ارشيف من : 2005-2008

أزمة مياه الشفة المقطوعة في الضاحية الجنوبية لبيروت .. إلى الحل قريباً؟

أزمة مياه الشفة  المقطوعة في الضاحية الجنوبية لبيروت .. إلى الحل قريباً؟

تكثر الأمثال التي من الممكن ان تطلق على ازمة المياه في الضاحية الجنوبية، فمن قصة "أبريق الزيت" .. إلى .. "كالعير في البيداء يقتلها الظما.. " وغيرها .. وغيرها.‏‏

مع العلم ان الضاحية كانت تغرق بالمياه وما عادة إنشاء "السُبل" عن ارواح موتى اهلها إلا دليل على وفرة المياه التي كانت توزع فيها.‏‏

وكذلك الخطوط التي كانت توصل مياه "نهر الكلب" الى الضاحية والتي كانت تصل في عز فصل الصيف "مثلجة" الى البيوت عبر القساطل الممدودة تحت مستويات عميق في الارض.‏‏

وتجدر الإشارة إلى ان الضاحية تعاني منذ سنوات من إنقطاع دائم خلال فصل الصيف بشكل أساسي حيث تغيب لفترات تتراوح بين 10 إلى 15 يوماً وبشكل متواصل.‏‏

ولكن يبدو ان هذه الأزمة باتت متجهة نحول الحلحلة بعد ان تكشفت معطيات جديدة حول هذا الموضوع.‏‏

ماذا في التفاصيل؟‏‏

لا يكاد يمر يوم على اهالي وسكان الضاحية الجنوبية من دون ان يزور وفد منهم مصلحة مياه عين الدلبة للمراجعة بخصوص إنقطاع المياه عن احد الاحياء.‏‏

ويمكن ملاحظة وجود تفاوت في فترات الإنقطاع وهذا يعود في بعض الاحيان إلى ان بعض المناطق لا تحتاج إلى مضخات لإيصال المياه اليه، فيمكن بواسطة الدفع الطبيعي ان تصل المياه الى تلك المناطق إلا ان معظم الاحياء المرتفعة نسبياً، تنقطع عنها المياه بمجرد دخول شهر ايار من كل عام.‏‏

وما يزيد الطين بلة هو ان الضخ يعمل على الكهرباء، والكهرباء مقطوعة .. وهكذا تبنى العلاقة الجدلية بين الكهرباء والماء .. أزمة إنقطاع .‏‏

وبعد ان كثرت المراجعات، ومع إستلام الوزير الحاج محمد فنيش وزارة الطاقة والمياه وضع يده على هذا الملف وقرر العمل عليه بجدية تامة من أجل معرفة تفاصيل هذه القضية، والوصول الى حقوق الناس التي تدفع ما عليها من مستحقات في حين تدفع ما يوازيها من أجل شراء المياه من أجل الاستخدام بواسطة صهاريج المياه الخاصة، والتي لا يكاد شارع من شوارع الضاحية يخلو من احداها في فصل الصيف، مع الضجيج المزعج الذي قد يستمر في بعض الاحيان إلى ما بعد منتصف الليل.‏‏

وبعد البحث والتدقيق تبين للوزير فنيش أنّ سبب إنقطاع مياه الشفة عن منطقة الضاحية الجنوبية هو عدم صرف الاعتمادات اللازمة لشراء المضخّات الضرورية والتي توصل المياه إلى مستحقيها، على الرغم من ان بعض المناطق تعاني من مشاكل أخرى من نوع تحويل المياه من منطقة إلى أخرى على حساب المناطق المستحقة، أو من قبيل القول ان المياه خفيفة هذه السنة والكميات لا تكفي.‏‏

مع العلم ان كمية الامطار التي هطلت في العام المنصرم تكاد تكون اضعاف ما كان يهطل في السابق.‏‏

ولكن يبدو ان الايدي البيضاء بدأت تدخل إلى أوكار الفساد و"التطنيش" عن حقوق المواطن.. لتقطع دابر هذا "التسيب" المستشري على حساب المستضعفين.. و"الحبل على الجرار".‏‏

مصطفى خازم‏

2006-10-30