ارشيف من : 2005-2008

قلق

قلق

الانتقاد / مجرد كلمة ـ العدد 1120 ـ 29 تموز/يوليو 2005‏

يبدو أن الساحة اللبنانية ما زالت عرضة لمزيد من التطورات في المرحلة المقبلة التي لن تكون بالطبع أقل خطورة مما سبق في المرحلة السابقة، وأمكن تجاوزها بأقل قدر ممكن من التوافق بين الأطراف المعنية. وإذ توج هذا التوافق أخيراً بالبيان الوزاري الذي وصف بـ"التأسيسي" كونه سيحكم عمل حكومة "النهوض والإصلاح" وما يليها من حكومات في المستقبل وفقاً للمصالح اللبنانية العليا التي يبدو أنها أصبحت محددة، فهذا يدعو إلى شيء من الارتياح، ولكن المشوب بالحذر والقلق، وخصوصاً أن ثمة أكثر من معطى شهدته الساحة اللبنانية مؤخراً يستدعي التوقف عنده ملياً والتدقيق في تداعياته وتأثيراته مستقبلاً، وخصوصاً أن هذه المعطيات مثار خلافات على علاقة وطيدة بثوابت متفق عليها:‏

- غضب البعض من إغفال البيان الوزاري ذكر القرار 1559 وأخذهم على الحكومة هذا الأمر في تبنّ واضح للقرار المذكور، وتبرع هذا البعض بالحماسة والاندفاع والانسجام الكلي مع المطالب الأميركية والفرنسية، ولو كان هذا الأمر على حساب أمن واستقرار لبنان.‏

- سعي بعض الجهات سواء كانت نيابية أو حزبية للعفو عن العملاء اللحديين الفارين إلى داخل فلسطين المحتلة، ولمّا يمضِ على التحرير إلا سنوات خمس وبضعة أشهر، بحجة الحديث عن استكمال "المصالحة الوطنية" بعد تنفيذ قانوني العفو عن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع وموقوفي الضنية ومجدل عنجر، وبالتالي إعطاء صك براءة لهؤلاء عن خيانتهم المتعمدة، وفي المقابل "إدانة" من قاوم وقاتل دفاعاً عن سيادة وحرية لبنان واستقلاله طوال عقدين من الزمن، وقدم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى!‏

- إشارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إلى مناخات عند بعض الأوساط اللبنانية لعقد "صفقة انفرادية على غرار 17 أيار" جديدة!‏

- استمرار أجواء الاحتقان الطائفية وتشعبها في أكثر من اتجاه مع استمرار عمليات التفجير وعدم كشف من يقف وراءها.‏

كل هذه المعطيات تستدعى مزيداً من الحذر والوعي والمبادرة إلى تجاوز مطباتها بمزيد من العمل... والعمل الدؤوب حتى لا نفوت فرصة جدية، وهذا برسم حكومة النهوض والإصلاح.‏

سعد حميه‏

2006-10-30