ارشيف من : 2005-2008

وزير الثقافة طارق متري لـ "الانتقاد":عندما نمتلك أدلة قاطعة على سرقة "إسرائيل" لآثار لبنانية سنلاحقها في المحافل الدولية

وزير الثقافة طارق متري لـ "الانتقاد":عندما نمتلك أدلة قاطعة على سرقة "إسرائيل" لآثار لبنانية سنلاحقها في المحافل الدولية

المكتشفات الأثرية التي تجري اليوم على قدم وساق في منطقة بعلبك منذ قرابة الشهر تقريباً فتحت ملف الآثار في لبنان على مصراعيه، لا بل الأهم أنها فتحت الأعين على تلك التي سرقت أبان الاحتلال الإسرائيلي للبنان.‏‏

"الانتقاد" سألت وزير الثقافة طارق متري عن الآثار اللبنانية المنهوبة من الاحتلال الإسرائيلي قبل انسحابه فأشار إلى "عدم امتلاكه معلومات موثقة بهذا الشأن، وأن الأمر سيتابعه بشكل شخصي مع مديرية الآثار للوقوف على حقيقة الموضوع".‏‏

وأكد الوزير متري في معرض رده على سؤال عن المكتشفات الجديدة في بعلبك "أن مديرية الآثار تعمل بشكل جدي، ومن خلال فريق متخصص على إيلاء هذا الموضوع الاهتمام الخاص ووضع صيغ عديدة يجري مناقشتها المحافظة على تلك الآثار".‏‏

ـ بداية تود "الانتقاد" أن تسألكم عن الآثار التي سرقها العدو الإسرائيلي إبان احتلاله لجنوب لبنان... هل لديكم معلومات عن هذا الموضوع وإثباتات مادية؟‏‏

بصراحة هذا الموضوع لا أملك معلومات دقيقة حوله. كل ما أعرفه أن الكثير من الأهالي ذكروا إن "إسرائيل" عند اندحارها من لبنان سرقت الكثير من المكتشفات الأثرية، ولا أعرف ما إذا كان هذه المسروقات موثقة. وملاحقة الآثار المسروقة من أصعب المهمات لان السارق يواجهك دائماً بعدم وجود دليل قاطع، لكن إذا كان لدينا أدلة قاطعة عندئذ نستطيع أن نتحرك بالمحافل الدولية.‏‏

ـ المعلوم أن هناك ما يزيد عن خمسمائة قطعة أثرية تمت سرقتها من قبل العدو؟‏‏

.. سأطلع على الموضوع من جانب مديرية الآثار للوقوف على حقيقة الأمر.‏‏

ـ هل ستقومون بتحرك رسمي بخصوص هذه المسروقات ؟‏‏

إذا كانت لدينا معلومات موثقة تسمح لنا أن نتحرك على الصعيد الدولي سنتحرك بالتأكيد ومن دون تردد.‏‏

ـ هل تعتقد أن هناك موانع أو معوقات تحول دون إثارة هذا الموضوع؟‏‏

لا، المهم عندما تذهب إلى المحاكم الدولية أن يكون لديك حجة قوية.‏‏

ـ00ما دامت القضية بهذا القدر من الأهمية لماذا تبدو مغيبة عن الاهتمام الرسمي ؟‏‏

من قال أن ليس هناك اهتمام رسمي بالموضوع. بمجرد أن تتكّون لدينا أدلة قاطعة فلن نتردد لحظة واحدة في إثارة الموضوع، لأنه لا يمكن أن نتحرك بناء على افتراضات أو معلومات غير موثقة لأننا بذلك نكون قد أضرينا بأنفسنا .‏‏

ـ 00 لكن هناك شهادات وتقارير ذات طابع رسمي وتقارير إعلامية تثبت ما نذهب إليه، ألا يفترض تشكيل لجنة أو خبراء للتقصي؟‏‏

أنا مستعد أن أفعل ما يجب أن أفعله لملاحقة الموضوع... الآثار هي ملك الشعب اللبناني لا مديرية الآثار، والمواطن يفترض أن يكون شريكاً في مساعدتنا لتقديم المعلومات لا بل في حماية الآثارات. وسبق وذكرت بأنني سأطلع من مديرية الآثار على كل المعلومات الموجودة لديها، لكن المهم في الأمر أن يساعدنا الناس خاصة في القرى والبلدات التي سرقت منها الآثار في هذه المهمة.‏‏

ـ الاكتشافات الأثرية الأخيرة في بعلبك، وطريقة التعاطي معها أثارت استياء الأهالي نتيجة الإهمال التي واكبها؟‏‏

أعوذ بالله... كل أهالي بعلبك بمن فيهم بلديتها وفعاليتها شهود على جدية المتابعة من قبل مديرية الآثار، خصوصاً أن هناك فريقاً من خمس أثريين يشرفون بشكل يومي على الحفريات التي تجري في المنطقة، ويعلنون عن كل مكتشف جديد، ويعاونهم في ذلك القوى الأمنية. ما يحصل في بعلبك شيء مهم جداً، لا بل يشكل نموذجاً يحتذى به لكل منطقة، أي أن الكل يتعاون من أجل حماية الآثار المكتشفة. حالياً ندرس ما يجب أن نفعله في المستقبل، خصوصاً أن تحويل هذه الأمكنة المكتشفة إلى حدائق أثرية هو أمرٌ صعب، لذا علينا أن نفكر بصيغ أخرى كأن ننقل بعض هذه الآثار إلى المتحف الموجود في القلعة بعد توسيعه، أو استحداث حدائق أثرية بجانب القلعة، كل هذه الصيغ تجري دراستها بشكل دقيق، ثم أن حجم الآثار كبير جدا في بعلبك، ولا ننسى أن هناك فئتين من الناس: الأول يدعوك للتمهل في كشف الآثار، فيما الآخر يستعجلك في الكشف عنها لأن هذه الحفريات من شأنها أن تنعكس سلباً على مشاريع البنى التحية التي تجري في المدينة. فنحن لا نريد أن نعطّل هذه المشاريع، كما أننا لا نريد أن نستعجلها على حساب ما يجري اكتشافه من أثريات مهمة، مع العلم أن أحداً لم يبد استياءً من عملنا، لكن طبيعة الناس عندنا هو إشعار الدولة دائماً بالتقصير حيال أي أمر تقوم به.‏‏

ـ ألا تعتقد انه ينبغي وضع خطة وتمويل لحفظ هذه الآثار ؟‏‏

لدينا مديرية للآثار تعمل بشكل جيد عبر فريق متخصص، وهناك مشروع لحماية ارث ثقافي ممول من قبل البنك الدولي، ومن الحكومتين البريطانية والفرنسية، ولكن ليس لدينا تمويل أكثر من ذلك، ربما نضطر في المستقبل إلى القيام بحملة لجمع الأموال، وأنت تعرف محدودية ميزانية مديرية الآثار.‏‏

أجرى الحوار:حسين عواد‏‏

ملاحظة: المقابلة هي جزء من الملف المتعلق بالاثار والذي ستنشره الانتقاد في طبعته الورقية نهار الجمعة 28/4/2006‏‏

2006-10-30