ارشيف من : 2005-2008

انتظار!

انتظار!

الانتقاد/مجرد كلمة ـ العدد1123 ـ 19آب/أغسطس2005‏

عادت حالة الانتظار لتهيمن على الساحة المحليّة في وقت كان المواطن اللبناني ينتظر أن تتحرك عجلة العمل الحكومي للسير في الطريق الصحيح لمعالجة مشاكله الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة بعد عام حافل بالاضطراب وعدم الاستقرار السياسي والأمني.‏

لقد استبشر المواطن خيراً بعد تجاوز الاستحقاق النيابي ومن ثم الحكومي ونيل الثقة، ومباشرة مجلس الوزراء جلساته الأسبوعية سواء في القصر الجمهوري أو السراي الكبير، وتحرك بعض الوزراء لمتابعة شؤون وزاراتهم ووضع الدراسات والخطط وتحديد السياسات والآليات التي تحسن الأداء على أمل تحقيق الإصلاح ومحاصرة الفساد تمهيداً للقضاء عليه، ولكن لم تبدأ حتى الآن عجلة العمل الحكومي بانتظار استكمال هذه الدراسات ووضعها موضع التنفيذ.‏

وفي المجلس النيابي بدأت الجلسات العامة على الرغم من العطلة الصيفية، وثمة تعهد من رئيس المجلس بأن يخصص جلسة أسبوعية لمحاسبة الحكومة كل يوم ثلاثاء ـ نأمل أن تبدأ من الثلاثاء المقبل ـ وثمة حركة في اللجان النيابية درساً وتمحيصاً لمشاريع القوانين المحالة إليها، وهي بطبيعة الحال تحتاج إلى وقت للمصادقة عليها، ومعظم هذه المشاريع من الحكومة السابقة إذ لم تحل الحكومة الحالية بعد أي مشروع.‏

أما الأجهزة الأمنية والقضائية ومسألة التعيينات في المراكز الشاغرة فيها، فما زالت قيد البحث والتدقيق والتمحيص، وهي بحاجة إلى بحث مستفيض وتوافق الأطراف المعنية بالتعيين، ولكن في النهاية سيتم التعيين ليس في الجلسة الحالية لمجلس الوزراء، إنما في الجلسات اللاحقة.‏

أما على صعيد السلك الديبلوماسي فتتم دراسة الملف بتأنّ وروية، ويطمئن وزير الخارجية فوزي صلوخ بأن لا خلافات عليها بين الرؤساء، ولم يوضع الملف بعد على طاولة مجلس الوزراء.‏

وبالنسبة لباقي التعيينات في الإدارات والمؤسسات العامة، فرئيس الحكومة وضع آلية جديدة للتعيين في وظائف الفئة الأولى، وستحال إلى المجلس النيابي قريباً ليصادق عليها، ولكن حتى الآن لم تُحَل على المجلس بانتظار التوافق عليها.‏

بالطبع عجلة العمل الحكومي لم تنطلق بعد، وما سبق ليس إلا إعلان نوايا تنتظر التنفيذ وبسرعة، لأن المواطن لم يعد باستطاعته الانتظار، وخصوصاً أنه على عتبة استحقاقات مهمة لا يمكن تأجيلها، وكل هذه الملفات لن تطعمه خبزاً إذا لم تبدأ معالجة المعضلة الاقتصادية والاجتماعية التي يبدو أن الحكومة لم تضعها بعد على جدول الدرس والنقاش بشكل فعلي.. ربما لأنها وحدها القادرة على الانتظار!‏

سعد حميه‏

2006-10-30