ارشيف من :أخبار لبنانية
خاص الانتقاد.نت: لمن خانته الذاكرة.. السيد هو السيد والوعد الصادق..صادق

يبدو ان الذاكرة باتت تخون الكثرين في هذا البلد، وربما هي بالاصل "خائنة" كمن خانتهم.. لذا لا بد من التذكير مجدداً بما قاله الامين العام لحزب الله يوم "إنجاز الله على أيدينا" بعد عملية خلة وردة..حيث أكد سماحته أن عملية أسر الجنديين الإسرائليين كانت بهدف المبادلة مع الأسرى اللبنانيين، وأن لا نية لدى حزب الله لتصعيد الأوضاع وأخذ المنطقة إلى الحرب.
وشدد على أن الجنديين في مكان آمن وبعيد وبعيد، ولا يمكن لأي عملية عسكرية أن تعيدهما.
واستهل المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد ظهر (12/6/2006) وتناول فيه التطورات الأمنية في الجنوب وعملية الوعد الصادق، بالتوجه إلى "المجاهدين الابطال الذين وفوا اليوم بالوعد", قائلاً "لذلك، سميت عمليتهم النوعية بعملية الوعد الصادق. اتوجه بالشكر وأقبل جباههم وأيديهم, ببركة هذه الجباه المرفوعة وهذه الزنود السمراء, سوف تبقى كل جباهنا مرفوعة, ولن يبقى قيد في زند أسير في سجون الاحتلال".
أضاف: "اليوم كان يوم الوفاء لسمير قنطار, يحي سكاف, ونسيم نسر وكل الاخوة وكل المعتقلين وكل الاسرى في سجون الاحتلال, ويجب أيضا أن أعبر عن تقديري وشكري لكل اللبنانيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين، وكل الذين عبروا عن فرحتهم وسعادتهم وتأييدهم سواء أكانوا قيادات أم مرجعيات أم احزاب أم قوى أم شخصيات أم علماء أم الناس الطيبيين العاديين الذين نزلوا الى الشوارع وعبروا على طريقتهم، لهؤلاء جميعا الشكر والتقدير, وبالاخص، لاهلنا في جنوب لبنان وفي القرى الامامية الذين ما زالوا حتى هذه اللحظة صامدين, مطمئنين واقوياء، على عكس ما يشيعه بعض وسائل الاعلام عن حال نزوح كبيرة, وهذا غير صحيح".
وتابع: "نبدأ من العملية, ولن أتحدث عن الشؤون الميدانية، وهذا أمر تتكفل به المقاومة الميدانية, وصدر حتى الان عدد من البيانات, والمقاومة اعلنت اسر جنديين اسرائيليين. وبطبيعة الحال، نحن نعطي كل تفسير في وقته, ولكن متى؟ وكيف؟ واين؟. الاسرائيليون اعترفوا ايضا ان هناك جنديين اسرائيليين قد أسرا. يبدو في المواجهة الاولى أنه وقع عدد من قتلى جنود الاحتلال، لكن الآن الحديث عن 7 قتلى. إن التوغل لم يحصل الا في نقطة واحدة، وهي من موقع الراهب الواقع غرب عيتا الشعب, حيث تقدمت دبابة اسرائيلية وتم تدميرها, وطاقمها بين قتيل وجريح. وقبل ساعات، كان العدو الاسرائيلي وبوسائط متعددة يطلب وقف اطلاق النار في هذه البقعة لسحب قتلاه وجرحاه. ونحن قلنا وقف اطلاق نار شامل لا وقف اطلاق نار في نقطة, أي أنا أعطيك وقف اطلاق النار وانت تقصف الجسور عندنا, هذا غير منطقي".
