ارشيف من : 2005-2008

معرض "لبنان المقاوم" في قلعة بعلبك:مساحة مشاعر صادقة لفن مقاوم هادف

معرض "لبنان المقاوم" في قلعة بعلبك:مساحة مشاعر صادقة لفن مقاوم هادف

لكل معرض نكهته وجماله، ومعرض "لبنان المقاوم" الذي أقامه القسم الإعلامي في حزب الله في منطقة البقاع نكهته الخاصة ترجمتها أنامل فنانيه خطوطاً وضربات بالريشة تتناسق وتنساب مشاعر تعبق برائحة الشهادة، وتحكي حكاية المقاومة في لوحات ومجسمات لمواقع تصنع عزة الوطن وتحمي سيادته، ليمتزج الفن بالعقيدة متجاوزاً الفن للفن ليصل إلى توظيفه بدقة وإتقان في قضية سامية تلامس كل المعاني الإنسانية.‏

تلك المساحة من المشاعر الصادقة التي هي نتيجة واقع جسدته المقاومة حقيقة، عبّر عنه فنانو القسم الإعلامي بواقعية تجاوزت جمالية الخيال وأوصلت الرسالة بأيسر طريقة ممكنة.‏

صحيح أن المعرض يتكرر كل عام، لكنه في كل مرة تتكثف فيه المعاني والدلالات في المجسمات والمنحوتات واللوحات الفنية.‏

والجديد في المعرض هذا العام دخول مضامين إضافية سياسية على علاقة وطيدة مع المستجدات السياسية التي تستهدف المقاومة، فيصبح حضور السلاح أقوى في زمن المطالبة بنزعه، ويصبح القرار 1559 مضموناً سلبياً يستفز المشاعر الوطنية ويحرك الغيرة على السيادة والاستقلال الحقيقيين.. إضافة إلى معانٍ أخرى تحض على الوحدة الوطنية والتعايش والتنوع اللبناني.‏

المعرض عبارة عن حكاية شعب اجتاحته همجية العدوان بآلاتها المدمرة وخربت وطنه وهجرته وجزرت بأبنائه، ويرسم صورة مقاومة أعدت ما استطاعت من قوة متكلة على الله ، بجانبها مجسم المسجد والكنيسة واتحاد وطني في مواجهة العدوان.. ويعبر بنا الفنانون إلى قاعة لآثار الشهداء الذين قدموا دماءهم في سبيل تحرير الأرض والإنسان، مروراً بمجموعة رمزية من الغنائم التي استولى عليها المقاومون أثناء عملياتهم، إلى مجسمات وصور للنصر والتحرير وهزيمة الاحتلال.. وفي ركن آخر مجسم لمواقع المقاومة ووصية سيد شهدائها بضرورة حفظها..‏

في الجانب الآخر مجسم معبّر للقرار 1559 وما يتضمنه، وذلك من خلال الرمز النحتي والصورة.. وإلى جواره مجسم طبيعي أبدع في تصميمه فنانو فرع الأنشطة في القسم الإعلامي، وهو عبارة عن بقية الأرض المحتلة، وهي القرى السبع والـ10452 كلم2..‏

مدخل المعرض لا يخلو من الهيبة التي تنعكس على الزائر لدى دخوله إلى قلعة بعلبك، حيث ترتفع لوحة عملاقة منحوتة تزيد مساحتها على مئة وخمسين متراً مربعاً وتشكل مدخل المعرض.. وقد تماهت النحوت فيها والألوان مع حجارة القلعة حتى باتت كأنها من سنخ واحد، فيما ينتصب إلى جانب المدخل صاروخ كاتيوشا يقابله لوحة ضخمة لمزارع شبعا اللبنانية المحتلة.‏

"الانتقاد" التقت مسؤول القسم الإعلامي في البقاع أحمد ريّا الذي أوضح أن الهدف من معرض "لبنان المقاوم" الذي ينظم سنوياً في قلعة بعلبك، هو تقديم صورة حقيقية وواقعية لعطاءات المجاهدين والشهداء الذين صنعوا مجد الأمة وعزّها، إلى الشعوب العربية والأجنبية الذين يتوافد سياحهم إلى آثار بعلبك. ومن الأهداف إبراز صورة المعتدي الصهيوني بكل مجازره وأفعاله الإجرامية بحق شعبنا وبدعم أميركي مباشر".‏

وأضاف: "جرى التركيز هذا العام في المعرض على أهمية سلاح المقاومة وضرورته، حيث يعتبر بالنسبة إلى اللبنانيين بكل طوائفهم سلاح الحماية والاستقرار في وجه الاعتداءات الصهيونية المستمرة. وكذلك جرى إبراز القرار الدولي 1559 الذي تحمله الإدارة الأميركية في كل المحافل ضد لبنان وشعبه ومقاومته، وتبيان حقيقة هذا القرار والمستفيد منه مباشرة، أي الكيان الصهيوني". وعلى الرغم من المضمون السياسي الذي تحمله بعض اللوحات والمجسمات ـ يضيف ريّا ـ إلا أن الاهتمام بالشهداء وآثارهم يبقى له حيزه المميز كما في السنوات الماضية. مشيراً إلى حضور شهيد المواجهة البطولية الأخيرة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة الشهيد ملحم حسن سلهب، وهو تأكيد لخيار المقاومة والجهاد حتى تحقيق الأهداف الكبرى.‏

المعرض الذي افتتحه مسؤول منطقة البقاع في حزب الله إبراهيم شاهين في قلعة بعلبك بحضور حشد من المهتمين والإعلاميين ورؤساء البلديات، تحدث فيه معتبراً "أن بعلبك كانت وما زالت وستبقى قلعة للصامدين في وجه الغزاة وخزاناً للمقاومة". وأضاف: "إن افتتاح المعرض في القلعة هو تأكيد لأهمية المعالم السياحية والأثرية".‏

ويفتح المعرض أبوابه يومياً من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الثامنة مساءً طيلة شهر تموز.‏

عصام البستاني‏

الانتقاد/ تحقيقات ـ العدد 1119 ـ 22 تموز/يوليو 2005‏

2006-10-30