ارشيف من : 2005-2008
وقائع وتساؤلات
الانتقاد/ مجرد كلمة ـ العدد 1124 ـ 26/8/2005
يكاد ضجيج التعيينات الأمنية والقضائية على الساحة المحلية، والسجال المتمحور حولها، أن يحجب وقائع أخرى أقل ما يقال فيها إنها تثير التساؤل، لا بل الاستغراب في بعض الأحيان، من طريقة اندفاع البعض للتناغم مع الطروحات الأميركية، والسير على هدي التوجيهات، وربما فقط تصريحات المسؤولين الأميركيين الذين يحرصون أحياناً على عدم ذكر هويتهم عندما يتحدثون بالشؤون اللبنانية!
أكثر من واقعة حدثت خلال الأسبوع المنصرم استدعت التوقف والتأمل ملياً. الواقعة الأولى كانت في جلسة التربية النيابية خلال مناقشتها اتفاق نقابة المعلمين في المدارس الخاصة مع اتحاد المعلمين الأميركي، ومحاولة بعض النواب تسطيح المسائل وتبسيطها، وحصرها بأن الاتفاق تقني، ويتعلق بالقطاع الخاص وليس بمؤسسات الدولة.
أما الواقعة الثانية فكان مسرحها لجنة الشؤون الخارجية، ومطالبة بعض النواب بنشر الجيش في الجنوب، والحديث عن عدم مجابهة القرارات الدولية وكأنها "آلهة مقدسة" تأمر فتطاع مع انحناءة ورفع القبعة لها على الطريقة البريطانية!
والواقعة الثالثة موقف لأحد النواب، غالباً ما تتزامن مواقفه مع تصريحات المسؤولين الأميركيين الذين يطالبون بنزع سلاح المقاومة، فيندفع متطوعاً لقلب الحقائق، ويشكك بهدف هذا السلاح، ويحشره في متاهات الداخل الضائعة على أعتاب التعيينات والصراع بين الأقلية والأكثرية الحكومية، ربما تعبيراً عن إحباطه!
ويأتي تتالي هذه الوقائع وتكاملها ليصب في سياق واحد، وليثير أكثر من علامة استفهام وتساؤلات عن اجتماع هذه الصدف دفعة واحدة، وإذا ما كان هناك من محرك ما يقف وراءها مستفيداً من تغيير التوازنات والمعادلات الداخلية لفرض منطق وخطاب جديد يحاول فرض نفسه بالقوة، ولو كان على حساب وحدة وتماسك لبنان؟
وثمة تساؤل آخر عن مغزى طرح هذه المواضيع بهذه الطريقة، هل هو لفتح حوار جدي وموضوعي حولها، وإيجاد حلول لها بما يتناسب ومصلحة الجميع، أم أنه تمهيد لفتح سجال جديد في المرحلة المقبلة وفق توقيت يناسب أولوية القرارات الدولية الصادرة، أو تلك التي يمكن أن تصدر؟
سعد حميه
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018