ارشيف من : 2005-2008

مهرجان التسوق في بنت جبيل : "ضجيج" اقتصادي يخرق سكون الركود

مهرجان التسوق في بنت جبيل : "ضجيج" اقتصادي يخرق سكون الركود

الانتقاد / تحقيقات محلية ـ العدد 1120 ـ 29 تموز/يوليو 2005‏

في بنت جبيل ثمة من ينتظر هنا أياماً على امتداد العام كالتي تشهدها المدينة المشطوبة عن قاموس الانماء الرسمي... حين يجترح ابناؤها حلاً يغنيهم عن وعود تطير بهم الى السحاب ثم تتبخر مع اطلالة شمس يوم جديد..‏

الحل الموقت المتمثل بشهر التسوق من كل عام بدا متميزاً منذ انطلاقة فعالياته في السادس عشر من الشهر الجاري لجهة كثافة المشاركة في برامجه وأنشطته المتنوعة التي أعطت زخماً للحركة الاقتصادية في بنت جبيل التي تعاني على امتداد أيام السنة من هجران رسمي لمختلف قطاعاتها الحياتية, ويأتي مهرجان التسوق ليشكل خرقاً للسكون الاقتصادي ويؤمن للدورة التجارية متنفساً يتيح لها الحفاظ على مؤسساتها ومصالحها بعيداً عن شبح الإقفال.‏

ويعتبر المغتربون شريكاً أساسياً في انجاح مهرجان سوق بنت جبيل من خلال المساهمة الفعالة في الحركة الشرائية، وتحديد حضورهم الى مدينتهم بالتزامن مع اقامة مهرجان التسوق.‏

ويشكو القيمون على مهرجان التسوق الذي تنظمه نقابة المؤسسات والمحال التجارية في بنت جبيل من غياب مساعدة وزارة الاقتصاد نتيجة انفلات الوضع الحكومي وبقاء الوزارة في وضع تصريف الاعمال أثناء افتتاح المهرجان الأمر الذي كان ذريعة لحجب نحو عشرة ملايين ليرة كانت تمنح للمهرجان خلال السنوات الماضية.‏

رئيس نقابة المؤسسات والمحال التجارية في بنت جبيل طارق بزي رأى أن أجواء التوافق والتلاحم بين أبناء المدينة والقرى المجاورة انعكست حالة لافتة في احياء هذا المهرجان الذي يترك أثراً طيباً على مختلف فئات المجتمع، فالتاجر يستفيد من وفرة البيع والمواطن معني بالتخفيضات في الأسعار، اضافة الى الجوائز التي تقدم اسبوعياً، فضلاً عن خلق أجواء ترفيه وفرح من خلال الأنشطة الثقافية والرياضية والمسرحية والاحتفالات العامة والسهرات التراثية.‏

وأضاف بزي: يتطلع ابناء منطقة بنت جبيل بكثير من الرجاء ومزيد من الاهتمام لمتابعة المشاريع الانمائية للمدينة، وخصوصاً المعابر المؤدية اليها لتكون عامل جذب للمغتربين وابناء المناطق المجاورة للاستثمار وانعاش هذه المنطقة. وقال بزي ان المهرجان الذي دأبنا على تنظيمه كل عام يكاد يكون المتنفس الوحيد لكل المعنيين بالوضع الاقتصادي السيئ، ولولا همم الخيرين ولولا بركة دماء الشهداء التي حررت هذه الأرض لما كتب لهذا المهرجان ان يرى النور.‏

أما صاحب أحد المحال التجارية محمد عسيلي الذي أبدى سروره بتنظيم هذا المهرجان لأنه ينقذ عشرات التجار من الإفلاس، قال: نحن نعتمد على هذا الشهر ليعدل خسائرنا خلال السنة، ليس من أجل الربح فقط، ولكن من أجل الحفاظ على بقائنا في أرضنا.‏

وطالب عسيلي الدولة بتنفيذ الوعود التي هي حق للمدينة التي عانت ما عانته من مرارة الاحتلال والحرمان من مختلف الأمور الانمائية والبنى التحتية، وأن تتعاطى مع شهر التسوق هنا كتعاطيها مع باقي المدن اللبنانية.‏

من ناحيته المغترب محمد رضا قال "ان واحداً من الاسباب التي دفعتني لأحضر الى بلدي بعد غياب عشر سنوات هو الصيت الذائع للمهرجان، ومن أجل تشجيعه، فضلاً الى شوقي للسهرات التراثية واجتماع العائلات مع بعضها. بصراحة أشعر هنا وكأني في عرس دائم، لكن ما ينغّص فرحتنا عندما نعود الى هذه المنطقة هو أننا نجدها من سيئ الى أسوأ لجهة الاهمال، خصوصاً في الطرقات المؤدية الى مدينة بنت جبيل وتحديداً طريق صور الناقورة أو عيترون، فهذا الموضوع يشكل عائقاً أمام القادمين الذين ربما لن يعودوا مرة ثانية خشية عنائهم من تضرر الطرقات. اشارة الى ان المهرجان الذي افتتح في 16 - 7 يتضمن حسومات لافتة في الأسعار فضلاً عن انشطة متنوعة وجوائز اسبوعية، وتستمر فعاليات المهرجان شهراً كاملاً، ويختتم في 13 ـ 8.‏

علي شعيب‏

2006-10-30