ارشيف من : 2005-2008
"الانتقاد" تنشر ملفات العملاء الفارين(2): العملاء الحاصلون على الجنسية الإسرائيلية للتستر على جرائم العدو
الانتقاد/ ملفات ـ العدد 1122 ـ 12 آب/أإغسطس 2005
لم يكن مفاجئاً أن يمنح العدو الإسرائيلي جنسيته لعدد لا بأس به من العملاء الذين خدموه بملء جوارحهم، وبكلّ مشاعر الضعف الكامنة فيهم، ونفّذوا بالنيابة عنه بعض مآربه الدموية والتخريبية، كما أنّه لم يكن مفاجئاً أنْ يتصدّى البعض للدفاع عنهم وإيلاء جرائمهم العناية القصوى انطلاقاً من اعتبارات طائفية بغيضة، مع أنّ الجميع متفقون على أنّه لا دين ولا هوية ولا وطن لكلّ من يتعامل مع العدو، ويختار واعياً ممارسة القتل المجاني والقصف العشوائي للتنافس في حصد حفنة من الدولارات الإسرائيلية المصدر، والتي لا تغني ولا تسمن من جوع.
لقد أدرك العدو بعد درس وتمحيص استخباراتي، أنّ منح قادة ميليشيا "جيش لبنان الجنوبي" ومسؤولي الصف الأوّل فيها الجنسية الإسرائيلية أجدى وأنفع له، لأنّ عودتهم إلى ديارهم قد تفضح الكثير من ممارساته التعسفية وجرائمه التي يعاقب عليها القانون الدولي، وتشي بما كان مستوراً وغير معروف إلا لدى القلّة القليلة، ونبشها وإعادة فتحها على الملأ، لا يصبّ في مصلحة هذا العدو المعتاد على الانتهاكات والخروق والإساءة إلى حقوق الإنسان المحفوظة في كلّ المواثيق والتشريعات والمعاهدات الدولية والشرائع السماوية.
وإعطاء هذه الجنسية لهؤلاء المحظيين وبالتالي جوازات السفر الإسرائيلية التي تشبه الجوازات الممنوحة لفلسطينيي الأراضي المحتلة عام 48، يعني أيضاً أحد أمرين، إمّا الاحتفاظ بهم لتمرير مشاريع استعمارية أخرى في المرحلة المقبلة، واستخدامهم في عمليات تخريبية نوعية في غير بلد عربي تحديداً، باعتبار أنّهم مدرّبون وكلّفوا أموالاً كثيرة وأوقاتاً ثمينة لتطوير مواهبهم، وليست لديهم المناعة والرغبة للعودة عن الضلال إلى بيت الطاعة، وإما تسهيل انتقالهم إلى بلاد أخرى أوروبية وأميركية على وجه الخصوص، أقفلت أبوابها وسدّت حدودها في وجوههم بعدما أيقنت فحوى سجلاتهم الحافلة بالجرائم، وخطرهم على مجتمعاتها وسكّانها الأصليين، علماً أنّ هناك قيوداً على سفرهم إلى خارج فلسطين المحتلة، وتعليمات يتوجّب عليهم مراعاتها واتباعها للحفاظ على سلامتهم الجسدية والمتغيرات النفسية، وخشية وقوعهم في أيدي أجهزة مخابرات أخرى قد تجري لهم غسيل دماغ سريعاً فيتعاملوا معها ويفضحوا الإسرائيليين ويكشفوا أعمالهم الأمنية الممهورة بخاتم السرية والكتمان الشديدين.
مخاطر الجنسية
ولكنّ اكتساب الجنسية الإسرائيلية محفوف بالمخاطر على هؤلاء العملاء وكلّ الساعين وراءها، إذ أنّه بمجرّد حصولهم عليها يصبح لزاماً على الدولة اللبنانية أن تبادر فور علمها بذلك وتحقّقها منه عبر أجهزتها الأمنية إلى نزع الجنسية اللبنانية عنهم بالطرق القانونية المعمول بها، لأنّهم بمنزلة العدوّ، واستفادوا منه مالياً وأمنياً ووظيفياً، ولم يعودوا مواطنين لبنانيين، وذلك عملاً بالفقرة الثالثة من المادة الأولى المعدّلة من القانون الصادر في 31 كانون الأول (ديسمبر) من العام 1946، والتي تنصّ صراحة على إسقاط الجنسية اللبنانية عن "اللبناني المقيم خارج الأراضي اللبنانية الذي يقبل وظيفة عامة تقلّده إيّاها حكومة أجنبية في بلاد أجنبية إذا احتفظ بهذه الوظيفة بالرغم من صدور الأمر إليه بأنْ يتخلّى عنها في مهلة معيّنة".
