ارشيف من : 2005-2008
الجنوب يقترع
الانتقاد ـ العدد 1112ـ 3 حزيران/يونيو 2005
تزامنت احتفالات لبنان بذكرى الانتصار والتحرير مع الانتخابات التشريعية التي تجري دورتها التالية في الجنوب، أرض التحرير والمقاومة على بعد سنوات خمس من لحظة الحرية التي تُوجت بخروج قوات الاحتلال من بوابات الذل والافكار الاسرائيلية، وأبرزها بوابة فاطمة بعدما كان يريدها بوابات للتطبيع والاختراق نحو الداخل اللبناني.
هو اذاً تداخل زماني ومكاني لا بد وأن يترك بصماته على الحدث السياسي الآني، حيث الجميع أحزاباً وشخصيات ومؤسسات رسمية وخاصة، تنعم بالحرية والسيادة الوطنية على أرض حررتها المقاومة بدماء شهدائها، ودفع الجنوبيون من أنفسهم وأرزاقهم ثمناً غالياً ليصلوا الى هذه اللحظة "السيادية" بامتياز.
لذا للانتخابات في الجنوب طعم خاص، حق دستوري يمارسه المواطن والدولة على أرض تحرير حقيقية وبحماية منظومة الدفاع التي تشكل المقاومة أحد أضلاعها.
وليس غريباً آنئذٍ ان يستظل الجميع براية التحرير والصمود التي تظللهم حقاً، وتشكل المقاومة وإنجازاتها إجماع التيارات المختلفة واللوائح المختلفة.
لكن ما يميز الجنوب اضافة الى ذلك هو أنه بوابة الوطن لحمايته من كل عدوان، ولأنه كذلك يفترض ان يقدم "نموذجاً" سياسياً تشكل المقاومة مقدمة أولوياته، أي ابراز ارادة شعبية واضحة في مشروع محدد لحماية المقاومة، لأن في حمايتها حماية الوطن.
واذا كان الجميع يستظل (لهدف سياسي مشروع) بروح المقاومة التي شارك فيها الجميع سياسياً وانتخابياً على تنوع المشارب واللوائح والمرشحين، فإن ما يميز لائحتي المقاومة والتحرير والتنمية، هو حملهما لمشروع جدي وواضح يؤمّن دينامية وطنية واسعة للالتفاف حول مشروع المقاومة المستقبلي، وتثميره في تحصين المشروع الوطني ككل.
ان تأمين اقتراع كثيف والالتزام بإظهار وحدة الارادة الجنوبية، كفيلان بالمساهمة في دعم المشروع السياسي الحامل لأولوية المقاومة، وفي رفع الصوت عالياً دعماً لوحدة الارادة السياسية لأهل الجنوب خلف هذا المشروع.
الجنوب سيقترع ديمقراطياً بصدر رحب يتسع للجميع، لكنه سيختار بآليات صناديق الاقتراع نهجاً سياسياً محدداً يجد فيه مقدرة على متابعة الاستحقاقات القادمة، وهو لذلك اختيار حساس في ظروف ومتغيرات لبنانية دقيقة تفترض الحضور الواسع في الاستحقاق الانتخابي، لأن بوابة الوطن تستحق لائحة تحمل هم حماية الوطن، مدعومة بإرادة شعبية وقوى سياسية قادرة على تحويل الطموح الى آليات عمل. لذلك الجنوب سيقترع لهذا المشروع الواضح لحماية الوطن.
حسين رحال
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018