ارشيف من : 2005-2008

الكاتبة الفرنسية فاليري دولون:"إسرائيل" لن تكون أقوى من إرادة الحق في العالم

الكاتبة الفرنسية فاليري دولون:"إسرائيل" لن تكون أقوى من إرادة الحق في العالم

أجرت الحوار: ياسمينة صالح‏

فاليري دولون الكاتبة المتخصصة في الشؤون الإسرائيلية، التي ذكرت قبل خمسة أعوام أن اللعبة الإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط ستلعبها نيابة عنها الإدارة الأميركية بكل الدمويين الجدد الذين يسمون عموما بالصقور.. قبل سنتين نشرت كتابها "البيت المرعب" الذي كان قراءة سياسية لسياسة الدمار الشامل التي قادها جورج دابليو بوش ضد دول العالم المتهمة مسبقا بالدول المارقة.‏

بيد أن تلك الدول المارقة تشترك في جملة من القواسم المشتركة، بكونها دولا نفطية أو مائية، وثانياً أنها تقع في مناطق استراتيجية مهمة، وثالثا أن القضاء عليها سيكون أولا وأخيرا برغبة حتمية من "إسرائيل".. بمعنى أن الولايات الأميركية تخوض الحروب لأجل الهيمنة التي تخدم بها "إسرائيل" في المنطقة وفي العالم ككل.‏

في حوارنا الحصري هذا مع فاليري دولون، نحاول الرد على الأسئلة التي ظلت مطروحة عدة عقود خلت، فما أشبه اليوم بالأمس كما تقول "فاليري" للحديث عن التناقضات السياسية في ظل القوة العظمى التي تسميها "الامبريالية الجديدة".‏

ـ يعترف الجميع بأنك كنت من القلائل في فرنسا ممن اعتبر أن اللعبة الأميركية في العالم ستكون مبنية على الاحتلال المباشر، كان ذلك في ندوة سنة 1999، وبعدها بسنة أصدرت كتابك "بيت الرعب" الذي تكلمت فيه لأول مرة عن الصقور الذين دخلوا إلى السياسة الأميركية من باب النهب والسلب.. كيف تقيمين كل ذلك اليوم؟‏

* نعم، لكن دعيني قبلا أقول إن مصطلح الصقور ليس مصطلحا أميركيا بالمعنى التام، وقد طُرح المصطلح في الجمعية اليهودية البريطانية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وعاد الطرح إلى الظهور في قمة الحرب الباردة. بمعنى انه مصطلح يهودي حقيقي، وأنا أريد أن أؤكد نقطة مهمة، هي أن الإدارة الأميركية الحالية أو ما يسمى بصقور البيت الأبيض، عبارة عن يهود متطرفين، بمعنى أنهم موالون لما يسمونه بالقضية اليهودية، التي كما يعرف الجميع تتشكل من خلال مصطلح "إسرائيل الكبرى"، أو كما عُرف في الستينيات بـ"إسرائيل من البحر إلى النهر". الناس لا تقرأ التاريخ جيدا، ولهذا يحدث أن تختلط حتى المفاهيم التي تتحول مع الوقت إلى تصدير للعنف و تحويله إلى "حرية" أو "ديمقراطية"، كما فعلته أميركا منذ الحرب العالمية الثانية وإبان الحرب الباردة. صحيح أن اليهود استغلوا الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها بعض الدول، وبالخصوص الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط، ولكن لا ننسى أن الدعم اللوجستي والسياسي والفكري والإعلامي الذي حظي به اليهود كان كبيرا وفاعلا، والدور الذي لعبته بريطانيا في قيام الدولة العبرية، ولا ننسى أيضا أن ذلك الدعم قضى على العديد من الدول التي وجدت نفسها غير قادرة على مسايرة اللعبة، فاستسلمت للأمر الواقع. هذا هو الواقع الذي من خلاله كانت اللعبة الأميركية واضحة وجلية منذ عام 2000، حين بدأت تتضح معالم الصهيونية الجديدة عبر خطاب سياسي لم يكن يستوعبه العالم، وكان يوجه في الحقيقة جملة من الرسائل الخطيرة إلى دول كثيرة في أميركا اللاتينية والشرق الأوسط وأفريقيا. صقور البيت الأبيض هم اليهود الذين عادوا الى السطح على شكل أفلام "الوسترن" التي كانت تحاول أن تعطي الانطباع بأن رعاة البقر على استعداد لإصلاح العالم وتسويق الديمقراطية الأميركية كنتاج "أيدلولوجي" يعكس الامبريالية الأميركية الجديدة.‏

