ارشيف من : 2005-2008
خطة سير جديدة لمدينة بعلبك لتخفيف الازدحام:تنظيم المداخل والمخارج لتنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية
الانتقاد/العدد 1116 ـ 1ـ تموز/يوليو 2005
عند المدخل الرئيس لمدينة بعلبك، وتحديداً مقابل فندق بالميرا حيث يواجه الآثارات التاريخية لمدينة بعلبك، طالما كان الداخل إلى المدينة يشعر بأنه في عنق زجاجة نتيجة الازدحام وضيق الطريق المؤدي إلى الشوارع الداخلية.
هذا المشهد بات من الماضي بعد إعداد بلدية بعلبك خطة سير جديدة في المدينة لتخفيف الازدحام، خصوصاً في الفترات التي تشهد فيها المدينة انطلاق فعاليات المهرجانات الدولية في قلعة بعلبك، والتي تتزامن مع انطلاق مهرجان التسوق والسياحة الذي تنظمه نقابة أصحاب المحال والمؤسسات التجارية في البقاع.
هذا العام بدأت البلدية خطة سير جديدة لتخفيف الازدحام الخانق عن المدينة، حيث حددت الدخول من بعض المداخل الرئيسة والخروج من مداخل أخرى، أو تخصيص اتجاه واحد للسير في الشوارع الرئيسية، أو تخصيص مسارات معينة تسلكها "الفان"ات و"الميني باص" وفي أوقات محددة.. إضافة إلى تحديد نقاط معينة يمنع التوقف فيها، أو يقتصر على "توقف لحظة".
البلدية أرادت من هذه الخطة إظهار الطابع الحضاري للمدينة، مع المحافظة على واقعها التجاري وتسهيل الوصول بأيسر قدر ممكن من الوقت إلى المتنزهات المنتشرة في محيط رأس العين، وبالتالي تنشيط الحركة السياحية فيها بالتعاون مع اتحاد الولاء ونقابات النقل والمواصلات ونقابة سائقي السيارات و"الميني باص" ومالكيها في بعلبك ـ الهرمل.
وإضافة إلى تحديد المداخل والمخارج وتحديد خطوط السير، عمدت البلدية إلى إنشاء موقف جديد للفانات في دورس بدل الموقف القديم عند المدخل قرب الآثارات.
رئيس بلدية بعلبك محسن الجمال قال إن الخطة أُقرت بعد دراسات واستشارات مع أصحاب الرأي والخبرة، سواء من المجتمع الأهلي أو من رجال الشرطة القدامى أو المهندسين في البلدية. ورأى أنه بموجب هذه الخطة لا بد من أن يزول منظر تجمع "الفان"ات أمام القلعة وفندق بالميرا.
ورعى بدء العمل بالخطة وزير الزراعة والعمل الدكتور طراد حمادة، مثنياً على الجهود المبذولة لنجاحها.. وتمنى سدّ الثغرات وتوسيعها لتطال كل شوارع المدينة.
وقال مهندس البلدية ومسؤول تنمية الخدمات الاجتماعية والاقتصادية في مشروع الإرث الثقافي والتنمية المدينية المهندس طارق وهبة: إن الهدف الرئيس من خطة السير الجديدة، هو محاولة إيجاد مداخل حقيقية للمدينة تسهل العملية الاقتصادية والاجتماعية. وأشار إلى أن هناك بعض الثغرات التي يُعمل على حلها، ومنها انعدام وجود المواقف الكبيرة.
وأكد أن هذه الخطة "مرحلة أولى من خطة كبيرة تشمل واحداً وستين طريقاً وتقاطع طريق، وما نُفذ لا يتعدى واحداً وعشرين طريقاً". وأضاف: "بدأ العمل بهذه الخطة منذ تشرين الأول/ أكتوبر العام 2004، حيث شكلت لجنة من البلدية تواصلت مع قائمقام بعلبك وسرية الدرك والتجار وعدد من الجمعيات، وجرت دراسة الخطة ليكون الجميع شركاء فيها بعد التواصل معهم.. واعتُمدت الخطة التي قدمها الاستشاري في مشروع الإرث الثقافي الذي يعتبر جزءاً من تنظيم السير في مدينة بعلبك.
وطالب وهبة وزارة الداخلية بزيادة شرطة سير بعلبك الذين يبلغ عددهم حالياً سبعة أفراد، مشيراً إلى أن الخطة تستلزم على الأقل ثلاثين شرطياً، على أن يخفض العدد تدريجياً ليصل إلى عشرة.
وأوضح وهبة خارطة الدخول إلى المدينة، موضحاً أن هناك اتفاقاً بن البلدية ونقابة مالكي "الفان"ات ونقابة سائقي السيارات على أن ينظموا طريقة الدخول من دون تدخل البلدية، بشرط أن لا يتعارض مسار "الفان" مع مسار السيارات الخصوصية، بحيث يبعد دخول "الفان" على خط الضغط الرئيس لكي لا يسبب عجقة سير أخرى. وارتأى أن لا يدخل أي "فان" عمومي ابتداءً من ساحة السيدة خولة (ع) ويتجه صعوداً باتجاه ثكنة الشيخ عبد الله وصولاً إلى ساحة السراي. وأشار إلى أن هناك ثلاثة مواقف رئيسية لـ"الفانات" في المدينة.
ولاقت هذه الخطة استحسان أهالي المدينة، ولاحظ بعض المواطنين والسائقين ثغرات في الخطة أُبلغت إلى البلدية التي قال مصدر فيها إن البلدية ستأخذها بعين الاعتبار، وستعمل على حلّها.
وأورد بعض المواطنين ملاحظات عدة منها:
ـ عدم الترويج لهذه الخطة إعلامياً وعدم إعلام المواطنين بأماكن المواقف وانتقالهم.
ـ عدم وجود مواقف للركاب في أماكن متفرقة يجتمع فيها ركاب مناطق معينة، فيكون موقف لحظة.
من ناحيته أبدى رئيس اتحاد الولاء عبد الله حمادة خلال الاحتفال لمناسبة بدء العمل بخطة السير الجديدة، تأكيده منع دخول أو خروج الباصات العمومية إلا بموجب إذن دخول من السادسة صباحاً حتى الثامنة مساءً. فيما دعا رئيس نقابة السائقين محمد الفوعاني السائقين إلى التزام الخطة لإعطاء الطابع المنظم والحضاري لمدينة بعلبك.
عصام البستاني
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018