ارشيف من : 2005-2008
مؤتمر "العمل البلدي والتنمية" في بعلبك ـ الهرمل: جديّة لمتابعة التوصيات ولجنة تجتمع دورياً مع النواب للمتابعة
الانتقاد/ محليات ـ العدد 1139ـ 9/12/2005
لم يكن مؤتمر "العمل البلدي والتنمية" في بعلبك الذي نظمته لجنة العمل البلدي في حزب الله بالتعاون مع مركز تنمية الموارد، مؤتمراً عادياً يقتصر على تقديم المداخلات والنقاش الذي لا يبرح مكانه، إنما كان محاولة جدية لوضع النقاط على الحروف في العمل البلدي التنموي.
المؤتمر الذي امتد على مدى يومين من الكلمات والمداخلات برعاية رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ممثلاً بوزير العمل طراد حمادة، طرح تساؤلات مهمة لطالما بحث فيها المعنيون، لعل أهمها مدى تآلف الصلاحيات المعطاة للبلديات من جهة مع الإمكانيات والموارد المتاحة لها من جهة أخرى، حتى تتمكن من القيام بأعباء التنمية كما يجب، وكما هو مفترض.
مشاركون في المؤتمر قالوا إنه لم يكن من أهداف المؤتمر معرفة ماهية التنمية، ولكن ما هو مقدار مساهمة العمل البلدي في التنمية؟ وما هي قدراته في هذا المجال؟ وهل يستطيع العمل البلدي بمشاريعه المتواضعة أن يعوض نقص الرؤية في التوجه الاقتصادي؟ ولمن تبنى المشاريع إذا كان الرزق مفتقداً في المناطق الريفية والفقيرة، بينما هو متاح في مناطق أخرى يرحل إليها المواطن؟!
ويشير هؤلاء المشاركون إلى أن النقاشات أدركت بمجملها أن أهم المعوقات التي تعترض مسيرة التنمية في منطقة بعلبك ـ الهرمل تكمن في التراكم الكبير للإهمال، وما نتج عنه من تراكم أكبر للحاجات على مختلف الصعد وفي كل القطاعات.
ولقد شدد المشاركون "على ضرورة تطبيق اللامركزية وإعادة النظر بصلاحيات المجالس البلدية، وأقروا بأن مواجهة هذه التحديات من قبل كل بلدية بمفردها هو تشتيت للقدرات وهدر للموارد من دون طائل".
من جهته أكد مسؤول لجنة العمل البلدي لحزب الله في البقاع قاسم فرج أهمية أعمال المؤتمر، مشيراً إلى أن الهدف منه هو "كيفية الاستفادة من المشاريع التنموية عبر الوزارات ومجلس الإنماء والإعمار والمؤسسات الدولية والجهات المانحة أوروبياً".
ويرى فرج أن كل المقررات قابلة للتنفيذ إذا ما جرت متابعة حقيقية. ويشير إلى أنه قد تشكلت لجنة من العمل البلدي والنواب ورؤساء البلديات والجمعيات لمتابعة التوصيات عبر الوزارات المختلفة والجهات المانحة.
ويتابع فرج: "هناك آلية وخطة لمتابعة تنفيذ المقررات عبر لقاءات دورية للجنة مع النواب، وقد أبدى جميع المشاركين استعدادهم للتعاون والمشاركة في إنجاح وتحصيل ما أقره المؤتمر من توصيات".
أما عن مشكلة التمويل التي لطالما عطلت المشاريع المنوي إجراؤها، والتذرع المستمر بالوضع المالي للدولة، قال فرج: "إن كل المشاريع ممولة من الخارج وهناك قروض وهبات، وليس هناك عراقيل مالية أو ضغوط على الخزينة في كل ما أقره المؤتمر".
توصيات المؤتمر
خرج مؤتمر العمل البلدي لتنمية بعلبك ـ الهرمل بتوصيات على مرحلتين: الأولى بحثت موضوع الخطط الداخلية والمناطقية، والخطط الرسمية للمشاريع الإنمائية. والثانية موضوع الخطط المبرمجة للتنمية المحلية وتجارب بلديات لبنانية (تجربة بلدية عالية وتجربة بلدية الهرمل).
وجاءت التوصيات على الشكل التالي:
أ ـ توصيات اليوم الأول:
1 ـ تعزيز دور الإعلام والإعلاميين في التنمية.
2 ـ سعي البلديات للانضمام إلى شبكات المدن الإقليمية والدولية.
3 ـ السعي للاستفادة من هبات ومساعدات المنظمات الدولية المانحة.
4 ـ أن تضع البلديات برامج وخططا لها.
5 ـ السعي لإقرار اللامركزية الإدارية وتعزيز دور البلديات.
6 ـ الاستفادة من القدرات والكفاءات البشرية في المجتمع المحلي.
7 ـ إنشاء مكاتب تقنية في البلدية أو في اتحادات البلديات.
8 ـ دعم وتطوير تجربة الهيئات الأهلية ومساعدتها.
9 ـ تحرير الأراضي.
10 ـ التواصل بين الجمعيات والبلديات والنواب.
11 ـ تسويق المنتجات الزراعية والحرفية للجمعيات.
12 ـ تطوير قوانين البلديات.
13 ـ إعادة برنامج التنمية للأمم المتحدة إلى المنطقة وبإدارة محلية.
14 ـ تنمية القدرات البشرية في المنطقة عبر الدورات وورش العمل والمطبوعات وغيرها.
15 ـ إنشاء تعاونيات تعنى بزراعة وتصريف الورد.
ب ـ توصيات اليوم الثاني:
1 ـ إنشاء معهد للتدريب على العمل البلدي وقانون البلديات.
2 ـ إقامة ورش عمل من قبل وزارة الداخلية والبلديات لرؤساء وأعضاء المجالس
البلدية.
3 ـ دراسة تجارب البلديات الناجحة للاستفادة من خبراتها، مثال بلدية الهرمل.
4 ـ تشكيل لجان محلية تخصصية مصغرة (لجنة المهندسين، لجنة المحامين ولجان الأحياء الشعبية) لمساندة البلدية.
5 ـ دعم المكتبات العامة والمساعدة على إنشائها.
6 ـ تشجيع السياحة الثقافية والبيئية.
7 ـ الحفاظ على الأبنية التراثية وترميمها.
8 ـ إشراك المجتمع المحلي في عملية التنمية (مواطنين وهيئات أهلية).
9 ـ تشجيع البناء في المناطق الجبلية للاستفادة من المناطق السهلية.
عصام البستاني
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018