ارشيف من : 2005-2008
عروضات ومفاجآت أدهشت الحضور في مهرجان صيف جباع:صحن تبولة عملاق قد يدخل أرقام غينيس العالمية
الانتقاد/ تحقيقات ـ العدد 1124 ـ 26/8/2005
"صحن التبولة العملاق" كان النجم الاول والحاضر الابرز في احتفال مهرجان صيف جباع هذا العام, وليس من قبيل الصدفة ان يتم اختيار تحضير طبق التبولة بالذات نظراً لما يمثله من ارتباط بتراث لبنان الذي لا يمكن ان يتقن سر صناعته الا من كان لبنانياً. وبرغم ان هذا الطبق المميز من حيث ضخامته وجودة مكوناته ومهارة الأيدي التي صنعته قد خطف الأضواء, إلا أن من الظلم إغفال باقي فعاليات وأنشطة هذا المهرجان الذي أعاد تاريخ الضيعة اللبنانية القديمة، وجسدها مشاهد حية لـ"السطيحة" واجتماع نسوان الضيعة بلباسهم الفلكلوري لتحضير خبز الصاج، وما الى ذلك من عروضات فنية اخرى اشعلت الحنين في نفوس الحاضرين للتقاليد القديمة.
"جباع للكل والكل لجباع" هو الشعار الذي احتضن تحت رايته اهالي وعائلات جباع لتقديم مهرجان صيفي مميز تحت اشراف وتنظيم بلدية جباع وعين بوسوار, وبرعاية رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد, وقد ضاقت ساحة جباع بالحشود الشعبية والاهلية اضافة الى الفعاليات الاجتماعية والبلدية حتى ان اسطح الأبنية المحيطة بالساحة قد امتلأت بالمشاركين من مختلف الاعمار.
وصل الحضور باكراً ... ولم يبالغ احدهم اذ وصف هذا المهرجان بالعرس القروي على الطريقة اللبنانية, ولم ينس مقدم الحفل ان يذكر الحاضرين في كل مرة يعتلي المنبر بآخر اخبار تجهيز طبق التبولة الذي اعدته وقدمته للمهرجان جمعية عائلة آل غملوش.
البداية كانت مع العروضات المشهدية والسيارة، فمر أولاً امام الحضور بنات صغيرات بلباس فلكلوري وهن يقدمن رقصة الدبكة اللبنانية "والحق يقال ... كانت صعبة عليهم شوي"، وأدهش الحضور وصفقوا بحرارة للزعيم اللبناني القديم وهو بيك الضيعة الذي اختال امام الحضور بعنجهيته المعروفة محاطاً بـ"البادي غارد" وهو يقود سيارة موديل 1950, وتوجه بعد ان ترجل منها الى النائب محمد رعد لالقاء التحية والسلام فبادله النائب رعد بابتسامة اعجاب وتقدير.
توالت العروضات، فكان مشهد للسطيحة وفوقها عريشة تتدلى منها عناقيد العنب الناضجة، ثم نسوان الضيعة يطبخون الهريسة على نار الحطب، والبعض منهن يتكفل امر جرن الكبة والجاروشة. كل ذلك والمقدم يتولى شرح هذه المشاهد بتعليقاته التي تبعث السرور في قلوب الجميع وخصوصاً عند مرور مشهد المدرسة القديمة تحت السنديانة وقضيب الرمان الذي ذاق بعض الحاضرين لوعة ضرباته, الا انه وعلى حد قول المقدم فقد صنع رجالاً كباراً.
ثم القى راعي الحفل النائب رعد كلمة امام الحضور اثنى فيها على جهود القيمين على انشطة المهرجان الذين انتجوا عملاً يروّح عن النفس ويبعث السرور والفرح في نفوس اهلنا, كما شبه النائب رعد طبق التبولة المتنوع بمكوناته, بالمجتمع اللبناني الغني بتنوعه ايضاً ما يضفي على ذلك المجتمع ميزة خاصة.
لطبق التبولة قصة، تبدأ من ايجاد وعاء ضخم يتسع للطبق الضخم، وهذا لم يكن أمراً سهلاً حسب قول المشرف على المشروع احمد غملوش، الا ان الرأي استقر على ان توضع تلك الكميات في صحن لاقط للاقمار الصناعية من الحجم الكبير قطره 230سم، وقد رفع على طاولة خشبية صنعت خصيصاً لهذا الغرض في الحديقة العامة وسط الساحة.
ولأن الطبق ضخم فقد احتاج إلى 500 باقة من البقدونس، 35 كيلو من البصل الاخضر، 125 كيلو من البندورة البلدية، 17.5 ليتراً من زيت الزيتون، كيلو من الملح، 4.5 كيلو من البرغل، 15 كيلو من الحامض.
وأكد غملوش ان كافة مستلزمات صحن التبولة كانت من صناعة وانتاج جباع مئة في المئة، وتم تأمينها من مزارعي البلدة، وقد شارك في اعداد الصحن فريق من 120 شاباً وفتاة، وقد استمر تحضيره 24 ساعة.
ويأمل غملوش بأن يدخل هذا الطبق مجموعة غينيس للأرقام القياسية، مشيراً إلى أن الجمعية عمدت الى جمع كل المستندات والأرشيف الإعلامي للمشروع تمهيداً لرفعها في ملف كامل الى لجنة غينيس لعلّها تفوز في تحقيق رقم قياسي عالمي في تحضير وجبات الطعام.
وقال غملوش "لقد وزع صحن التبولة بعد الانتهاء من تحضيره على نحو الف شخص كانوا يشاركون في المهرجان الصيفي".
ولفت المشرف إلى أن النجاح الذي تحقق سببه التعاون بين الاهالي. ولا يخفي أنه في البداية "شعرنا بأن الفكرة صعبة التنفيذ، الا ان حماسة اهالي البلدة كانت الحافز الاهم الذي شجعنا على مواصلة الاعداد، وهذا ما حصل الى ان وصلنا الى هذا الانجاز بالتعاون مع البلدية والهيئات والفعاليات الاخرى".
تحقيق: زينب منتش
تصوير: عامر فرحات
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018