كما أنّ هؤلاء العملاء ملاحقون أمام القضاء بجرائم جزائية تفرض على القضاء ممثلاً بالمحكمة المختصة، أي المحكمة العسكرية الدائمة، أو محاكم الجنايات في الجنوب والنبطية، تجريدهم من حقوقهم المدنية سنداً للمادة 49 من قانون العقوبات.
أسماء وأسماء
ويستدلّ من أسماء العملاء الذين نالوا جنسية الخيانة و"شرف" التمتّع بها أنّهم كانوا يديرون شبكات تجسّس في غير منطقة لبنانية، ويستمتعون بإذلال الأهالي في القرى المحتلة آنذاك، وفرض الخوات والضرائب عليهم لإغراقهم في الديون، وبالتالي الاستسلام لإغراءاتهم وعروضهم المالية، لانتشالهم من القحط الذي يعيشون فيه، وزجّهم في معتقل الموت في بلدة الخيام، وتجنيد أبنائهم في الميليشيا، أو قبض مبالغ مالية متفاوتة بغية إخراجهم من مستنقعاتها ودائرة الموت المحيطة بها، أو العمل لديهم في المؤسسات غير المرخصة التي افتتحوها مقابل النزر القليل من لقمة العيش، عدا عن إصدار الأوامر بالإجهاز على كلّ من يخالف طلباتهم ويعصي قراراتهم، وسفك الدماء في كلّ الأوقات والأماكن، وإلحاق الضرر المعنوي والمادي بالقرى التي تحررت قبل شهر أيار/ مايو من العام 2000.
ومن هؤلاء العملاء الذين نالوا الجنسية مكافأة على نشاطاتهم الإرهابية نذكر كبيرهم ومضلّلهم أنطوان لحد (والدته جميلة من مواليد بلدة كفرقطرة في العام 1927 رقم سجل نفوسه59)، والمسؤول الأمني السابق في بلدة علما الشعب والمحرّك الأمني نور زعرب، والمسؤول الأمني السابق في بلدة الناقورة يوسف سبليني (والدته نايفة من مواليد بلدة الناقورة في العام 1959 رقم سجل نفوسه 26) وشقيقه قائد الفوج الواحد والثمانين طالب سبليني (مواليد العام 1945)، والمحركون الأمنيون أشقاء العميل عقل هاشم، يوسف إبراهيم هاشم(والدته كريمة من مواليد بلدة دبل في العام 1949 رقم سجلّ نفوسه 98) ومنير إبراهيم هاشم (مواليد العام 1958) وحنا هاشم وموسى هاشم (مواليد العام 1956)، والقائد الأخير للواء الغربي فارس موسى القسيس (والدته نزهة، مواليد بلدة علما الشعب في العام 1955، رقم سجل نفوسه10)، والمحرك في الجهاز "504" والمسؤول الأمني سابقاً في جزين حنا يوسف حليحل (والدته منيرة من مواليد بلدة القرية في العام 1958، رقم سجلّ نفوسه2)، والمسؤول السابق لجهاز أمن مرجعيون عيد مسلم عيد (والدته غالية من مواليد بلدة القليعة في العام 1938، رقم سجل نفوسه 206) وابنه سمير (والدته جانيت من مواليد القليعة في العام 1962) الذي كان أحد المحققين الرئيسيين في معتقل الخيام، حيث اشتهر باسمه السري والحركي "سامر"، وجموحه نحو التنكيل بالمعتقلين وتعذيبهم حتى الموت، ورئيس المحققين في المعتقل جان توفيق الحمصي (والدته ثريا من مواليد بلدة برج الملوك في العام 1960)، والمحرّك في الجهاز"504" كريم سليم فرحات (والدته فريدة من مواليد بلدة الصالحية في العام 1956، رقم سجلّ نفوسه 37)، والمحرك الأمني في الجهاز "504" عماد منير سليم مخول (والدته زائدة مسعود، من مواليد بلدة القطراني في العام 1956، رقم سجل نفوسه 22)، والمحرك الامني في الجهاز 504 سيمون يوسف الشوفي (والدته ناهية من مواليد جديدة مرجعيون في العام 1951، رقم سجل نفوسه 140)، المدرب ريمون غازي شمعون (من بلدة سرعين التحتا في البقاع ومتزوج من بلدة إبل السقي) وشقيقه المحقق في معتقل الخيام بيار شمعون، وسليمان نخلة.... والقافلة طويلة ولا يتسع المجال لذكرهم كلهم.
علي الموسوي
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018