ارشيف من : 2005-2008

وصمة عار

وصمة عار

يبدو المطالبون بالعفو عن العملاء اللحديين كمن يطالب بحل مشكلة للإسرائيليين قبل حل مشكلة الفارين مع الجنود المهزومين في الرابع والعشرين من أيار/مايو العام ألفين!‏

يتفق غالبية اللبنانيين على رفض العفو عن العملاء لأسباب قانونية وسياسية وأخلاقية، بينما يتذرع المطالبون بأن القضية سياسية، ويمكن تجاوز المانع القانوني بالعفو عبر تسوية ما على الطريقة اللبنانية، وكأن كل شيء يخضع لمنطق الصفقة!‏

ثمة مفارقة لافتة لا بد من التوقف عندها، وهي أن النقاش هنا في لبنان حول موضوع العملاء غالباً ما يكون بعيداً عن الأسس والقيم الأخلاقية لا سيما عند رافعي شعارات الحرية والسيادة والاستقلال الذين يفضلون المكاسب السياسية.‏

ثمة نقاش موجود في المقلب الآخر عند الإسرائيليين حول العملاء وكيفية التعاطي معهم، خصوصاً بعدما بلغت ظاهرة نبذ العملاء اللبنانيين والفلسطينيين درجة كبيرة سواء لدى فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 48 أو لدى المستوطنين أنفسهم.‏

وهذا النبذ لهؤلاء وصل إلى حد الاحتجاج والتظاهر في بعض الحالات، ووصلت هذه الظاهرة إلى ما يسمى النخبة المثقفة في الكيان الصهيوني التي اعتبرت أن حماية العملاء ستظهر "إسرائيل" كحامية "للعملاء والخونة ومن باعوا أوطانهم"، لا بل أن أحد أبرز المثقفين الإسرائيليين الشاعر والأديب عاموس عوز أكد أكثر من مرة خطورة وجود العملاء بين ظهرانيهم، واعتبر ذلك "بمثابة انهيار أخلاقي سيكلف إسرائيل الكثير"، وشبه هؤلاء العملاء بالسرطان الذي قد يفتك بالجسم في أية لحظة.‏

أما رئيسة القسم الثقافي في صحيفة "كول هزمان" دينا كوهين فاعتبرت أن منحهم (العملاء) اللجوء "وصمة عار على جبين إسرائيل يجب محوها".‏

هذا ما يقوله الصهاينة لمن قدم لهم الخدمات الجليلة، أليس حرياً باللبنانيين الذين يناقشون في العفو عن العملاء أن يقرأوا ما يقول عنهم أسيادهم، وماذا يعتبرونهم؟ إذا كان هؤلاء سرطاناًَ في الكيان الإسرائيلي، فماذا سيكونون في لبنان؟ ثم عودتهم إلى لبنان معفياً عنهم أليست حلاً لمشكلة أخلاقية تؤرق "إسرائيل"!‏

سعد حمية‏

2006-10-30