ارشيف من : 2005-2008
لأنها تقلب الحقائق ...تعرضت للتدمير :المواقع الإلكترونية الفلسطينية أداة هامة في المعركة مع الاحتلال كونت توجها آخرا في الفكر العالمي عن القضية الفلسطينية
رام الله-ميرفت صادق
لعل الصحافة الإلكترونية تلي الإعلام المرئي من حيث أهميتها، فسهولة الوصول البها وشمول تغطيتها خبراً ورأيا وتحليلاً ومواكبتها للأحداث وسرعة معالجتها قد منحها اهتماماً بالغاً الأمر الذي اضطر الصحافة المقروءة الى تدشين مواقع الكترونية لصحفهم .
في فلسطين لعبت الصحافة الإلكترونية دوراً مميزاً ومحورياً في خدمة القضية الفلسطينية وفضح مخططات الإحتلال الذي جند كل طاقاته وامكاناته لخدمة أهدافه من خلال الإعلام ووسائله المختلفة .
فالمواقع الإلكترونية الفلسطينية الإخبارية منها وغير الإخبارية استطاعت أن تقوم بدور المحاربين في التصدي لرواية الإحتلال المشوهه والتي عكست جهاد الشعب الفلسطيني ونعتته بالإرهاب .
فالإحتلال لم يكتفي بالحرب الضروس الذي يقودها ضد الإنسان والحجر والشجر بل اتجه الى الحرب الإلكترونية فكثير من المواقع الإلكترونية التي دمرتها مخابرات الإحتلال والسبب أنها تقلب الحقائق وأخرى لأنها تتبع لمنظمة "إرهابية " .
أستطاعت أن توصل الرساله للعالم
لقد أحرزت المواقع الإلكترونية الفلسطينية قدراً لا بأس به من النجاح سواء على الصعيد المحلي أو الدولي في توصيل الرواية الصحيحة ، وأيضاً قدرتها على انضاج خطاب اعلامي واعِ ومسئول .
مصطفى مقداد مدير موقع المجموعه الفلسطينة للإعلام في مدينة غزة تحدث عن سبب تدمير المواقع الفلسطينية من قبل مخابرات الإحتلال حيث قال " ان أجهزة مخابرات الإحتلال أيقنت أن الفلسطينين استطاعوا أن يغزوا الفكر العالمي بمواقعهم التي تنقل الحقيقة والرواية الصحيحة والتي لا تعجب الإحتلال سواء بالأسلوب أو التحرير ، وأصبح هناك رواية أخرى غير رواية الإحتلال تنقل للعالم الأمر الذي لم يخدم مصالحهم ، كما أنها استطاعت أن تفضح ممارساتها وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني ، وكونت توجه أخر في الفكر العالمي عن القضية الفلسطينية .
ومن جهته قال محمد ياسين أحد العاملين في الصحافة الإلكترونية " من الطبيعي أن تلجأ مخابرات الاحتلال الإسرائيلي إلى تدمير المواقع الإلكترونية الفلسطينية كونها أساسا أداة من أدوات المعركة مع الاحتلال، ووسيلة مجابهة.
وتكمن خطورتها في قدرتها على تعبئة المواطنين وشحنهم ضد الاحتلال الإسرائيلي وكافة أشكال تواجده، كما أن وسائل الإعلام ذات قدرة على قيادة الرأي العام وتستخدم كأداة في إدارة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي. وهذا الكلام ينطبق على المواقع الإلكترونية والتي تعد أحدث وسائل الإعلام.
وأضاف ياسين بأن للمواقع الإلكترونية دور خطير في نشر الوعي بين ربوع العالم بعدالة القضية الفلسطينية، وفضح الإرهاب الإسرائيلي، وهذا يتجلي بوضوح في نتائج استطلاع سابق، أظهر أن الأوروبيين ينظرون لإسرائيل على أنها ثاني دولة تهدد السلم العالمي، فهذه النظرة من قبل الأوروبيين لإسرائيل لم تأت من فراغ.
الإتهام : تشويه صورة الإحتلال
مركز الأسرى للإعلام وهو مركز متخصص في اعلام الأسرى وتابع لجمعية الأسرى والمحررين "حسام" اتخذ على عاتقه خدمة قضية الأسرى ومتابعة قضايا الأسرى بشكل يومي في ظل الموسمية التي تعاني منها قضية الأسرى .
