ارشيف من : 2005-2008

الزحف اللبناني إلى باريس وواشنطن: الأغلبية النيابية والهجرة إلى دول الوصاية?

الزحف اللبناني إلى باريس وواشنطن: الأغلبية النيابية والهجرة إلى دول الوصاية?

المشهد كاريكاتوري إلى حد لا يوصف ... لبنان يسير من دون رأس! هذا واقع الحال في هذه الفترة حيث يبدو الجسد في لبنان و"الرؤوس" في عواصم دول الوصاية في باريس ونيويورك و"مدري وين" أيضاً لاعتبارات بعضها أمني وبعضها "مش أمني" ربما سياسي وربما استشرافي وربما تسويقي وربما تنسيقي وعذراً لتكرار الـ"ربما" أكثر من مرة !‏‏

لبنان كما يقولون على كف عفريت وأمامه استحقاقات يكاد يصفها البعض بـ"المهولة" والطبقة السياسية الحالية "هاجرت" مؤقتاً إلى باريس ومنها إلى نيويورك لمتابعة "المشاورات" لدول الوصاية على لبنان والمشاركة في "الطبخة" التي تعد في مطابخ السياسية الدولية.‏‏

كاد البلد يفرغ من السياسيين من الطبقة الأولى حتى الطبقة الثالثة حسب ترتيب هيكلية المسؤوليات في لبنان بدءاً من الرئاسات الثلاث ومروراً بالوزراء وصولاً إلى "الفرسان" في المجلس النيابي الحالي والسابق!‏‏

نبدأ العد...‏‏

ـ رئيس الجمهورية في نيويورك للمشاركة في مناقشات القمة الدولية التي تبدأ أعمالها اليوم في مقر الأمم المتحدة، واجتماعات الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة منتصف الأسبوع المقبل.‏‏

ـ رئيس المجلس النيابي في اسبانيا في زيارة خاصة‏‏

ـ رئيس الحكومة ينطلق الجمعة إلى نيويورك للمشاركة في مؤتمر اقتصادي لمساعدة لبنان في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية.‏‏

الوزراء :‏‏

ـ وزير الإعلام غازي العريضي في فرنسا للمشاركة في ندوة حول الأديان.‏‏

ـ وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض عرجت على باريس في طريقها إلى نيويورك .‏‏

ـ وزير الاتصالات مروان حمادة في باريس لمتابعة علاجه وإجراء عمليات تجميلية من آثار محاولة اغتياله.‏‏

ـ وزير العدل شارل رزق ضمن الوفد اللبناني إلى نيويورك.‏‏

رؤساء كتل نيابية‏‏

ـ رئيس كتلة تيار المستقبل سعد الحريري في باريس.‏‏

ـ رئيس كتلة التيار الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في باريس للمشاركة في ندوة حول الأديان وللقاء سعد الحريري.‏‏

ويضاف إلى هذه المجموعة النائب جبران تويني، والنائب ستريدا جعجع مع زوجها سمير، والنائب السابق غطاس خوري إضافة إلى نواب كانوا في باريس وعادوا قبل عدة أيام!‏‏

ولأن معظم الساسة اللبنانيين ـ كما ترون ـ في الخارج فإن السفير الأميركي في بيروت جيفري فيلتمان لم يحتمل الفراق و"طار" هو الآخر إلى باريس على جناح السرعة ليلتحق بـ"الباريسيين" ويتشاور معهم هناك في أمور البلاد (لبنان) والعباد وعاد إلى بيروت على وجه السرعة !‏‏

وفي الداخل في لبنان ـ كما ترون وتعلمون ـ لم يبق لدينا إلا رئيس لجنة التحقيق الدولية باغتيال الرئيس رفيق الحريري ديتليف ميليس الذي لا يخلو جدول أعماله من سفرات متعددة بين نيويورك وبيروت ودمشق وربما عواصم أخرى!‏‏

الصورة لم تكتمل بعد!‏‏

الطبقة السياسية الزاحفة نحو العواصم المذكورة أعلاه لاعتباراتها "الخاصة"، تركت للشعب اللبناني وراءها أربعة من رؤساء الأجهزة الأمنية في قبضة ميليس بصفة مشتبه بهم بجريمة اغتيال الرئيس الحريري فيما لم تفلح هذه الطبقة في الاتفاق على التعيينات الأمنية لملء الشواغر !‏‏

في السابق كان يؤخذ على الأغلبية السياسية والنيابية أنها "نعّمت طريق عنجر والشام من كثرة الذهاب والإياب"، وكانت وسيلة النقل السيارة، أما الآن فيبدو أن ما تغير هو وسيلة النقل و "الوصي"، وبقية العقلية إياها. أما كان من الممكن لهذه الأغلبية أن تختار قبرص مثلاً لتوفير الوقت وكلفة الإقامة في الفنادق ذات النجوم الخمس في وقت يرى اللبناني نجوم الظهر في هذه المرحلة جراء المصاعب الاقتصادية التي ترهق كاهله؟‏‏

الجواب عند الزاحفين إلى باريس وواشنطن!‏‏

سعد حميه‏‏

2006-10-30