ارشيف من : 2005-2008

مصطفى العقاد آخر ضحايا .. الكذبة!

مصطفى العقاد آخر ضحايا .. الكذبة!

"ذهبت الى الولايات المتحدة الأميركية فقير مادياً ولكن غني دينياً وتربوياً وقومياً، ومع اختلاطي بعدة جنسيات اكتشفت أنه لا ينقصني شيء كوني مسلم وعربي، كان طريقي شاقاً بمعنى الكلمة فلو لم أكن عربياَ لكان الأمر أسهل بكثير فكون اسمي "مصطفى" هذا وحده يشكل صعوبة كبيرة، كان بإمكاني أن أغيره لأمارس عملي بسهولة لكن كيف أغير اسمي الذي أورثني اياه أبي؟! .... انني أشمئز من بعض العرب الذين يأتون الى أمريكا و يغيرون أسماءهم العربية و يتنكرون للغتهم العربية فقد لتسهيل أعمالهم"، مقتطف من مقابلة أجريت مع المخرج السينمائي الكبير مصطفى العقاد.‏‏

هل كان يعرف هؤلاء الانتحاريون (الذين أجدني كلما قاموا بأعمالهم الارهابية، حائرة، ضائعة حول ما يفكرون به حين يقدمون على مثل هذه الأعمال)، أن مصطفى العقاد هو الرجل نفسه الذي أخرج فيلمي "الرسالة" و"عمر المختار"؟ أنه الرجل نفسه الذي أراد من خلال أعماله تقديم تعريف صحيح للحضارة الإسلامية في الغرب والعالم؟ أنه الرجل نفسه الذي قدم صورة تاريخية دقيقة ومشرقة عن الإسلام والمسلمين؟ أنه أحد الرجال القادرين على إحداث تغيير في وجهة نظر رجل الشارع الأمريكي تجاه العرب والمسلمين؟ لست أدري ولكن من المؤكد أن العقاد لم يكن يعجبهم، وربما كان كافراً بنظرهم، إذ كيف يخلق العقاد في الصور روحاً ليحركها في أفلامه؟!‏‏

لقد صدق هؤلاء الكذبة بأنهم مسلمون ويمثلون الاسلام والعروبة، وهم أبعد ما يكونون عن هذه المفاهيم.‏‏

لقد كان قدر مصطفى العقاد أن يكون في فندق "غراند حياة" في العاصمة الأردنية عمان، وتحديداً في بهو الفندق يستقبل ابنته ريما، ساعة وقوع أحد الانفجارات الثلاثة أول من أمس، فكان أن ماتت ريما ونقل العقاد مصاباً الى إحدى المستشفيات ليلفظ أنفاسه الأخيرة بعد ذلك.‏‏

لم يكن مصطفى العقاد وحده ضحية هؤلاء، الذين حين التحدث عنهم تهرب مني الصفات التي تليق بهم، إذ أقسى الصفات وأحطها ترفض أن تلصق بهم، العقاد وكثيرون ممن سقطوا في تفجيرات الأردن، وكثيرون ممن يسقطون كل يوم في العراق هم ضحايا هؤلاء، صور ومشاهد تكاد تختلط في ذهني لفيلم بالأحمر والأسود، بالأمس العقاد لم يكن مخرجاً، كان أحد الشخصيات في فيلم لمخرج "إرهابي" لا ينفك يردد عبارة "أكشن" لسلسلة أفلام عنوانها "التطرف"، وعذراً لست أذكر في أي جزء تقع تفجيرات الأردن الأخيرة، فالسلسة طويلة وتبدو مستمرة.‏‏

ميساء شديد‏‏

بطاقة العقاد‏

اشهر مخرج عربي حقق شهرة على الساحة العالمية بعمله في هوليود نفسها.‏‏

ولد في حلب (شمال سوريا) العام 1934 وانتقل لدراسة السينما العام 1954 في الولايات المتحدة. ودرس الفنون المسرحية في جامعة لوس انجليس في كاليفورنيا وتخرج منها العام 1958.‏‏

ومن اشهر افلام العقاد "الرسالة" (1976) الذي يعتبر اهم فيلم عن الاسلام انتج حتى الان وشارك في بطولة نسخته الانجليزية انطوني كوين الذي جسد شخصية حمزة عم الرسول.‏‏

كما اخرج العقاد فيلم "عمر المختار اسد الصحراء" (1980) الذي قاد ثورة مسلحة ضد الاستعمار الايطالي في ليبيا واعدم العام 1932 من بطولة الممثل الاميركي انطوني كوين ايضا.‏‏

في العام 1978 بدأ انتاج سلسلة افلام الرعب "هالوين" (ثمانية افلام) التي حققت نجاحا كبيرا.‏‏

ومنذ سنوات كان العقاد يحضر لاعداد فيلم عن صلاح الدين.‏‏

2006-10-30