منذ انطلاقته قبل عام ونصف حقق انتشاراً واسعاً وكان له السبق في كشف ادعاءات الإحتلال حول ما يحدث للأسرى داخل سجون الإحتلال إلا أن مخابرات الإحتلال لم يعجبها هذا الأمر من خلال نقل الرواية الصحية التي تحدث في سجون الإحتلال فكان مصيره التدمير .
مدير المركز محمد بدر تحدث عن أن مجموعة اسرائيلية متطرفة دمرت الموقع على شبكة الإنترنت بعد ارسالها عدة رسائل عبر البريد الإلكتروني تطالب بإغلاق الموقع وإلا سيقومون بتدميره .
وحول السبب في تدميره يقول بدر " حسب ما وصلنا عبر البريد الإلكتروني بأن المركز يحاول تشويه صورة الإحتلال أمام العالم ، ويقلب الحقائق ويفضح الإنتهاكات ويحرض ضد سياسة الإحتلال بحق الأسرى داخل سجون الإحتلال عبر التغطية اليومية .
من جهته أكد محمد بدر على أن اقدام الإحتلال على تدمير المواقع يبين مدى نجاحنا في توصيل رساتنا للعالم بالرواية الصحيحة الأمر الذي لم يعجبهم ، وشدد على ضرورة مواصلة العمل وزيادة الجهد من أجل تعزيز الرواية الصحيحة دولياً .
تنوع اللغات
وبدورة اعتبر ياسر أبو هين مدير موقع الشبكة الإعالمية الفلسطينية بأن الإعلام الإلكتروني أدى وما زال يؤدي دوراً هاماً في دعم القضية الفلسطينية ودعم المقاومة ، وايصال الحدث أولاً بأول الى العالم .
وأضاف بأن هناك فئة كبيرة من المتتبعين للقضية الفلسطينية في الخارج أصبحت هذه المواقع بالنسبة لهم أحد أهم المصادر لمعرفة تفاصيل الإحداث بكل دقة وموضوعية .
وطالب أبو هين بضرورة إيجاد خطة إعلامية شامله تواجه الحملة الإعلانية التي تشنها دولة الإحتلال ضد فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني.
كما طالب مقداد بزيادة المواقع الإلكترونية التي تتحدث باللغات الغربية حتى تستطيع ايصال الرواية الصحيحة الى كل بيت في أنحاء العالم ، والتي تساهم في منع التضليل الذي يمارسه الإعلام الإسرائيلي والذي أصبح هواية لديه .
وأكد ياسين على أن المحاولات المحمومة من قبل دولة الاحتلال ومواطنيها ومخابراتها لتدمير المواقع الإعلامية الفلسطينية إلا مؤشر واضح وبرهان ساطع على وجود مواجهة إلكترونية مع الاحتلال
في طليعة المواقع العالمية
على صعيد أخر أكد مقداد بأن الإعلام الإلكتروني الفلسطيني استطاع أن يواكب ويتفوق على الإعلام الإسرائيلي باعترافاته المتكررة بأن الإعلام الفلسطيني قفز قفزة نوعية في محاكاة الواقع ومجاراة الحقيقة ، فوصل الحد الى التنافس بين الإعلاميين لنقل الحقيقة ولكن كل ضمن حدود رؤيته وما يخدم مصلحته .
وأضاف مقداد " يمكنني أن أجزم بأن المواقع الإلكترونية الفلسطينية في طليعة ومقدمة المواقع العالمية ، حيث تحتل المواقع الأولى في التصنيفات للمواقع العالمية .
وفي ذات السياق أكد محمد بدر بأن هناك اقبال شديد على موقع المركز نظراً لإهتمامه بقضية الأسرى ، حيث يصل المركز سيل من الرسائل البريدية الأمر الذي يبين مكانة تلك المواقع وتبوئها الصفوف الأولى في المواقع العالمية ، الأمر الذي يضعنا أمام امتحان صعب يجب اجتيازه وهو المحافظه على هذه المكانه لتبقى روايتنا الصحيحة ظاهره لكل العالم .
ونوجه الدعوة الى الإهتمام أكثر بالإعلام الإلكتروني والمحافظة على النجاح الذي حققه على مستوى العالم في توصيل الرسالة الإعلامية الفلسطينية بروايتها الصحيحة ، والعمل على انشاء مواقع متعددة اللغات لتصل الرسالة الى كل بيت في العالم .
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018