ارشيف من : 2005-2008
رحلة إلى العالم الخارجي لمدة 12 ساعة: مشاهدات فلسطينية من الحدود...
غزة ـ خاص : "الانتقاد.نت"
ما ان خرجت الدبابات الاسرئيلية من الشريط الحدودي الواقع بين مصر وقطاع غزة حتى اندفع الاف الفلسطنيين نحو الجانب الاخر من الحدود محاولين الانطلاق نحو عالم لم يألفوه بفعل قهر الاحتلال الذي كان يترصد بالموت كل المارين نحو العالم الخارجي.
قصص .. من الواقع المرّ
"حنان" فتاة فلسطينة وصلت الى غزة مباشرة بعد قدوم السلطة الفلسطينية بتصريح زيارة وتزوجت في جباليا ومنذ ذلك اليوم حرمت من رؤية والدتها لكن يوم التحرير لقطاع غزة حمل لها البشرى فوالدتها وصلت من مصر وكان اللقاء على الشريط الحدودي مكللاً بالدموع والاهات ثم الابتسامات.
اما ابراهيم عبد الستار فقد انتظر ان تجري مراسم زواجه من ابنة عمته القاطنة في الاردن لخمس سنوات وعندما فشلت كل محاولات احضارها سافر هو وتزوج قبل سبعة اشهر دون ان تحضر الفرح امه او احد من اشقائه.. ابراهيم سمع ان الجدران انهارت فعاد سريعا بعروسه الى غزة عبر القاهرة ليلتم الشمل من جديد.
فضول الصحافة
الفضول دفع بعدد من الصحفيين لخوض التجربة والسير نحو مدينة العريش التي كانت النقطة الاقرب التي يصل اليها الفلسطينيون للتجارة والسياحة والخيارات كلها كانت مفتوحة فاكثر من ثماني نقاط عبور فتحت امام الفلسطينين الذين تدفقوا وكنا منهم حيث وصلنا بدون أي عوائق لكن المفاجاة هو الاعداد الضخمة التي كانت على الجانب المصري تبحث عن وسيلة نقل الى العريش التي ازدحمت شوارعها بعشرات الالاف من الفلسطينيين الذين انعشوا اقتصاد المدينة السياحية وغصت بهم الفنادق والمطاعم والمقاهي ودور العبادة ولم نتمكن رغم كل المحاولات من الحصول على وجبة عشاء ساخنة لان الطعام نفذ من كل المطاعم والمخابز ولم نجد سوى السير على الاقدام للتنقل بين جنبات المدينة التي تبعد نحو خمسين كيلو متر عن الحدود.
سياحة .. وتجارة..
الفلسطينيون الوافدين تنوعوا بين شباب قرروا الخروج من ازقة غزة بحثا عن فضاء ارحب وبين عائلات فلسطينة كاملة من اطفال ونساء ورجال خرجت تبحث عن قليل من السياحة وبين تجار لمختلف الاصناف الغذائية والاستهلاكية وباسعار زهيدة تسمح لكل راغب بالشراء وحتى الادوية من الصيدلايات قاربت على النفاذ من كثرة زوراها..
العبور من "الطاقة".. والعودة إلى الوطن..
امضينا نحو ثلاث ساعات قررنا بعدها العودة الى غزة لكن قراراً فلسطينيا صدر باغلاق الحدود فاخذنا بالبحث عن طريقة جديدة للعودة كانت تبعد نحو اربعة كليومترات عن النقطة التي دخلنا منها لكنها كانت "طاقة" صغيرة لا يزيد عرضها عن ثلاثين سنتمتر لكنها شكلت لنا نقطة العودة للوطن الذي شعرنا بالراحة للعودة اليه وهو شعور لازم المئات من العائدين الذين طالبوا باستمرار فتح نقاط العبور وعدم الخضوع للضغوطات الاسرائيلية في هذه القضية التي ظلت من القضايا العالقة بين الجانبين بعد الانسحاب من غزة.
رجال المقاومة الفلسطينية قاموا بتفجير بعض الجدران للسماح للمواطنين بالتنقل مصرين على استمرار فتحها طالما اصرت "اسرائيل" على اغلاق معبر رفح.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018