ارشيف من : 2005-2008
المرحلة الاولى من الانتخابات المصرية: 20% من المقاعد للإخوان المسلمين
خذلت النتائج الرسمية للمرحلة الاولى في الانتخابات التشريعية المصرية كل التوقعات التي تنبأت بفوز ساحق للحزب الوطني الحاكم أمام كل منافسيه، إذ استطاع "الإخوان المسلمون" أن يحققوا انتصاراً على مستوى المقاعد التي فازوا بها، فالحصول على نسبة 20 % من إجمالي عدد نواب الجولة الأولى وفوز 65 % من مرشحيهم جعل للانتخابات المصرية نكهة خاصة خصوصاً مع خسارة أسماء بارزة في الحزب الوطني الحاكم أمثال حسام بدراوي، وهو أحد أبرز وجوه لجنة السياسات في الحزب التي يرأسها جمال مبارك نجل رئيس الجمهورية، أمام منافسه هشام مصطفى خليل نجل رئيس الوزراء المصري السابق.
وإذ فازت جماعة الإخوان المسلمين بـ34 مقعداً في المرحلة الاولى من الانتخابات التشريعية المصرية وفازت احزاب المعارضة بثمانية مقاعد، تضاربت الأنباء بشأن عدد المقاعد التي فاز بها الحزب الوطني الحاكم والمرشحون المستقلون.
ففيما هناك أنباء تقول بفوز الحزب الوطني الحاكم بـ 68 مقعداً وفوز المستقلين بـ54 مقعداً، تشير أرقام أخرى الى فوز الحزب الوطني بـ114 مقعداً والمستقلين بثمانية مقاعد. وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد اعلنت أن مرشحيها الذين يخوضون الانتخابات كمستقلين، قد فازوا بثلاثين مقعدا في جولة الإعادة ليكون مجموع ما فازوا به في المرحلة الأولى من الانتخابات 34 مقعداً بعد فوزهم الأسبوع الماضي بأربعة مقاعد في أول ايام الانتخابات.
وخاض الإعادة للمرحلة الاولى التي بدأت الاربعاء الماضي 266 مرشحاً لشغل 133 مقعداً في البرلمان منهم 133 مرشحاً للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم و42 مرشحاً لجماعة الاخوان المسلمين وعشرة مرشحين لائتلاف انتخابي تشكل من عشرة أحزاب وجماعات معارضة باسم الجبهة الوطنية للتغيير السياسي والدستوري. وشملت المرحلة الاولى ثماني محافظات هي القاهرة والجيزة والمنوفية وبني سويف والمنيا وأسيوط ومرسى مطروح والوادي الجديد، يبلغ تمثيلها 164 مقعداً في مجلس الشعب المصري.
وكما كل عملية انتخابية لم تخل الاعادة للمرحلة الاولى من الانتخابات من تجاوزات ومشادات بين أنصار المرشحين، وبدا الحزب الحاكم حاضراً في هذه المناوشات والمشادات. إذ قد وقع حادث اطلاق نار بين أنصار اثنين من المرشحين في احدى دوائر القاهرة أصيبت فيه امرأة كما وقعت مناوشات بين مؤيدي الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ومؤيدي مرشحي الاخوان المسلمين. وسجلت اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات أربع هجمات حرض عليها مؤيدو الحزب الوطني الديمقراطي الذي يسيطر على 85 في المئة من مقاعد البرلمان المصري المنتهية ولايته.
وأضافت أن "العنف اتسع الى حد مهاجمة ناخبين لانهم لم يصوتوا لمرشح الحزب الوطني وشمل العنف مراقبي اللجنة المستقلة". ففي أطفيح جنوبي القاهرة ألقى مؤيدو مرشح الحزب الوطني الحجارة وأطلقوا الرصاص على مراقب اللجنة المستقلة في محاولة لمنعه من دخول مركز اقتراع.
كذلك سجلت الحملة الوطنية لمراقبة الانتخابات تجاوزات وضغوطات من قبل الحزب الحاكم إذ اشارت الى انه في دائرة بإحدى قرى محافظة المنوفية "تم حشد عدد كبير من أنصار الحزب الوطني الحاكم يدعمهم عدد من محترفي البلطجة في مواجهة أنصار مرشح الاخوان المسلمين".
ونقلت عن المنظمة المصرية لحقوق الانسان كبرى المنظمات الحقوقية في مصر انها تلقت بلاغات بوقوع "حالات عنف من قبل أنصار مرشحي الحزب الوطني في مواجهة المرشحين المنافسين من المعارضة والاخوان المسلمين فضلاً عن وقوع اعتداء بالضرب على مراقبي المنظمة". وقالت في تقرير ان مراقبيها رصدوا "تواجد اثنين من أمناء الشرطة حاملين السلاح داخل مدرسة غمازة الكبرى بدائرة الصف بمحافظة الجيزة"، مضيفة انه تم "رصد مراقب المنظمة قيام أفراد الامن بمنع دخول الناخبين الى مقر احدى اللجان بالمحافظة نفسها".
ويبدو أن النتيجة التي حققها "الاخوان المسلمون" شكلت دفعة لهم باتجاه تحقيق نتائج مماثلة في المراحل التالية من الانتخابات ويتوقع الاخوان المسلمون الحصول على ما بين 50 و70 مقعداً خلال الانتخابات الحالية.
المشهد الانتخابي في الشارع المصري اختلف هذه المرة، مشهد له دلالات كثيرة.... أمام أحد مراكز الاقتراع امرأة من مناصري "الاخوان" حملت لافتة كتب عليها "الاسلام هو الحل".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018