وقال سماحته: "ليس صحيحا أن توغلا قد حصل في الاراضي اللبنانية وفقا لما اعلن بعض وسائل الاعلام, لدرجة اننا كدنا نعتقد أن العدو وصل الى بيروت، ونحن لا نعلم. وفي اول توغل اسرائيلي في الاراضي اللبنانية تم تدمير الدبابة وطاقمها, ولا يوجد توغل اسرائيلي حتى الان. هذه صورة مختصرة عن الواقع الميداني". وأكد أن "الاسيرين الاسرائيليين اصبحا في مكان آمن وبعيد وبعيد جدا. بين ضرب جسر هنا او هناك. العملية حصلت التاسعة وخمس دقائق, وحتى العاشرة والنصف او الحادية عشرة, استفاق الاسرائيلي ليقول "شو القصة شو الحكاية", وبالتالي, من أخذ الاسيرين عند التاسعة وخمس دقائق بإمكانه الوصول بهما الى حيث يريد".

اضاف: "ما جرى اليوم, لا اريد الدخول في نقاش حول حقنا القانوني وحقنا غير القانوني، وما هي الخيارات, بكلمتين بسيطتين على طريقتي في الكلام. هذا حقنا الطبيعي, وهذا هو الطريق الوحيد المنطقي الموجود, لا مجتمع دولي يحرر اسرى ومعتقلين ولا مؤسسات دولية ولا مؤسسات اقليمية ولا حكومات ولا انظمة مع احترامنا لها ولا مفاوضات سياسية بيد خالية. الخيار الطبيعي هو هذه الطريقة والذي عنده طريق اخر لاسترداد الاسرى واطلاق سراحهم من السجون الاسرائيلية فليتفضل ويدلنا عليه, واذا عنده طريق اخر, فلماذا لم يشتغل عليه منذ عشرين سنة الى اليوم ,اذا, الذي قمنا به اليوم هو اولا حقنا الطبيعي ولن ادخل اليوم في نقاش فلسفي ولا قانوني ولا سياسي. ثانيا هو الطريقة الوحيدة المتاحة".
تابع سماحته: "ثانيا: تسليط الاضواء عالميا ودوليا عند اعلى مؤسسات المجتمع الدولي وفي كل وسائل الاعلام العالمي على معاناة الاف المعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب وعائلات هؤلاء المعتقلين, ليرى العالم ان هناك مأساة اسمها عشرة الاف معتقل وعشرة الاف عائلة واذلالا دائما. ما جرى اليوم كما الذي جرى في قطاع غزة يسلط الضوء ويضع العالم كله امام مسؤوليته باتجاه هذه المعاناة, طبعا نحن لم نفاجىء احدا منذ اكثر من عام، اقول, الحد الادنى هذه السنة سنأتي بأسرى, نريد ان نطلق, نريد ان نبادل, نطلق سراح الاسرى المعتقلين, هل هذا صحيح ام لا؟ في اكثر من مناسبة وبعد كل تصريح كان الاسرائيليون يستنفرون على الحدود, وهم اساسا كانوا مستنفرين, وهذا قبل ما جرى في غزة, اذا هذا القرار مأخوذ والمقاومة اعتبرت اولويتها عام 2006 اسر جنود اسرائيليين لاغلاق ملف الاسرى نهائيا, هذه هي الاولوية, نحن التزمنا بالتهدئة على طول الخط رغم كل الظروف التي كانت موجودة, ولكن الاستثناء الوحيد دائما والذي خلال الجلسات الداخلية اخبرت فيه بعض القيادات السياسية الاستثناء الوحيد هو الاسر". وقال: "لا يمكننا تناسي هذه المعاناة, او نتجاهلها او نؤجلها, في أي وقت او اي فرصة يمكن ان يتحقق امكانية اسر فعلية سنقدم دون اي تردد, وهذا ما قمنا به في الحقيقة, هذا اليوم اتت العملية في هذه السياق , طبعا حسب سياقها او توقيتها هي بلا شك تشكل دعما كبيرا, ومساندة كبيرة لاخواننا في فلسطين الذين يقتلون في كل يوم تحت مرأى ومسمع من العالم كله, دون ان ينطق احد بكلمة او ان يحرك ساكنا, كأنه