ارشيف من : 2005-2008
تصدي المقاومة الإسلامية للخرق الصهيوني في الغجر: تكريس للمفهوم الحقيقي للاستقلال وتثبيت لقدرة الردع
تحليل اخباري/ كتب سعد حميه:
اكتسبت الموجهات البطولية التي خاضتها المقاومة الإسلامية مع جنود الاحتلال الإسرائيلي عشية الذكرى الثانية والستين لاستقلال لبنان دلالات وأبعاد تجاوزت واقع الساحة المحلية. وأعادت إحياء المفهوم الحقيقي للاستقلال من خلال دماء المجاهدين الأربعة الذين ارتفعوا شهداء حماية للسيادة اللبنانية المنتهكة من العدو الصهيوني براً وبحراً وجواً.
ومواجهات الأمس تأكيد عملي آخر لمفهوم الاستقلال الحقيقي الذي كرسته المقاومة من خلال تحريرها جزءاً كبيراً من الأراضي اللبنانية المحتلة في العام ألفين باستثناء مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وحماية السيادة الوطنية والدفاع عن الشعب اللبناني عبر معادلة الرعب التي أرستها دماء المجاهدين على الحدود مع فلسطين المحتلة من دون أن يتمكن العدو من الإفلات منها برغم محاولاته المتكررة.
وبدا واضحاً أن تصدي المقاومة لاختراق السيادة اللبنانية في قرية الغجر، كان تكريساً لحقها في حماية السيادة الوطنية في مواجهة الخروقات المتمادية خصوصاً في الفترة الماضية التي أخذت طابعاً استفزازياً صارخاً بأشكال متعددة وبوتيرة تصاعدية أثارت أكثر من علامة استفهام في ظل صمت دولي بدا متواطئاً إلى أبعد الحدود مع الكيان الإسرائيلي، وأقصى ما كان يمكن أن يقدمه لمعالجة هذا الوضع مساواة الضحية مع المجرم!
وفي هذا السياق أشارت مصادر سياسية إلى نوايا العدو التصعيدية تجاه لبنان منذ عيد الفطر المبارك، وتُرجمت هذه النوايا من خلال :
ـ المناورات العسكرية التي نفذتها وحدات من جيش العدو في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وإطلاقها عشرات القذائف من العيار الثقيل باتجاه الأراضي اللبنانية، وبيانات مديرية التوجيه في الجيش اللبناني اليومية تظهر حجم هذا الانتهاك.
ـ التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع والحربية في الأجواء اللبنانية بشكل يومي وبلوغها العمق اللبناني إضافة إلى تحليق فوق أجواء المخيمات الفلسطينية وإلقاء قنابل إنارة فوقها أكثر من مرة.
ـ اختراق الزوارق البحرية الشاطيء اللبناني ووصولها قبالة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في صيدا وصور وقيامها قبل شهر بإطلاق النار على زوارق الصيادين واختفاء أحد الصيادين في عرض البحر.
ـ اجتماع المجلس الوزاري المصغر لبحث الوضع في جنوب لبنان والحديث المتكرر عن نية حزب الله القيام بعمليات نوعية وتسريبها إلى الصحف واتخاذ تدابير ميدانية بمحاذاة الحدود اللبنانية.
إلى ذلك قالت المصادر أن أسباب هذا التصعيد قد تكون مرتبطة بالأزمة الداخلية التي يعاني منها رئيس حكومة العدو أرييل شارون، والانقسامات الحاصلة داخل حزب الليكود، وربما المراد من ورائها تسليط الأضواء على ما يجري في لبنان وصرف النظر عما يجري هناك.
ولفتت المصادر إلى تعاطي المقاومة مع هذا الواقع التصعيدي مشيرة إلى أن حزب الله دأب على لفت النظر إلى هذه الاعتداءات المتكررة، وانتظر أن يصدر موقف دولي أو يتحرك مجلس الأمن الدولي من أجل ردع الإسرائيلي عن التمادي في التصعيد، لكن لم ينبس الجتمع الدولي ببنت شفة مقابل التأكيد بمناسبة أو من دون مناسبة على أهمية تنفيذ القرارات الدولية لا سيما تلك التي تستهدف سلاح المقاومة لإراحة العدو وتوفير الأجواء الملائمة دولياً لتحقيق أهدافه!
وأضافت المصادر، "من الطبيعي أن تكون المقاومة على جهوزية تامة للتصدي لهذا التصعيد، خصوصاً أن قرار المحافظة على قدرة الردع بوجه انتهاكات الاحتلال ثابت لديها، وقد تمادى العدو في سلسلة اعتداءاته بما لا يمكن السكوت عليه أو يسمح به، فكان لا بد من الرد والمواجهة، وعندما وسع دائرة المواجهة كان رد المقاومة بأسلوب نوعي نتج عنه تدمير موقعي الغجر والعباسية لتثبيت حالة الردع والمعادلة التي أرستها المقاومة لحماية السيادة اللبنانية.
ولفتت المصادر إلى أن الرد لو لم يأت بهذا الشكل لكان العدو استمر في عدوانه ، ولكنه عندما لمس جدية قرار المقاومة بالتصدي لخروقاته اضطر الى الاكتفاء بهذا الحجم من المواجهة.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018