ارشيف من : 2005-2008
مواجهات جبل الرفيع وعربصاليم 1997: المقاومة والجيش في خندق واحد
لا يكاد يمر يوم من أيام حياتنا إلا ويحمل معه ذكرى لمحطة من محطات المقاومة البطولية، وغالباً ما تحمل الذكرى نفسها الكثير من العبر التي ترتبط في دلالاتها بالكثير من التطورات الحالية التي تتسارع في المنطقة وعلى وجه الخصوص في لبنان.
ففي ظل الضغوط الواقعة على لبنان لتنفيذ القرارين 1559 القاضي بنزع سلاح المقاومة و1614 الذي ينص على نشر الجيش في الجنوب ووضعه في مواجهة المقاومة، تطل ذكرى مواجهات جبل الرفيع وعربصاليم التي وقعت في العام 1997 لتؤكد أن مساري الجيش والمقاومة لم يكونا يوماً في اتجاهين معاكسين بل يتقاطعان عند حماية الوطن وأمنه.
ففي الثاني عشر من أيلول عام 1997 أي منذ حوالى ثماني سنوات كانت ثلة من المجاهدين تسقط في محراب الشهادة من ضمنها السيد هادي حسن نصر الله نجل الأمين العام لحزب الله، وذلك في مواجهات مع العدو الصهيوني في جيل الرفيع في إقليم التفاح حيث قتل المجاهدون ثلاثة جنود للعدو الإسرائيلي. في هذا الوقت أغارت الطائرات الصهيونية المعادية على موقع للجيش اللبناني في عربصاليم فسقط عدد من عناصر الجيش شهداء من بينهم النقيب جواد عازار. فاختلطت في ذلك اليوم دماء شهداء الجيش وشهداء المقاومة راسمة لوحة عنوانها "الوحدة الوطنية" كما عبر عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الذكرى الثالثة لهؤلاء الشهداء، كما كانت لهذا اليوم دلالاته لجهة تعميق العلاقة بين المقاومة والدولة.
يوم الثاني عشر من أيلول عام 1997 على أهميته كمحطة مفصلية في تاريخ المقاومة الإسلامية، فإن أهميته اليوم تبدو أكبر وأعمق لجهة ما يتضمنه من رسائل لمن لا يقرأ التاريخ، لمن نسي أن عمل المقاومة إنما هو مكمل لعمل الجيش، لمن غفل عن أن هدفهما واحد، ولمن تجاهل أن الخندق حيث توجد المقاومة والجيش هو واحد. فشهداء المقاومة في جبل الرفيع من هادي نصر الله إلى علي كوثراني إلى هيثم مغنية وشهداء الجيش في عربصاليم وفي مقدمهم الشهيد جواد عازار، أرادوا شيئاً واحداً "أمن اللبنانيين وحمايتهم".
ميساء شديد
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018