ارشيف من : 2005-2008
الوزير طراد حمادة لـ"الانتقاد": نريد حواراً جدياً يدرس الأحداث السابقة ويؤسس لمشاركة فعلية داخل الحكومة
الانتقاد/ لبنانيات ـ العدد 1140ـ 16/12/2005
حركة اتصالات ومشاورات كثيفة شهدتها الساحة اللبنانية عقب انسحاب وزراء حزب الله وحركة أمل من جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، الذي تحول فيما بعد إلى اعتكاف بانتظار حدوث جديد. ويبدو أن المراوحة هي السمة الحالية التي تحكم المواقف، فيما تنتظر قيادتا حزب الله وحركة أمل تبلور مواقف جديدة للأغلبية لتجاوز الإشكال الأخير.
وزير العمل طراد حمادة أشار إلى حصول اتصالات بين قيادتي حزب الله وحركة أمل وقيادة المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وبقية الأطراف المشاركة في الحكومة وقال: "نحن منفتحون على الحوار، ونريد حواراً جدياً يدرس الأحداث السابقة ويؤسس لمشاركة فعلية داخل الحكومة، وأن يكون هذا الحوار لمصلحة لبنان".
وجزم في حديث لـ"الانتقاد" بأن الحوار في الوقت الحاضر لم يصل بعد إلى نتائجه المرجوّة، و"يمكننا القول إننا ما زلنا في الحكومة، إنما نحن معلقون نشاطنا".. من دون أن يستبعد حصول نتائج لاحقاً، مشيراً إلى أن هذا الأمر يعتمد على الأطراف الأخرى.
وتمنى حمادة أن يخلق الاعتكاف صدمة إيجابية لتوليد يقظة وطنية، ولتأكيد الوفاق الوطني، وأن يعود الأطراف جميعهم إلى الحوار للوصول إلى مخارج تؤسس لمشاركة حقيقية في المستقبل، ولوضع شعارات السيادة والحرية والاستقلال موضع التنفيذ، لا أن تبقى مجرد شعارات في إطار الترويج الشعبي فترة زمنية قصيرة ثم تفقد حيويتها".
وحمّل الوزير حمادة "الأغلبية" مسؤولية ما حدث في الجلسة الأخيرة، معتبراً أن موضوع المحكمة الدولية يلزمه اتفاق وطني، و"نحن نعتبر أن أصل معاناة لبنان هو التدخل الدولي، فكيف نريد أن نعالج هذا الداء بهذا الدواء؟ نحن نريد أن نعالج مشاكلنا بالدواء الشافي، وهو الوحدة الوطنية والتضامن والعمل بقواعد اتفاق الطائف، وأصول المشاركة في الحكم والحكومة، لذلك وجدنا فعلاً أننا لا نستطيع أن نمضي في خيار كهذا، وقررنا تعليق المشاركة في أعمال الحكومة".
وأشار حمادة إلى أن الوزراء الخمسة بانتظار أن تبادر "الأغلبية" إلى الحوار مع القيادات السياسية في حزب الله وحركة أمل"، و"أن قيادتنا الحكيمة منفتحة على كل أشكال الحوار، لأنها مؤمنة وملتزمة بمصالح العباد والبلاد". مشدداً على الحوار الحقيقي بين جميع الأطراف، لأن طرفاً واحداً لا يستطيع أن يقيم حواراً فاعلاً.
وقال: "نحن ننتظر هذا الحوار، وسنصبر حتى يقتنع الطرف الآخر بضرورته، خصوصاً أن أوضاع البلاد لا تتحمل مزيداً من الوقت، لأن المخاطر شديدة، والظروف الصعبة تفرض علينا حواراً وطنياً كبيراً، وموقفاً وطنياً كبيراً".
ورداً على سؤال حول ما يُحكى عن أن جانباً من قوى الأغلبية يحاول أن يساير رئيس المجلس النيابي في محاولة لإيجاد شرخ بين حركة أمل وحزب الله، يقول حمادة: "هذه أنشودة لا تجد عندنا آذاناً تسمعها، فالتضامن بين حركة أمل وحزب الله والوحدة بينهما تتمتع بدرجة كبيرة من القوة والمناعة التي تهدف إلى تحقيق مصلحة لبنان.. وهذه الكتابات الصحافية هي مجرد أضغاث أحلام".
حسين عواد
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018