ـ تصفين في كتابك الأخير الدور الإسرائيلي في العالم بدور "دونكيشوت" حين كان يطارد طواحين الهواء؟‏

* من الناحية السياسية، المصالح الأميركية والإسرائيلية صارت متقاطعة، برغم ما يحاول الإعلام أن يفعله لإقناعنا بأن العلاقة الأميركية الإسرائيلية علاقة جيدة. لا ننسى أن نسبة كبيرة من الأميركيين يعيشون طغيانا من قبل النظام الحالي، ولا ننسى نسبة المظاهرات التي صارت تحدث في الولايات الأميركية احتجاجا على السياسة الأميركية الخارجية.. لا ننسى التراجع الكبير الذي صار يحققه جورج دابليو بوش لدى شعبه الذي ضاق ذرعا بممارساته في العالم.. يجب أن ننتبه الى كل هذه النقاط المهمة والخطيرة في الوقت نفسه. أميركا تعيش حركية مناهضة للصقور وللإدارة الأميركية، وهذا يعني أن اليهود القائمين على تلميع الواجهة عجزوا الآن في إقناع الناس بأن كل شيء على ما يرام. لا ننسى أن الإعلام الأميركي بكل جبروته لم يعد قادرا على الكذب على الصورة الواضحة اليوم في العراق وفلسطين. الوضع صار محرجا بالنسبة الى هؤلاء القتلة الذين يبحثون عن صياغة خطاب سياسي جديد في محاولة ترميم البيت المنهار. صارت "إسرائيل" زلة بالنسبة الى الأميركيين، وصار اليوم الكلام عن المصالح الأميركية والإسرائيلية يثير حنق العديدين داخل أميركا نفسها، برغم الهيمنة اليهودية على مجلس الشيوخ وعلى الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء.. لكن يجب القول إنه في ظل هذه التراجيديا السياسية الأميركية الحالية، يجري البحث عن أعداء دائمين لتسويق فكرة الحرب وتمديد رقعة العنف والإرهاب، ولإجبار الجميع على الصمت والخضوع.. والحال أن "إسرائيل" التي استطاعت أن تخلق العديد من الأعداء أيضا تراهن على العدو الكبير اليوم من خلال رهانها على تغيير شامل في المنطقة، حتى لو لم تحققه، فيكفي أنها تخترع العدو لممارسة الإرهاب ضده وضد بقية العالم.‏

ـ هذا الكلام ربما لم يعد يؤيدك فيه الفرنسيون اليوم، كيف تفهمين التحول الحاصل في الفكر الفرنسي الجديد؟‏

* كما هي الحال بالنسبة الى صقور البيت الأبيض، في فرنسا يوجد أيضا ما يسمى بالصقور القادمين، وهم الموالون جدا للمحافظين الجدد، وعلى رأسهم نيكولا ساركوزي. تعلمون جيدا أن نيكولا ساركوزي اليهودي القادم من أوروبا الشرقية يحاول أن يصنع من السياسة الفرنسية القادمة واجهة تعكس المصالح الأميركية والإسرائيلية معا في فرنسا.. هو يدافع عن "إسرائيل" وعن اليهود الفرنسيين، ويعتبرهم ساميين جدا، وهو المصطلح الذي لم يكن مقبولا قبل عشرة أعوام مثلا. نعم أنا معك في أن ثمة تغييراً خطيراً وقع في الفكر الفرنسي، ونعترف بأن الإعلام الفرنسي صار منحازاً بشكل فاضح الى اليهود عبر انحيازه إلى أميركا، ونعترف بأن الحركات اليهودية داخل فرنسا صارت مثيرة للقلق، بحيث ان العديد من اليهود استطاعوا الوصول الى مناصب مهمة في الدولة، بمن فيهم نيكولا ساركوزي، بمعنى أن الحصار الذي فُرض على البقية صار كبيرا. التحول هذا أحدث هزة حقيقية لأنه جعل الجميع يعرف بأن نهاية النظام الديغولي صار وشيكا، وبالتالي فنهاية القومية ستخلف بداية لقومية أخرى لن تتعامل مع الوطن بالفكر السابق نفسه، أي ان مصلحة الجميع لن تكون أهم من مصلحة النخبة، وأقصد بالأقليات، وأهمهم اللوبي اليهودي المهيمن على الإعلام والثقافة في فرنسا. الفرنسيون يشعرون بأن التغيير القادم سيكون خطيرا، لكنهم في الوقت نفسه يستسهلون الجدال الراهن، ولا يفعلون شيئا سوى انتقاد السياسة المنتهية للرئيس شيراك، بمعنى أنهم يتسلون بتوجيه النقد لسياسة هي على وشك الانتهاء فعلا مع نهاية عهد شيراك قريبا.‏

