أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018
ارشيف من : 2005-2008
ثلاث سنوات على غزو العراق والبحث جار عن الديمقراطية الأمريكية!!!
... وسقطت بغداد، ودخلت الدبابات الأمريكية .. العراق، ومنذ تلك اللحظة انطلقت رحلة البحث عن الديمقراطية الأمريكية، رحلة كلما أردت التقدم فيها خطوة إلى الأمام تراجعت آلاف الخطوات إلى الوراء، لتدرك أنك دخلت أو أُدخلت في متاهة السياسة الأمريكية التي بقدر ما هي متشعبة بقدر ما هي واضحة الأهداف والنوايا.
في العشرين من آذار/ مارس من العام 2003 فتحت الستارة على واحدة من المسرحيات الهزلية الأمريكية التي لا تزال العروض فيها مستمرة ..مع إمكانية انتقالها إلى خشبات أخرى وفقاً لما يرتأيه المخرج جورج بوش.
اليوم تعود بك الذاكرة إلى الوراء ثلاث سنوات، او بالأحرى فإن الذاكرة لا تحتاج إلى العودة إلى الوراء، فالزمان لدى العراقيين توقف عند تلك اللحظة المشؤومة، عند الساعة الثانية والنصف بتوقيت غرينتش من نهار العشرين من آذار/مارس 2003، فالمشهد يتكرر كل يوم، ولا يزال البحث جارياً عن الديمقراطية الأمريكية.
ذريعة تلو الأخرى أعطاها الرئيس الأمريكي جورج بوش قبيل غزو العراق، لم يأبه بالانقسام الدولي حول العملية العسكرية ضد العراق، ولم يلق بالاً أو اعتباراً لتقرير هانز بليكس حول عدم العثور على أسلحة للدمار الشامل في العراق، ضرب بعرض الحائط كل الموانع لخوض هذه الحرب، وفيما تسقط ذرائع الحرب الأمريكية على العراق تدريجياً لا يزال البحث جارياً عن الديمقراطية الأمريكية.
كان الغزو الأمريكي على العراق سريعاً فبعد حوالي ثلاثة اسابيع سقطت الحكومة العراقية فيما قامت القوات البريطانية بإحكام سيطرتها على حقول نفط الرميلة و ام قصر و الفاو بمساعدة القوات الأسترالية، أما الدبابات الأمريكية فتوغلت في الصحراء العراقية متجاوزة المدن الرئيسية.
وبعد عمليات كرّ وفرّ، ومقاومة شرسة في بعض المناطق سقطت بغداد وأعلنت قوات الاحتلال الأمريكية وحليفتها بريطانيا سيطرتها على كامل الأراضي العراقية. ومذاك والبحث لا يزال جارياً عن الديمقراطية الامريكية.
بعد الغزو والاحتلال ظلت العمليات العسكرية مستمرة، واستمرت معها العمليات الإرهابية حاصدة آلاف الضحايا من قتلى وجرحى، وفي سياق هذه الأحداث تقارير من هنا وأخرى من هناك تكشف الصورة الحقيقية للاحتلال الأمريكي، وتظهر صور "سجن أبو غريب" وتنتشر الفضيحة الامريكية على مرأى من العالم، انتهاك لحقوق السجناء، وحشية في التعاطي، عنصرية، ولا يزال البحث جارياً عن الديمقراطية الأمريكية.
رحلة البحث عن الديمقراطية الأمريكية في زوايا المشهد العراقي قد تطول، لأن ما نراه هو أبعد ما يكون عن الديمقراطية، أما إذا كانت هذه هي فعلاً الديمقراطية بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية، فإن المسرحية الهزلية التي كرستها الكذبة الأمريكية تحولت إلى فيلم رعب تكرسه يوماً بعد يوم الأحداث الدامية في العراق.
والمسرحية مستمرة .. إلى حين..
ميساء شديد