ارشيف من : 2005-2008

"يديعوت احرونوت": "إسرائيل" قدمت مادة استخبارية لميليس تربط بين الاستخبارات السورية واغتيال الحريري

"يديعوت احرونوت": "إسرائيل" قدمت مادة استخبارية لميليس تربط بين الاستخبارات السورية واغتيال الحريري

الانتقاد/ لبنانيات ـ العدد 1140ـ 16/12/2005‏

لم يعد تقديم تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس إلى مجلس الأمن الدولي مجرد خطوة إجرائية استكمالا لعمل لجنة التحقيق، بل تحول إلى محطة سياسية لها سياقها ونتائجها، وتحظى باهتمام ورصد المراقبين والمعنيين بهذا الحدث، سواء كانوا من مبلوري المخططات أو المستفيدين أو المستهدفين. وضمن هذا السياق من الطبيعي أن يكون للطرف الإسرائيلي رؤيته واستشرافه وموقفه مما يتضمنه التقرير وما يصدر عن مجلس الأمن من قرارات تجاه سوريا ولبنان..‏

فقد لخص المعلق الإسرائيلي "تسافي برئيل" رؤية دولته إلى التقرير عبر العنوان الذي اختاره لمقالته على صدر الصفحة الأولى لصحيفة "هآرتس": "تقرير ميليس رافعة سياسية ضد نظام الأسد".. كاشفا بين سطور المقال أن "التقرير هو جزء من استراتيجية تعتمدها الأمم المتحدة بتحفيز من الولايات المتحدة وفرنسا"، وأن الهدف من هذه الاستراتيجية "فصل سوريا كلياً عن لبنان للوصول إلى التنفيذ التام للقرار 1559..". ولم يكتفِ "برئيل" بهذا العرض، بل انتقل إلى شرح المنطلقات والرؤية التي تدفع إلى تبني هذه الاستراتيجية قائلا: "انهم يُقدِّرون في واشنطن أنه كلما ضُخت تفاصيل عن التحقيق أمام الجمهور اللبناني زادت المعارضة لأي جهة، سواء كانت شخصية أم حزبا، ما زالت متعاطفة مع سوريا.. وهكذا سيسهل الوصول إلى تجريد حزب الله من سلاحه، وكذلك أيضا تقليص نفوذه السياسي".‏

وفي هذا السياق يُبشر "برئيل" سوريا بفترة صعبة من "الضغوط اللبنانية!! والدولية".. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في أعقاب ذلك هو: هل هناك من حد ينبغي ان تقف عنده الضغوط؟ وما هو؟‏

ويتكامل كلام "برئيل" مع زميله "شمعون شيفر" الذي تناول في صحيفة "يديعوت احرونوت" هذه المسألة في مقالة له، إذ كشف فيها "أن إسرائيل أجرت سلسلة من المشاورات على المستويات كافة، وخلصت إلى أنه من مصلحة "إسرائيل" عدم تغيير نظام الأسد، باعتبار أن النظام الذي سيحل مكانه هو أكثر تطرفا، لكن عليها أن تحرص على إبقاء الأسد تحت الضغط". معتبرا أن ضعف الأسد مريح لـ"إسرائيل"..‏

أضاف شيفر: "إسرائيل" لن تشجع أصحاب القرار في الولايات المتحدة وفي أوروبا على العمل لإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد، فبعد مداولات أجراها رئيس الوزراء شارون حول هذه المسألة، شارك فيها وزير الخارجية و"وزير الدفاع" وقادة أجهزة الاستخبارات ورئيس مجلس الأمن القومي، فإن ما تعتقده "إسرائيل" هو أن إزاحة بشار الأسد من شأنه أن يزعزع المنطقة ويؤدي إلى تسلم عناصر إسلامية متطرفة للحكم، وهؤلاء سيدفعون إلى التصعيد على الحدود الإسرائيلية ـ السورية".. ناقلا عن أحد المشاركين في الجلسة من دون أن يذكر اسمه: "علينا أن نحرص على أن يكون الأسد تحت ضغط مستمر، ولكن يحظر علينا تأييد أولئك الذين يطالبون في واشنطن بإزاحته".‏

ويختم شيفر كلامه بإعادة التذكير بأن "إسرائيل" ساعدت المحقق الخاص ميليس، وقدَّمت له مادة إدانة تربط أجهزة الاستخبارات السورية في لبنان باغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري.‏

جهاد حيدر‏

2006-10-30