرة داخل فلسطين المحتلة عام ثمانية واربعين جاءت لتشكل احراجا للامن الصهيوني، فالجدار في شمال الضفة الغربية اكتمل بناؤه من اكثر من عام وجيش العدو اعتقل خلال الهدنة 500 من نشطاء الجهاد الاسلامي من الصف الاول والثاني والثالث لينضموا الى نحو الف وخمسمائة معتقل من الجهاد يقبعون في سجون الاحتلال، وقتل سبعة عشرا قياديا من سرايا القدس خلال نفس الفترة وكان اخرهم القائد العام لسرايا القدس في الضفة الغربية. الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ادعت ان الشهيد حسين هو احد المطولبين للتحقيق وهو ما نفته العائلة التي اكدت ان الجيش لم يداهم منزلها على الاطلاق وان حسين كان يعمل مع والده في مكان معروف للجميع ولو اراد الجيش اعتقاله لتمكن بسهولة من ذلك.
العملية ادت الى مقتل خمسة من الصهاينة واصابت العشرات منهم بجراح بعضهم في حالة الخطر فتحت المعركة من جديد بين الجهاد الاسلامي والجيش الاسرائيلي .. فالجهاد ومعها عدة اجنحة عسكرية- تصر على رسم معادلة جديدة بعد الانسحاب من غزة وتتضمن رفض الاستفراد بالضفة الغربية وتتمسك بحق الرد على الخروقات الاسرائيلية فيما تصر حكومة الاحتلال على عزل غزة عن باقي الاراضي المحتلة ومواصلة حربها ضد اعضاء الجهاد وقادته.
حكومة الاحتلال اتخذت جملة من القرارات ردا على العملية بينها تنفيذ عمليات عسكرية للجيش الاسرائيلي في مدينتي جنين وطولكرم من جهة وتنفيذ هجمات جوية على قطاع غزة من جهة اخرى حيث سيعمل الجيش الاسرائيلي على جبهتين هما: الضفة الغربية وقطاع غزة, حيث فرض الجيش الإسرائيلي إغلاقا مشددا على الضفة الغربية بشكل كامل بما فيها إغلاق مداخل المدن الفلسطينية ومنع السيارات الفلسطينية من التنقل على الشوارع الرئيسية بين المدن الفلسطينية وتولى المسؤولية الأمنية كاملة وسيلغي كافة التسهيلات التي نفذها خلال الفترة الماضية حتى انتهاء هذه العمليات وستشمل العملية مدن طولكرم وجنين والعديد من القرى المحيطة بهما مثل قباطية ويعبد وعتيل وصيدا وعلار حيث فرض الجيش اغلاقا ومنعا للتجول ونفذ حملات اعتقال في هذه المناطق.
لكن في كل الاحوال يؤكد كثير من المراقبين ان ردود الفعل الاسرائيلية لن تخرج عن سابقاتها باستثناء احتمال ان تحاول اسرائيل بجدية توجيه ضربة للجهاد في غزة باغتيال قادة الحركة السياسيين وهو ما يمكن ان يفجر حالة التهدئة المعلنة.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018