لم يعد في هذا العالم ضمير ولا قيم ولا شرف ولا شهامة ولا شجاعة ولا اخلاق ولا انسانية. اليوم, مجاهدو المقاومة الاسلامية يريدون ان يجددوا هذه القيم في هذه الايام، لكن هذا اتى في سياقه الطبيعي, بقرار مأخوذ قبل احداث غزة حتى لا نعمل تداخلا بين المحلي والاقليمي. اليوم هذه العملية حصلت والاسرى موجودون. "طيب" الاسرائيلي في المقابل حتى الان قام بمجموعة ردود فعل, نحن مارسنا ضبط نفس كبيرا, لكن اي توغل واي تقدم داخل الاراضي اللبنانية كان يقابل بقسوة, وقبل نصف ساعة تم ضرب عدد من المواقع القيادية العسكرية الاسرائيلية كرسالة واضحة, ان ضبط النفس الذي تمارسه المقاومة حتى الان ليست ضعفا ولا ترددا, في رسالة واضحة اننا جاهزون للذهاب بعيدا, لكن ما زلنا نمارس ضبط النفس, ونتصرف كردود فعل محسوبة ومدروسة, ما هو تصورنا؟ ما نقوله نحن باعتبار الاسرائيليين سيجتمعون الساعة السابعة او الثامنة ويقررون كيف سيتعاطون مع التطور الكبير الذي حصل في لبنان". وأردف: "ما نقوله نحن هو التالي , هؤلاء الاسرى الموجودون عندنا لن يعودوا الى الديار الا بوسيلة واحدة, التفاوض غير المباشر والتبادل والسلام , لا احد يستطيع في كل هذا الكون ان يردهم الى ديارهم الا بتفاوض غير مباشر, اذا اراد الاسرائيلي التفكير في اي عمل عسكري اذا كان هدفه استعادة الاسيرين فهو واهم, واهم, واهم حتى ينقطع النفس، لن تستطيع كل اسرائيل وبظهرها العالم كله ان تعيد هذين الاسيرين الى ديارهم المغتصبة. اذا، افق العمل العسكري, اذا كان المطلوب استعادتهم لا يوجد نتيجة, فليعمل ما يريد الاسرائيلي, طبعا, لبنان منذ اللحظة الاولى حكومة وشعبا ومقاومة يتعرض لضغوط شديدة من السفير الاميركي, من مبعوث الامين العام للامم المتحدة، من السفارات الاجنبية تهبيط جدران, قدر ما تشاؤون, التهديد قدر ما تريدون, في العام 2000 واجهنا وضعا مشابها من التهديد ومن التهويل. وفي كل الاحوال, اي عملية عسكرية لن تؤدي الى استعادة هؤلاء الاسرى, هذا الامر محسوم, لا داعي لاشرح وأبين لماذا وانا اعتقد ان جميع الذين يسمعوننا يفهموننا تماما, الوسيلة الوحيدة كما قلت التفاوض غير المباشر وبالتالي التبادل. اذا كان هدف العمل العسكري, اننا نريد ان ندفع لبنان اثمان هذه العملية التي قامت بها المقاومة في الجنوب. في هذه النقطة احب ان اقول كلاما واضحا ودقيقا, انا اعرف حساسية الموقف لبنانيا واسرائيليا وفلسطينيا وعربيا ودوليا, اعرف بالضبط نحن على اي نقطة, او اي موقع نحن موجودون, نحن هدفنا مما جرى عند التاسعة وخمس دقائق صباحا هو اسر جنود اسرائيليين لنبادل بهم , نحن لا نريد التصعيد في الجنوب وهذه ليست نيتنا, لا نريد اخذ لبنان الى حرب, لا نريد اخذ المنطقة الى الحرب, اي مساع للتهدئة, انا لا اطلب التهدئة, المرة الماضية في 27 ايار لم نطلب وقف اطلاق النار من الاسرئيليين, الان هناك مناسبة والعالم يسمعنا, نحن حصل اتصال معنا من قوات الطوارىء الدولية, قالوا هناك مسعى عندنا لوقف اطلاق النار، هل انتم جاهزون؟ قلنا لهم لا مشكلة لدينا, انا لا اطلب وقف اطلاق نار، لكن اي جهة تدخل في مسعى لوقف اطلاق النار, نحن لا مشكلة لدينا, لاننا لا نملك نية التصعيد، ولكن اذا كان العدو الاسرائيلي يريد التصعيد ويفكر على طريقته بأنه سيدفع لبنان اثمانا, نحن جاهزون للمواجهة, والى ابعد ما يمكن ان يتصور هذا العدو ومن يقف خلفه, اليوم الاسرائيليون موجودون في السلطة, اولمرت رئيس وزراء جديد, وزير دفاع جديد, رئيس اركان جديد, انا انصحهم قبل الساعة الثامنة (قبل ان يجتمعوا) ان يسألوا الرؤساء السابقين والوزراء السابقين عن تجربتهم في لبنان. عندما يأتي الواحد ويكون جديدا ممكن ان "ينفش", ولكي لا "ينفشون"، عليهم ان يسألوا ويتأكدوا, ثانيا الذي سمح بعملية اليوم ان تحصل هي المزايدات داخل حكومة العدو اثناء التبادل السابق. في التبادل السابق عندما وصلنا الى اتفاق يخرج بمقتضاه سمير القنطار ويحيى سكاف ونسيم نسر واخرون, المزايدات داخل حكومة العدو والتصويت الذي حصل 12 × 11 ابقى هؤلاء الشباب خارج العملية, المزايدات التي عطلت تلك العملية ادخلتهم اليوم في الوضع العسكري. اليوم انا انصحهم بعدم المزايدة على بعضهم البعض, وليستفيدوا من كل التجارب السابقة, اما بالنسبة لنا فنحن جاهزون ومستعدون اكثر مما يتوقع هذا العدو, ونحن نتهيأ لمثل هذا اليوم منذ منذ اعوام طويلة, منذ 25 - 26 ايار 2000 الناس ذهبت لترتاح, 26 ايار العام 2000 حزب الله يتحضر ليوم قد يفرض فيه على لبنان مواجهة من هذا النوع. لرئيس الاركان اقول, الذي يهدد باعادة لبنان الى ما كان عليه قبل 20 عاما, لبنان هذا الموجود الان غير لبنان قبل 20 عاما, المقاومة غير, الامكانات غير, المعنويات غير, وبالتالي هذا قياس خطأ, انا لا احتاج الى ان اهدد, لانه يمكن الذي يهدد كثيرا يكون لا ينوي ان يشتغل كثيرا, انتم تعرفون حزب الله وصدقيته, "كلمتان ورد غطاهم", الاسرى يرجعون بتفاوض غير مباشر مع تبادل, العالم يريد التهدئة, نحن جاهزون للتهدئة, العالم يريد المواجهة, نحن جاهزون للمواجهة الى ابعد حد, اذا اختاروا المواجهة عليهم ان يتوقعوا المفاجآت نحن لا نخشى من هذه المواجهة ولا نتردد فيها ونذهب اليها بعزم راسخ وايمان قوي ويقيني بالنصر من الله سبحانه وتعالى, وانا اعرف انه معنا في هذه المواجهة كل الصادقين والمخلصين من شعبنا اللبناني وشعوبنا العربية وشعوبنا الاسلامية وكل احرار وشرفاء هذا العالم, ابدا نحن لسنا معزولين, الذي ياخذ جانب العدو هو الذي سيكون معزولا في هذه الامة, الذي يأخذ جانب المقاومة هو الذي سيكون منسجما مع هذه الامة, هذه رسالتي الى العدو, رسالتي الى الداخل, في لبنان ليس الوقت وقت مزايدات او مناقشات وجدل".
وقال: "هذه رسالتي للداخل في لبنان، الآن ليس وقت مزايدات ومناقشات وجدل، أنا لا أطلب من أحد دعم أو مساندة، ولكن أريد أن ألفت نظر اللبنانيين سواء أكانوا رسميين أم غير رسميين، لا أحد يتصرف بطريقة تشجع العدو على لبنان، لا أحد يتحدث بلغة ويتصرف بطريقة يشكل غطاء للعدوان الاسرائيلي على لبنان. الآن الوقت هو وقت تضامن وتعاون لمواجهة هذا الاستحقاق، وبعد ذلك نحن جاهزون لأي نقاش وأي جدل"، محذرا من "ارتكاب أي خطأ يشكل دعما ومساندة للعدوان على لبنان".