ـ لهذا السبب كان رد الفعل الفرنسي إزاء أحداث الضواحي في باريس متجها نحو هجوم معلن بشكل مباشر على المسلمين خصوصا؟‏

* أعتقد أن شخصاً مثل ساركوزي لن يحلم بأكثر من تلك الأحداث ليعلن أنه على حق في كلامه عن الخطر الذي يشكله المهاجرون على الأمن الفرنسي، لكن الحقيقة أنه هو نفسه مهاجر.. نحن ندرك جيدا أن تلك الأحداث برغم أحقيتها من حيث المطالبة بتحسين أوضاع المهاجرين في المناطق الفقيرة، برغم ذلك أعتقد أن انفجارها في هذا الظرف بالذات ليس عفويا، وليس بريئا أيضا، لأن ساركوزي استطاع أن يستغل الوضع ويحوله الى حرب مضادة للشغب ومضادة لخطر الإرهاب على فرنسا كما قال.. نقطة أخرى تخص الجملة التي استعملها ساركوزي لوصف غضب الشباب في الضواحي، لقد استعمل عبارة "الأوباش" التي تبقى عبارة سوقية لا يمكن استعمالها في تصريح سياسي رسمي، وهذا هو التحول الذي فعلا ستعرفه فرنسا قريبا، والذي سيعني أن عبارة "الأوباش" ستتكرر كثيرا وبشكل عملي ضد المهاجرين. وأنا معك في أن المضايقات التي يعيشها المسلمون صارت استفزازية، لأن الفكرة تتشكل في النهاية من تلك الرؤية التي تقول ان الضغط يولد الانفجار، وإن الانفجار الذي يبحث عنه ساركوزي هو الذي يسعى عبره الى أن يكون المرشح المثالي والقوي للرئاسة المقبلة.. هذا هو التحرك الاستراتيجي لساركوزي، بأن يصنع في فرنسا غولا اسمه "الإسلام والمهاجرون" معا، بحيث اننا نخشى أن تتسارع الأمور الى حد خلق أحداث عنف أخرى لإعادة صياغة قوانين كثيرة، منها القانون المدني المرتبط بالحريات الشخصية، تماما كما فعله صقور البيت الأبيض في 11 سبتمبر وبعده.‏

ـ تقصدين أن فرنسا يمكنها اختلاق حوادث لتمرير فكرة التغيير بالقوة؟‏

* أميركا نفسها فعلت ذلك حين اختلقت أحداث سبتمبر بتواطؤ من مركز الاستعلامات المركزية، وبريطانيا فعلت ذلك في تفجيرات الأنفاق.. ضابط الاستخبارات البريطانية "دافيد شايلر" كشف في تصريح خطير قبل عدة أسابيع أن الاستخبارات البريطانية ليست بريئة من التفجيرات التي كان يراد بها تخويف المجتمع البريطاني وحمله على قبول كل القرارات التي ستنجم عن التفجيرات، بما فيها تحديد حرياته الشخصية ومحاصرته، ناهيك عن مشروع بلير لتغيير قانون الهجرة... إلخ.‏

ـ قلت أيضا في كتابك الأخير إن المقاومة المناهضة للأميركيين والإسرائيليين هي القادرة على تغيير موازين القوى من الناحية الإستراتيجية؟‏

