ارشيف من : 2005-2008

الوفاء للإمام الصدر في الذكرى السابعة والعشرين: تشديد على الوحدة ودعم المقاومة لردع العدو

الوفاء للإمام الصدر في الذكرى السابعة والعشرين: تشديد على الوحدة ودعم المقاومة لردع العدو

الانتقاد/ تقرير ـ العدد 1125 ـ 2 أيلول/ سبتمبر 2005‏

جاءت الذكرى السابعة والعشرون لاختفاء الإمام المغيب السيد موسى الصدر هذا العام مختلفة عن سابقتها، نظراً للظروف والمخاطر التي تحدق بالبلاد على غير صعيد. لا بل يكاد البعض يجزم أن الظروف الحالية تشبه إلى حد بعيد تلك التي سبقت تغييبه مع تلبد الغيوم السوداء في أجواء هذا الوطن الصغير الذي لا يزال عرضة للاهتزازات السياسية والأمنية والتوترات الطائفية، التي دفعت الإمام الصدر في يوم من الأيام للاعتصام والإضراب عن الطعام احتجاجاً على الفتنة الطائفية التي ضربت لبنان.‏

وبعد سبعة وعشرين عاماً من التغييب ومناداته بالعيش المشترك والوحدة الوطنية، يحتفل لبنان بذكرى تغييبه في ظروف أحوج ما يكون فيها إلى تكريس العيش المشترك وتحصين الوحدة الوطنية في مواجهة المرحلة المقبلة المشوبة بالقلق والتوتر السياسي والطائفي الذي يتنامى يوماً بعد يوم، ليس في لبنان فحسب، بل في المنطقة كلها، في عصر الفيدراليات المستحدثة ببركة المخططات الأميركية.‏

وفي الزمن القلق احتفل اللبنانيون بهذه الذكرى برغم الهواجس والخوف الذي يسيطر على الساحة المحلية واقتحام المخاطر الأمنية حياتهم، فكانت الكلمات تعبيراً عن هذا القلق وهذا الخوف، وعن الإصرار في الوقت نفسه على تحدي هذه المخاوف، والتأكيد أن لبنان سيبقى قوياً كما أراده الإمام مقاوماً عربياً.‏

وبدا واضحاً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري في كلمته في مهرجان الوفاء للإمام موسى الصدر، أرسل عدة رسائل، لعل أهمها تركيزه على وجوب حماية الوحدة الوطنية والاستعداد التامّ "لبذل الدماء لعدم دخول لبنان في أتون الفتنة". متوقفاً بصورة خاصة عند التفجيرات، سواء تلك التي استهدفت الرئيس رفيق الحريري أو تلك التي استهدفت آخرين ومناطق في الشرقية بهدف زرع "الفتنة بين الشيعة والسنة من جهة، وبين المسلمين والمسيحيين من جهة أخرى".‏

وإذا كان التحذير من الفتنة والتشديد على الوحدة عنواناً يفرض نفسه بقوة نتيجة الظروف الحالية، إلا أن اللافت كان تركيزه على موضوع المقاومة "العامل الحاسم لمنع التوطين"، وقوله "إننا لا نفهم كيف أننا متفقون لبنانياً وفلسطينياً على الوقوف ضد التوطين، والقول في الوقت ذاته بضرورة إنهاء المقاومة! كيف ذلك؟!". داعياً إلى دعم المقاومة والحرص على سلامتها، وضرورة مشاركة جميع اللبنانيين في تحسين أوضاع لبنان عموماً والجنوب خصوصاً، وجعل لبنان مستعداً للصمود لمواجهة هذا الخطر ولردع العدو الإسرائيلي.‏

وتوقف العديد من المراقبين عند إشارات عدة هادفة منها:‏

ـ التفجيرات الشهرية التي أطلق عليها وصف "تفجيرات سينييه"، مشيراً إلى أنها بسبب "تركنا الأجهزة الأمنية تسير من دون رؤوس"، و"بتركنا الوضع بهذا الشكل أردنا أن يكون البلد في فلتان، برغم سلسلة التفجيرات النقالة".‏

ـ رفض "مبدأ عزل أي اتجاه أو تيار أو حزب أو جماعة ممثلة في مجلس النواب الجديد أو خارج هذا المجلس, وأن من حق الجميع المساهمة في صنع شخصية الدولة وفي صنع السياسات الوطنية.. وصنع هذه السياسات في لبنان لا يمكن أن يكون إلا ثمرة التوافق، وليس تعبيراً عن غلبة فئة على أخرى".‏

ـ الدعوة إلى استقلالية القضاء التي تشكل شرطاً ضرورياً لبناء دولة القانون والمؤسسات، "لأن هذا المسار وحده يجعلنا نستعيد لبنان ومؤسساته، بدلاً من مجلس الأمن.‏

ـ التأكيد أن الحقيقة لا يُخشى منها، وأن الحقيقة تجمع ولا تفرق أبداً.‏

ـ الإشارة بصراحة إلى أن تأخرنا عن حسم الأمور الأمنية والأجهزة والتعيينات، وعدم معالجتنا لإصلاح العدالة وشؤون القضاء، شجعا الآخرين على الاستخفاف بنا وبمؤسساتنا.‏

ـ تأكيد أن مشاركة حركة أمل في الحكومة لا يعني التزام مجمل السياسات الحكومية، فنحن نوالي السياسات عندما يقع الأمر في مصلحة الشعب والدولة، وسنعارض السياسات التي نرى أنها تضعف الدفاع عن حدود الوطن، كما السياسات التي تضعف الدفاع عن حدود المجتمع وتجعله قابلاً للاختراق".‏

كما كانت كلمة في المهرجان لنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، الذي دعا الجميع إلى التوحد من أجل لبنان ووراء الحقيقة في قضية الصدر وفي اغتيال الرئيس الحريري، على أمل إعادة التلاقي بين اللبنانيين وبناء لبنان.‏

وألقى وزير التربية خالد قباني كلمة باسم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، كما كانت كلمة باسم البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير ألقاها المطران بولس مطر، وأخرى باسم مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ألقاها الشيخ أحمد درويش الكردي.‏

2006-10-30