أضاف: "هنا، يبرز الاحساس الوطني والمسؤولية الوطنية. نحن تصرفنا بمسؤولية وطنية، قد تناقشني بالصح أو بالخطأ، هذا جيد، ولكن الآن البلد أمام استحقاق، وعلى الجميع أن يتصرف بمسؤولية وطنية". ولفت إلى "أن الحكومة اللبنانية معنية بأن تتصرف بمسؤولية وطنية"، مشيرا إلى أن "هناك اتصالات كثيفة تقول عليكم أن تعيدوا الجنديين الاسرائيليين سالمين وغانمين الآن، وإلا سنواجه أوضاعا صعبة كما يقولون، وجوابي "شو بدهم فوقهم"، هم يطالبون بجنديين علينا أن نردهم لهم ونعتذر منهم، وأمور أخرى إضافة إلى ذلك علينا أن نعطيهم إياها، في أي عالم يعيش هؤلاء؟. الحكومة اللبنانية معنية بالحفاظ على البلد، هذا صح، وجزء من المحافظة على البلد ألا نجعل لبنان مكشوفا أمام العدوان الاسرائيلي. هذه رسالتي للداخل.
أما رسالتي للاخوة الفلسطينيين فمزيد من الصبر والثبات والتحمل. قد يفتح ما حصل اليوم في لبنان باب فرج ومخرج للأزمة الحاصلة في غزة، يعني الاسرائيلي يقول ما بدي فاوض "حماس" لأن العملية صارت في غزة، وفي العادة يقول كلا أولا، ثم نعم، وبعد جمعة وسنة، في النهاية ستقول تفضلوا لنفاوض. قد يكون أحد المخارج هو ان واحد زائد اثنين صاروا ثلاثة، تفضلوا لنتفاوض". وقال: "لا مانع لدينا من مسعى مشترك لبناني - فلسطيني للخروج من كل هذه الأزمة التي دخلت بها المنطقة بسبب الاحتلال والعدوان الاسرائيلي والاحتجاز الوحشي وغير الانساني الاسرائيلي لعشرة آلاف معتقل فلسطيني في السجون الاسرائيلية. في فلسطين هناك ثبات، وفي لبنان يوجد ثبات، إن شاء الله، نستطيع أن نتجاوز كل هذه المحصلة". ودعا وسائل الإعلام إلى "ان تتصرف بمسؤولية وألا تخدم بإعلامها العدو، لا بإشاعة مناخ من الارهاب والتخويف والاحباط خدمة لاسرائيل. لأن نقل الوقائع غير الصحيحة تكون خدمة لاسرائيل. وبالنسبة إلى المقاومة، لا اسرائيل تخفيها ولا الاعلام الذي ينقل عن الاسرائيلي. لكن على وسائل الإعلام أن تتحمل مسؤولية على هذا الصعيد، وتراعي معنويات الناس خصوصا في الجنوب. كنت على اتصال دائم مع اخواننا في القرى الأمامية أسأل عن وضع الناس، الذين كانوا يتصرفون على أساس أنهم في حال نصر كبير وعرس حقيقي، واستعدادهم للتحمل كان كبيرا، كما هو الحال، في داخل فلسطين المحتلة". وأمل "من بعض المحبطين أو ضعاف النفوس ألا يعملوا على نقل حال الإحباط لديهم الى الناس"، مشيرا إلى أن "الوقت الآن ليس وقت تصفية حسابات داخلية، هناك معركة وطنية ومن يريد ان يقوم بتصفية حسابات داخلية سيخسر، والبلد سيخسر. وبذلك، نكون نقدم خدمات إلى العدو. نحن لا نريد ان ندخل سجالا مع احد على المستوى الداخلي، وندعو الجميع الى التصرف بمسؤولية وطنية، ونحن، ان شاءالله، ثابتون وصامدون ومستعدون لكل الاحتمالات. انا لا ابالغ ولا اعطي معنويات، ومعنويات المجاهدين والناس اكبر من اي كلام يمكن ان نقدمه".