* المقاومة العراقية جعلت الأميركيين يتحولون من قوة عظمى الى "مضحكة"! أميركا بتكنولوجيتها وسلطتها العسكرية عجزت عن إيقاف لهيب المقاومة.. هذا هو الجديد الذي أنا متأكدة منه، أن الأميركيين أنفسهم لم يحسبوا له أي حساب، ومستوى المقاومة المنظمة أربك الحلفاء كثيرا وجعلهم يشعرون بالخوف، الى درجة صاروا يتهمون الجميع بأنهم يقفون خلف المقاومة. إنهم يتهمون سورية ولبنان ويتهمون إيران ويتهمون حتى الدول التي تعد حليفة سياسية لهم كالأردن ومصر.. إنها حالة من الجنون يعيشونها. يعاني الجنود الأميركيون في قرار رسمي نشرته جمعية حقوقية أميركية، من إحباط رهيب، بعضهم حاول الانتحار، وبعضهم تعرض لانهيار عصبي حاد.. هذا هو الاختلال الذي تحاول الإدارة الأميركية إخفاء حقيقته خلف التهديدات التي توجهها لإيران وسورية.. مع أنه من الناحية العسكرية من الصعب أن تدخل أميركا في حرب جديدة ضد إيران أو سورية، لأنها ستغرق فعلا لو فعلت ذلك. المشكلة أن الأميركيين يعرفون أن استمرار الوضع في العراق بهذا الشكل يخسرهم الكثير ويحيلهم على الإفلاس الكامل، وأعتقد أن المقاومة أدت دورا كبيرا في جعل الأميركيين يعانون في العراق بالخصوص. الشيء نفسه أقوله عن المقاومة اللبنانية في الجنوب التي جعلت "إسرائيل" تنسحب وتخسر مواقع كانت تقول إنها مواقعها الأبدية. المقاومة اللبنانية فعلت ما لم تستطع أن تفعله الجيوش النظامية مجتمعة.‏

ـ على ذكر المقاومة اللبنانية، قلت في حوار مع جريدة "لومانيتيه" الفرنسية، إن المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله صنعت معجزة التحرير، وإنه من الصعب بعد اليوم إقناع الشعب العربي بأنه يمكن مقاومة الاحتلال بالكلام، بل بالأفعال؟‏

* لا أريد أن أكون منحازة لأحد، لكن حزب الله حركة مقاومة ناجحة ومنظمة. أعتقد شخصيا أن ما فعله حزب الله في الجنوب كان عظيما.. "إسرائيل" لا تخاف من الأنظمة الشرق أوسطية، لكنها تخاف جدا من المقاومة.. وهذا دليل على أن المقاومة التي تصنع التحرير هي التي تستحق التنويه بها في كل مكان.‏

ـ لكن المقاومة اللبنانية تتعرض لضغوط كبيرة من البيت الأبيض ومن الاتحاد الأوروبي أيضا.‏

* أجل، لأن التحرير هو آخر ما يهم الأميركيين والأوروبيين. ولكن لا أشعر بالقلق، فالرؤية السياسية والفكرية والنفسية التي حققتها المقاومة اللبنانية أنها نجحت في صياغة مفاهيم جديدة لماهية الوطن وماهية القوة العسكرية الضاربة، ولهذا أعتقد شخصيا أنه من الصعب إخافة القوى السياسية التي تعرف أنها تدافع عن الحق وتسعى لطرد عدو من أراضيها.‏

