ارشيف من : 2005-2008

الفيلتمانيون!

الفيلتمانيون!

الانتقاد/مجرد كلمة ـ العدد 1141 ـ 23 كانون الاول/ ديسمبر 2005‏

السفير الأميركي جيفري فيلتمان غائب عن بيروت ولكن شياطينه حاضرة بقوة في دقائق وتفاصيل مجريات الحياة السياسية اللبنانية البالغة التعقيد، خصوصاً في ظل احتدام السجال السياسي مجدداً. وعلى الرغم من وجوده في واشنطن في مهمة لتقويم الوضع في المنطقة ومنها لبنان، إلا أن تسريب "النصائح" عنه لم يتوقف، وجاء نفي الحديث عن "ترميم الحكومة وعدم الإصغاء لمطالب الوزراء المعتكفين" خارج السياق المعروف عن أداء الرجل وإدارته في واشنطن.‏

ربما حاول الكثير من اللبنانيين تصديق الرجل على خلاف العادة، لكنهم لم يستطيعوا إلا أن يصدقوا الخبر، وينسفوا النفي لأسباب عدة أهمها أن هذه هي وظيفته الأساسية منذ أن تولى مهامه في بيروت.‏

ولعل السبب الثاني أن "الفيلتمانيين" في لبنان سبق لهم أن أعلنوا هذا الموقف، ورددوه عن ظهر قلب طوال الأسبوع الماضي في اللقاءات "البريستولية"، وعلى شاشات التلفزة التي تستدعى خصوصاً لتكرار هذه المواقف رداً على أسئلة متفق عليها تتعلق بالوضع الحكومي والاعتكاف، وتقديم قراءات "دستورية" واجتهادات قانونية تتسم بالبرودة الشديدة انسجاماً مع البيئة الطبيعية التي ينطلق منها!‏

"الفيلتمانيون" ذاتهم أعلنوا حالة الاستنفار الشامل وقطعوا برامجهم العادية لمتابعة المشاورات والاتصالات مع المرجعيات الأخرى للتصدي لمحاولات "تعطيل العمل الحكومي"، ودعوا الوزراء المعتكفين أكثر من مرة "ليعودوا إلى طاولة مجلس الوزراء ويطرحوا المشاكل هناك"، وأن يعودوا إلى "الإجماع" الوطني ويكونوا مع لبنان!‏

"الفيلتمانيون" أيضاً ضاق صدرهم من الضعف الذي يعانيه الفريق الحاكم، و"هذا أمر غير مقبول"، وتارة أخرى "هذا أمر مرفوض"، ومع ذلك يدعون إلى الحوار، ولكن وفق شروطهم!‏

وهؤلاء "الفيلتمانيون" لا يرون أن هناك تدخلاً أميركياً في الشؤون اللبنانية، و"جولات السفراء على القيادات السياسية أمر طبيعي جداً لينقلوا تقارير صحيحة عن الأوضاع في البلاد المعتمدين لديها".‏

الفيلتمانوين يقولون ان سفراء الوصاية الدولية يقومون بوظيفتهم ... وبلادهم تدعمنا! ألم يدعمونا في "انتفاضة الأرز" سابقاً و"انتفاضة الحرية" حالياً!‏

سعد حميه‏

2006-10-30