وقال: "أختم بنداء، من ارض جنوب لبنان، من ارض فلسطين، من دماء الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين، من دماء الجرحى، والبيوت المهدمة، نداء الى الشعب العراقي، أناشدكم بكل هذه الدماء الزكية التي تسفك في لبنان وفلسطين، من اللبنانيين والفلسطينيين، وبالاخص من الشيعة والسنة، لنقول لكم ايها الاحباء، ايها الاخوة، ايها الاعزاء، لا تذهبوا بعيدا في ما انتم فيه، من يوقع بينكم العداء والبغضاء هم الاميركيون والصهاينة، فتشوا عن عناصر الموساد الذين تم تجنيدهم في اماكن عديدة من العالم، واوتي بهم الى العراق ليقتلوا هنا وهناك، ويفجروا هنا وهناك لدفع العراق الى حرب شيعية - سنية، وبالتالي، مد هذه الحرب الى كامل أرجاء المنطقة، الشعب العراقي والقيادات العراقية والمرجعيات العراقية. ومهما كانت الاجتهادات السياسية متباينة ومتباعدة، دائما كنا نناشدكم، ولكن اليوم، في الجنوب شهداء، في فلسطين شهداء، وكل يوم هناك شهداء، اناشدهم بأعز ما يملك الشيعة والسنة وهو دماء احبائهم وابنائهم ورجالهم ونسائهم واطفالهم ان ينتبهوا الى العدو الذي يريد ان يدمر هذه الامة، وان يفتت هذه الامة، وان يعود الجميع الى رشدهم".
حوار
بعد ذلك، دار بين السيد نصر الله والصحافيين الحوار التالي: ردا على سؤال عما إذا كان جرى اتصال وتنسيق بينه والحكومة، أجاب متسائلا: "هل علي أن أقول للحكومة أنني سأقوم بعملية اسر؟ بذلك، احمل الحكومة مسؤولية كبيرة". أضاف: "جرت اتصالات مع عدد من القيادات السياسية: رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، وعدد من القيادات الدينية المعنية. كما جرى اتصال بين رئيس الحكومة والمعاون السياسي حسين خليل، ونحن على تواصل دائم وسنرى على ماذا سنتفق". وعما إذا كانت عملية التبادل ستشمل فقط الاسرى اللبنانيين أم ستمتد الى الاسرى الفلسطينيين، وماذا سيقول "حزب الله" إذا حصلت اعتداءات اسرائيلية خرجت بنتيجتها اصوات احتجاج لبنانية، قال: "هذا سابق لاوانه، ولكن كل شيء يتعلق بالتفاوض على المطالب، وهذا الأمر سنتحدث عنه لاحقا. اما بالنسبة إلى السؤال الثاني، فإن المقاومة معنية بالدفاع عن أي عدوان اسرائيلي، وستدافع إن شاء الله. بطبيعة الحال، هناك أصوات ستكون مخالفة. ودائما كانت هناك أصوات مخالفة، وإنني ممن يقولون إنه لم يحصل اجماع وطني منذ العام 1982، والآن لا اجماعا وطنيا حول هذه المسألة، ولا مشكلة في ذلك، وذلك لن يغير في موقفنا. وتمنى "تحقيق تضامن وطني في هذه المسألة، وأن يتحمل كل طرف مسؤوليته، من الحكومة الى القيادات السياسية". كما تمنى من "رئيس الحكومة الحالي أن يقتدي بالرئيس الشهيد رفيق الحريري العام 1996 عندما جال في العالم كله من اجل ان يواجه العدوان على لبنان. كانت لديه وجهة نظر مختلفة معنا، لم يكن موافقا على العمليات، كان لديه نقاش على التوقيت، ولكن عندما دخلنا الاستحقاق تصرف بمسؤولية وطنية، والمطلوب اليوم من رئيس الحكومة الذي يقول إنه على خط الرئيس الشهيد الحريري ان يتصرف بالمستوى الوطني نفسه، الذي تصرف به سابقا". وعما إذا كان الجنديان الاسرائيليان قد أسرا داخل الاراضي اللبنانية أم على الجانب الآخر من الاراضي الفلسطينية المحتلة، لأن أمورا كثيرة تترتب على اي من الحالتين، قال: "لا يترتب عليها شيء. عندما تكون هناك ارض محتلة، بامكانكم العودة الى المداخلة القانونية للبروفسور الراحل ادمون نعيم، وهي واضحة وتقول لو إن شبرا واحدا محتلا فيحق لنا القيام بعمليات في تل أبيب، وذلك وفق القانون الدولي. نحن لا نقوم بعمليات في تل ابيب، ولا نمارس حقنا القانوني بحسب القانون الدولي. لذلك، إن شاء الله نأسرهم في مزارع شبعا والغجر او من الحدود على الشريط الشائك، أمتارا عدة لناحية الداخل او ما يقابلها من الناحية الاخرى فهذا امر لا يهم، لأن ذلك حقنا القانوني. يحتجزون أسرى لبنانيين، وهم يقولون عنهم أنهم أسرى حرب، وهذا حقنا القانوني بأن نقوم بعمل يؤدي إلى التبادل".

