ارشيف من : 2005-2008
انعدام الثقة
الانتقاد/ مجرد كلمة ـ العدد 1139ـ 9/12/2005
مرة أخرى يحبس اللبنانيون أنفاسهم بانتظار صدور تقرير ميليس الثاني في الخامس عشر من الشهر الحالي.
أسئلة تتجدد ومخاوف تتراكم.. ماذا سيتضمن التقرير؟ هل ستهدم بعض الوقائع في التقرير الأول؟ ما الوقائع الجديدة؟ وما هي الاستنتاجات الجديدة؟ ما هو تأثير التقرير الجديد على الساحة المحلية؟ ما هو تأثيره على العلاقة مع سوريا؟ كيف سيتعاطى هذا الفريق أو ذاك مع المعطيات الجديدة إذا كان هناك من جديد؟
هذه الأسئلة ربما تبقى من دون إجابة حتى بعد صدور تقرير ميليس، وهذا من شأنه إبقاء اللبنانيين في مرحلة انتظار جديدة تمتد ستة أشهر جديدة، وبعدها تتجدد دوّامة الأسئلة..
ربما من السذاجة القول إن المرحلة المقبلة ستكون بسيطة، فالتطورات المتلاحقة تزيد التعقيدات في ظل التجاذبات التي تشهدها الساحة المحلية، ومحاولة البعض نبش القضايا الخلافية ومراكمتها، وكأن المقصود إبقاء أجواء القلق أطول فترة ممكنة لإشاعة أجواء انعدام الثقة بين اللبنانيين.
نظرة واحدة إلى الواقع اللبناني تكفي لملاحظة هذا الأمر.. ما يحتاجه اللبنانيون في هذه المرحلة رؤية مستقبلية واضحة المعالم، تضع أسساً متينة لبناء وطن حقيقي ينشده جميع اللبنانيين، وهذا يقتضي المبادرة التي لطالما تميز بها اللبنانيون.
لم يعد الانتظار والتأجيل مريحاً، فالمواطن ينتظر الإقدام للشروع في بناء المستقبل، في وطن قدّم من أجله الغالي والنفيس ليعيش عزيزاً كريماً.. لماذا دائماً التركيز على المواضيع الخلافية والملفات المعقدة وتقاذفها، بينما هناك الكثير من نقاط الالتقاء التي يمكن أن تؤسس وتمهد الطريق للخروج من الأزمات؟!
بالتأكيد الأزمة الحالية ليست الأولى، وهي لن توهن عزيمة اللبنانيين، وكما جرى تجاوز الأزمات السابقة في الماضي، الأمل يبقى معقوداً على إمكانية تجاوز المحنة ومغادرة مرحلة التساؤل إلى تقديم الإجابات الواضحة التي تزيل اللبس وانعدام الثقة.
سعد حميه
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018