ارشيف من : 2005-2008

الخبير في القانون الدولي د. شفيق المصري لـ"الانتقاد": التهديدات الإسرائيلية باغتيال قادة المقاومة مخالفة للقانون الدولي

الخبير في القانون الدولي د. شفيق المصري لـ"الانتقاد": التهديدات الإسرائيلية باغتيال قادة المقاومة مخالفة للقانون الدولي

الانتقاد/ محليات ـ العدد 1139ـ 9/12/2005‏

التهديدات الإسرائيلية لقادة المقاومة الإسلامية باغتيالهم مخالفة للقانون الدولي وتعد انتهاكاً خطيراً للمعاهدات والمواثيق الإنسانية.. وهذه التهديدات ليست الأولى من نوعها، إذ لطالما اعتمد العدو سياسة الاغتيالات خلال احتلاله جنوب لبنان أو في فلسطين المحتلة لتصفية قادة الانتفاضة.‏

والتهديد الأخير هو نموذج جديد عن مدى استخفاف الكيان الإسرائيلي بالقانون الدولي، ومن ورائه المجتمع الدولي الذي يبدو مهتماً إلى أقصى الحدود بأمن "إسرائيل"، لدرجة أن انتهاكاتها القوانين الدولية لا يرى منها شيئاً، بدءاً من الخروق المستمرة للسيادة اللبنانية وخطف المواطنين في البحر أو البر، أو القصف بالقذائف المحرمة دولياً أو ارتكاب المجازر أو التهديد بالاغتيال.‏

ودعوة أحد أعضاء الكنيست الصهيوني صراحة الى العودة لسياسة الاغتيالات في لبنان لم تستفز الساسة اللبنانيين وأصحاب السيادة، وكأن شيئاً لم يكن، ومرّ خبر "التهديد" مروراً عابراً لم يتوقف عنده أحد لا تعليقاً ولا تحركاً، حتى على الصعيد الرسمي، واقتصر التعليق على من يعنيهم الأمر وحدهم!‏

مخالفة هذه التهديدات للقانون الدولي أكدها أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية الدكتور شفيق المصري، وهو يبدأ أولاً من مشروعية المقاومة التي يعترف بها القانون الدولي صراحة من أجل رفع الاحتلال وتقرير المصير.. ويتابع: "إذاً المقاومة طبيعتها مشروعة ما دام هناك أراضٍ محتلة، وللشعب الحق في أن يستخدم كل الوسائل، بما فيها الكفاح المسلح، لأجل طرد المحتل وتحرير الأرض".‏

وقال: "إن سياسة الاغتيالات التي أُعلنت على لسان أحد السياسيين الإسرائيليين، هي أمر مخالف للقانون الدولي، لأنها تخالف أولاً القانون الإنساني الدولي، وثانياً تشكل تعهداً مسبقاً بارتكاب جريمة أو جرائم بحق أشخاص ليس لهم علاقة أو تورط مباشر بأي صراع عسكري. وحتى لو كان هناك صراع عسكري، فإن الشخص المعني أو الأشخاص المعنيين لا يجوز اغتيالهم بالسياسة المعلنة، لأن اتفاقيات جنيف ـ لا سيما في البابين الثالث والرابع منها ـ تحظر القيام بأفعال كهذه.. هذا الأمر على مستوى الأشخاص، فكيف الحال إذا جاء الإعلان من أحد المسؤولين في حكومة ما، يدعو إلى اغتيال أشخاص من دون أي مبرر! علماً بأن سياسة الاغتيال أصلا غير مبررة في القانون الدولي".‏

ويؤكد المصري أن التهديدات بالاغتيال يمكن مواجهتها في المحافل الدولية، وهذه المواجهة تجري عبر قنوات ثلاث:‏

أولاً: سلوك قناة الصليب الأحمر الدولي، وهي المؤسسة المؤتمنة على حسن تطبيق اتفاقيات جنيف، باعتبار أن هذا الإعلان ـ الاغتيال ـ يشكل تهديداً مباشراً، وهو تعرض معلن لسلامة الأشخاص.‏

ثانياً: سلوك قناة مجلس الأمن أو الأمم المتحدة من خلال تدوين الحكومة اللبنانية رسالة تقدّم عبر "اليونيفيل" وتعرض سلامة الأشخاص.‏

ثالثاً: تقديم شكوى تكون بمثابة علم وخبر للمنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان، أو المنظمات غير الحكومية، تعلن فيها عن دعوة الحكومة الإسرائيلية الى القيام بهذه الاغتيالات.‏

ويغمز المصري من قناة الحكومة "التي يبدو أنها لم تستجب لمثل هذه التهديدات" بالعمل على توثيق هذه التهديدات وتقديمها إلى المحافل الدولية قطعاً للطريق أمام أي عدوان قد يلجأ إليه العدو الإسرائيلي.‏

ويخلص إلى القول: في المبدأ يجب أن لا تُترك مثل هذه الدعوات من دون توثيق على سبيل الإشعار المسبق، وهناك مآخذ كثيرة على السلطة الرسمية، وهذه واحدة منها.. وربما هذه الأقوال لا ترتبط بتنفيذ، ولكن مجرد إطلاقها مخالف للقانون الدولي وللضوابط التي تزعم الأمم المتحدة حفظها.‏

حزب الله‏

وكان حزب الله قد رد على دعوة أحد أعضاء الكنيست الصهيوني الى العودة لاتباع سياسة اغتيال المسؤولين القادة في المقاومة الإسلامية.‏

وقال في بيان له: "هذه السياسة تؤكد مجدداً هوية العدو الإجرامية التي تضع القتل والاغتيال والإرهاب والترويع جزءاً من ممارستها اليومية، وسلوكها الذي يرقى إلى إرهاب الدولة".‏

واعتبر "أن هذه التصريحات تكشف بدورها أن تحليق الطائرات المروحية في سماء الجنوب ووصول الزوارق الحربية إلى مناطق بعيدة في عمق الساحل، إنما تندرج في إطار التحضير المتواصل لعمليات اغتيال محتملة".‏

وختم البيان مؤكداً أن المس بأي من الإخوة المقاومين أو أي من المواطنين اللبنانيين هو اعتداء سافر لن يسكت عنه، وسوف يقابل برد قاسٍ وعنيف".‏

حسين عواد‏

2006-10-30