ارشيف من : 2005-2008

وفد قيادة حزب الله عاد من طهران:تأكيد على دعم الشعب اللبناني لمواجهة التحديات

وفد قيادة حزب الله عاد من طهران:تأكيد على دعم الشعب اللبناني لمواجهة التحديات

الانتقاد/محليات ـ العدد 1122ـ 12 آب/أغسطس 2005‏

عاد وفد حزب الله من الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد محادثات مع كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية، تناولت العلاقات بين الشعبين اللبناني والإيراني، وإمكانيات تعزيزها على مختلف الصعد، وخصوصاً أن الموقف الإيراني الداعم للمواقف اللبنانية على الصعيد السياسي أصبح ثابتة أساسية في السياسية الإيرانية تجاه الشعب اللبناني لتعزيز صموده في مواجهة الاحتلال الصهيوني، كما في المرحلة السابقة، ومواجهة الضغوطات الأميركية في المرحلة الحالية، وما يليها، في ظل احتدام الهجمة الأميركية على المنطقة لإعادة ترتيبها بما يتناسب مع المصالح الأميركية ـ الإسرائيلية خلافاً لرغبة شعوب المنطقة.‏

الزيارة في توقيتها كانت لتهنئة القيادة الإيرانية بعد الانتخابات الرئاسية "والتي حضر فيها الشعب الإيراني بقوة، وأثبت حيويته وفعاليته في حفظ النظام ومواجهة التحديات والتماسك لمصلحة البلد" حسب بيان صادر عن حزب الله حول الزيارة. وإذ هنأت قيادة حزب الله الرئيس المنتخب لمناسبة توليه مهامه رسمياً، فهي "شكرت للقيادة والمسؤولين وقوفهم الدائم إلى جانب لبنان وشعبه ومقاومته في كل المحافل وشتى الميادين".‏

واعتبرت مصادر قيادية مطلعة أن الزيارة هي تأكيد متجدد على متانة العلاقات بين الشعبين اللبناني والإيراني، ولا سيما أن إيران حكومة وشعباً لطالما كانت إلى جانب اللبنانيين، وهذا امر لا يمكن أن ينساه اللبنانيون.‏

وأبدى المصدر القيادي ارتياحه لأجواء المحادثات مع مختلف المسؤولين الإيرانيين، وخصوصاً أنها كانت متطابقة في تقويم الأحداث وانعكاساتها على لبنان واستشراف آفاق المستقبل، وأخطار المشروع الأميركي الصهيوني الذي يعمل للسيطرة على المنطقة.‏

وعاد الوفد بانطباع راسخ بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجدد شبابها ونشاطها بشكل أقوى من السابق، وأن طهران مصرة على نيل حقوقها كاملة وتحصين سيادتها في إطار القانون الدولي والمعاهدات الدولية، وقد ظهر بشكل واضح تماسك وإجماع وطني على الثوابت الإيرانية في نيل هذه الحقوق غير منقوصة.‏

ولفت المصدر القيادي الى أن الجمهورية بدت أقوى على مختلف المستويات الاستراتيجية، وخصوصاً أنها تقدم نموذجاً للاستقلال الحقيقي من خلال بناء قدرات تنموية وحضارية وسياسية واستراتيجية ذاتية على الرغم من كل محاولات الحصار والتضييق عليها، وهذه القدرات تعتمد على الطاقات الحية للشعب الإيراني واستثماره لموارده بما يخدم أهل هذا البلد خارج التبعية أو أي هيمنة خارجية لا سيما من قبل الولايات المتحدة الأميركية.‏

وأضاف "إن بناء القدرات الذاتية يقوم في إطار تقديم نموذج حقيقي لديمقراطية غير مستوردة من الخارج، ولا تخضع لإملاءات الخارج في ظل إجماع وطني محتضن بشكل أساسي من قبل قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي بحكمة وتوازن تفسح للمصلحة الوطنية بأن تكون فوق كل التنوعات الداخلية، وتسمح للشعب الإيراني بالمحافظة على حقوقه كاملة.‏

وسمع الوفد تقديراً إيرانياً عالياً لما قام به اللبنانيون سواء لناحية إجراء الانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة، وأثبتوا أن لديهم امكانات كبيرة تقودهم إلى الطريق الصحيح".‏

ونقل المصدر القيادي تقديراً عالياً للإمام الخامنئي لسلوك حزب الله الجهادي وحنكته السياسية، متوقفاً عند جودة الأداء العسكري والحفاظ على المقاومة، وقدرة الحزب على التعاطي مع الأحداث ومختلف الشرائح والأطراف السياسية على الساحة اللبنانية، لا سيما في الفترة الماضية التي ترجمت انتصاراً مهماً في الانتخابات النيابية الأخيرة، وهو ما يجعل من حزب الله نموذجاً سياسياً حضارياً راقياً بروح وطنية عالية.‏

وأضاف المصدر القيادي "أن أجواء المحادثات مع مختلف المسؤولين في القيادة الإيرانية أكدت أن الموقف الأميركي بات ضعيفاً، وأن واشنطن اقتربت من مرحلة اللاخيار في المنطقة نتيجة عوامل عدة، منها سلوك حزب الله في لبنان، وفوزه في الانتخابات النيابية، والانتخابات الرئاسية في إيران، ومشاركة الشعب الإيراني الفعالة، وطريقة التعامل الإيراني مع الملف النووي، إضافة إلى التعاطي الإيراني مع الملف العراقي"، لذا ـ يتابع المصدر ـ "واشنطن حاولت التقدم في لبنان وفلسطين، وهي في جزء منها محاولة لترميم الفشل في العراق".‏

سعد حمية‏

2006-10-30