ارشيف من : 2005-2008

موريتانيا:"النفط" و"إسرائيل".. وليس "الديموقراطية"!

موريتانيا:"النفط" و"إسرائيل".. وليس "الديموقراطية"!

قائد الانقلاب من أنصار الرئيس المخلوع سلمياً والمنفي، ورئيس الحكومة الجديد .. كذلك، واليوم جاء دور الوزراء .. شخصيات من حزب الرئيس المخلوع.‏

خيبة الأمل أصابت المعارضة الموريتانيا التي كادت أن تصدق ان ما جرى هو أنقلاب على السياسة في حين ان المعطيات تشير إلى ان ما يجري هو تظهير صورة جديدة عن الواقع القائم، بمكونات قديمة .. جديدة.‏

وعلى الرغم من وعد المجلس العسكري بعدم السماح لاعضاء الحكومة المؤقتة بالمنافسة في الانتخابات بعد نهاية الفترة الانتقالية.. إلا أن المعطيات لا تشير إلى أن أي تغيير سيحصل في كافة المجالات ما عدا أن التعاطي سيكون هذه المرة مباشرة مع القوة العسكرية وليس عبر الباب السياسي ، وبالتالي ستكون القوة هي التي ستفرض الرأي حتى ولو كان مخالفاً لرأي الشعب.‏

الحكومة الجديدة‏

ظهرت التشكيلة الحكومية الجديدة في موريتانيا والمؤلفة من 20 عضوا، ومن بين أبرز شخصياتها احمد ولد سيد احمد وزيراً للخارجية.. وهو الذي قام في ظل حكم ولد الطايع بدور أساسي في اقامة علاقات دبلوماسية مع "اسرائيل" عام 1999 .‏

وسيتولى محمد علي ولد سيدي محمد الذي كان رئيسا للشركة العامة للكهرباء التي كانت تساعد مثل غيرها من الشركات العامة في تمويل حزب ولد الطايع منصب وزير الطاقة في الحكومة الجديدة.‏

بولخير‏

مسعود ولد بولخير أحد معارضي النظام السابق علق على مرسوم تعيين الوزراء الجدد في الاذاعة الحكومية، فقال:"بالنسبة لنا يمثل قطع العلاقات مع اسرائيل دليلا واضحا على وضع حد للنظام القديم."‏

واضاف: "أشعر بانه لم يحدث تغيير عما عرفناه طوال العشرين عاما الماضية."‏

مسعود‏

من ناحيته علق بوبكر مسعود وهو داعية لحقوق الانسان ونصير للمعارضة على التشكيلة الحكومية الجديدة بالقول :"ان ضم اعضاء قدامى من الحزب الجمهوري الاجتماعي الديمقراطي ليس بادرة جيدة". مضيفا انه كان ينبغي اختيار اشخاص لم يكونوا ضمن نظام ولد الطايع".‏

أميركا.. "الديموقراطية" تتعاون مع الانقلابيين!‏

تخلت واشنطن عن طلبها اعادة الرئيس الموريتاني المخلوع الى منصبه وقال دبلوماسيون أميركيون في نواكشوط انهم سيساندون المجلس العسكري اذا اظهر انه يستطيع الوفاء بوعده بتنظيم انتخابات تتسم بالشفافية.‏

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية :"رد فعلنا بالنسبة لاحداث اليوم يتفق مع الطريقة التي صغنا بها رد فعلنا على الاحداث حتى الان وهي اننا نريد ان تتخذ اجراءات تؤدي الى العودة الى الحكم الدستوري وتدعم ذلك."‏

وقالت الولايات المتحدة كذلك انها علقت كل اشكال المعونة ما عدا الانسانية منها عقب وقوع الانقلاب. غير ان هذه الخطوة لا معنى فعلياً لها كون قيمة المعونة التي ستتأثر بها لا تزيد عن عشرات الالاف من الدولارات.‏

"النفط"..‏

يجدر الإشارة إلى أن موريتانيا ستبدأ بإنتاج 75 الف طن من النفط الخام يوميا من حقل الشنقيطي قبالة الساحل في أوائل عام 2006 الا ان هناك امالا بأن يكون ذلك بداية لانتاج اكبر كثيرا.‏

فهل تكشف كل هذه الوقائع سر القبول الأميركي السريع بالتعاون مع قادة "الإنقلاب".. من اجل "الديموقراطية" .. و"الحرية".. و"النفط".. وعلى رأس القائمة .. "إسرائيل"؟‏

مصطفى خازم‏

2006-10-30