ـ تقصدين حزب الله والتنظيمات الفلسطينية المجاهدة؟‏

* يجب أن نعرف أن ثمة تنظيمات مماثلة في دول أخرى في أميركا اللاتينية حتى لو لم تحمل الصبغة الفكرية أو الدينية نفسها، لكنها تقاوم الاحتلال الأميركي الآتي إليها على شكل أنظمة ديكتاتورية وعلى شكل هيمنة سرقت خبز الفقراء في العالم. في فنزويلا وكوبا وبوليفيا وفي العديد من دول جنوب أميركا، هنالك حركات مقاومة تشعر أميركا نحوها بالخوف، لأنها حركات تستقطب الشعوب، وبالتالي هي حركات شعبية من الصعب القضاء عليها. أنا حين تكلمت مثلا عن حزب الله في إحدى مداخلاتي، اتهمني البعض بأنني أسوّق لأفكار هذا التنظيم السياسي اللبناني، وأنا لا يهمني سوى أنني أعتبر شخصيا أن المقاومة الشجاعة التي يبديها حزب الله وتبديها الفصائل الفلسطينية هي التي تسببت في خسائر "إسرائيل" وعطلتها عن الذهاب إلى أبعد من المكان الذي تحتله. فقد ذكر "سامويل هلبترون" وهو من المفكرين الصهاينة المتطرفين، أن "إسرائيل" لولا المقاومة الكبيرة التي وجدتها في الجنوب اللبناني وداخل الأراضي المحتلة لكانت وصلت إلى احتلال مصر والأردن والعديد من الدول العربية".. قال ذلك في حوار نشرته له "واشنطن بوست" قبل عامين. وحين يأتي هذا الكلام من مفكر يهودي صهيوني متطرف ودموي، فهذا يعني أن ما قامت به المقاومة ليس مجرد الشكليات التي ربما يحلو لبعض وسائل الإعلام الكلام عنها بمبالغة غير بريئة، بل أجزم من مكاني هذا بأن المقاومة استطاعت أن تصنع معجزة حقيقية في جعل الفقراء يدركون أن بإمكانهم فعلا الصراخ ضد الظلم ومجابهته، لأن الموت وقوفا أفضل من الحياة بلا كرامة وتحت الاحتلال.‏

ـ هنالك من يسوّق لفكرة أن المقاومة هي جزء من الإرهاب المرتكب ضد الشعب!‏

* العنف الموجه ضد الشعب لم يكن أبدا مقاومة، ولهذا في كل الحروب كانت هنالك ما يسمى بالحرب المضادة التي كانت مصالح الاستخبارات تقوم بها. في العراق عدد التفجيرات ودقتها واستهدافها لعشرات المواطنين الأبرياء لا يمكن بأي حال من الأحوال القول إنه مقاومة، ونحن ندرك جيدا وباعتراف من "إسرائيل" نفسها، أن "حقدها على العراق كان كبيرا"، وبالتالي لا ننسى أن مجلة "لو ماجازين دو إسرائيل" اليهودية في فرنسا والمقربة من جهات عسكرية إسرائيلية، نشرت قبل فترة ملفا عن "اليهود العراقيين" ودورهم "المخلص" إزاء شعب أرض الميعاد.. نتساءل عن الدور الذي يقصدونه؟! ونتساءل عن اليهود الذين جاؤوا من تركيا واشتروا بعض الأراضي العراقية الخصبة والمزارع والمنازل في بغداد وفي سامراء وكربلاء وفي قضاء صلاح الدين! من هم هؤلاء حقا؟! ولا ننسى أن الوجود الإسرائيلي في العراق صار مكشوفا للعالم.. من هنا يجب الربط بين حدة التفجيرات والدور الإسرائيلي في العراق، الذي يسعى أولا لإثارة الحرب الأهلية بين مختلف الطوائف العراقية، وهو الشيء الذي يُسعى إليه في لبنان أيضا، فحين تعجز أميركا و"إسرائيل" في تنفيذ خطة الدمار المباشر، تلجأان إلى الدمار غير المباشر، أي إثارة الحرب الأهلية.‏

ـ قبل فترة مُنعتِ من المشاركة في منتدى داخل الولايات الأميركية، هل للمنع علاقة بمواقفك من الاحتلال الأميركي للعراق وللسياسة الأميركية الخارجية؟‏

* أجل، أنا ممنوعة من الدخول إلى التراب الأميركي منذ فترة، وقد جددوا منعي ثانية، وهذا لا يضايقني إطلاقا، لأن منعي أعطى للآخرين الصورة الحقيقية لأميركا ولطريقة تعاملها مع الرأي الآخر. أميركا التي تريد "نشر الديمقراطية" بالقوة في العالم لا تقبل بأن ينتقدها أحد، وترفض أن يقال لها إنها أخطأت، فما بالك في أن أقول لها إنها أجرمت؟! لقد ارتبكت الإدارة الأميركية الحالية جريمة حقيقية ليس ضد دول العالم، بل وضد الشعب الأميركي الذي يجب أن نعرف أن نسبة كبيرة منه صارت تعارض ما يجري، وتتعرض للقمع الحقيقي كي لا يرتفع صوتها.. هذه هي الحقيقة.‏

2006-10-30