وعن تحميل الحكومة الاسرائيلية الحكومة اللبنانية مسؤولية ما حصل على أساس أن العلاقة هي من دولة إلى دولة، وعما يقوله لعميد الاسرى سمير القنطار، اجاب: "في الاصل، كان اسم العملية "الحرية لسمير القنطار واخوانه"، فنيا، العنوان طويل فقالوا لنا لنستبدلها بـ"الوعد الصادق" لأن الوعد كان لسمير واخوانه، وبالتالي، انا اقول لسمير واخوانه: انتم اصبحتم الآن على خط الحرية. الموضوع موضوع وقت، تفاوض، نقاش وتجاوز هذه المرحلة الصعبة، وان شاء الله لن يبقى سوى القليل. إن الاسرائيلي يحمل دائما الحكومة اللبنانية المسؤولية. حتى في فلسطين كان الرئيس ياسر عرفات مسجونا في رام الله، ويحملونه المسؤولية في كل ما يحصل. هذه سياسة اسرائيلية، سيحملون سوريا وايران، هذا منطقهم، وهذا امر طبيعي ومعتاد". وبالنسبة إلى احتمال قيام اسرائيل بعدوان على لبنان في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة ورد الفعل على ذلك، وعن الخدمة التي ستقدمها هذه العملية إلى "حزب الله" على طاولة الحوار، قال: "على طاولة الحوار، لكل واحد منطقه الذي يتحدث به. أعتقد اننا كنا نحاول الوصول الى مكان، ابدينا مرونة وايجابية تجاهها. نحن لا نريد تدعيم وجهة نظرنا على طاولة الحوار، لأننا وبكل بساطة لدينا اسرى في السجون الاسرائيلية لا يعودون الا بأسرى وبعملية تبادل. هذا هو حجم الموضوع، ونحن نأخذه في الاعتبار. وهذا جزء من حال الصراع الذي علينا جميعا ان نتحمل فيها التضحيات. قلت سابقا، وأكرر الآن، أتمنى اليوم من كل ام في لبنان ان تعتبر نفسها والدة سمير القنطار، أن تفترض ان ابنها هو الموجود مكان سمير القنطار، فكيف لها ان تتصرف؟ فلننظر الى هذا الموضوع من هذه الزاوية الانسانية، لأن كل شيء على المستوى المادي يتم تعويضه، ولكن على المستوى المعنوي الانساني ما فات قد فات". وردا على سؤال حول جر المنطقة الى حرب في ظل التهديات القائمة الآن ضد سوريا، وما إذا كانت عملية اليوم فخا من المجتمع الدولي لتجريد "حزب الله" من السلاح لاحقا، قال: "هذا المنطق موجود منذ العام 1982 أي منذ قيام المقاومة بمقاتلة اسرائيل. فكان التهديد لسوريا وإيران والحكومات العربية ولبنان، مع كل عملية للقاومة كانت تحصل كان يقابلها التهديد والاتهام بادخال المنطقة في حال حرب، ولكن متى كانت المنطقة في غير حال حرب. حرب باردة قليلا، ساخنة اكثر، ولكن لو أردنا الاستسلام لهذا المنطق لكانت ارضنا باقية تحت الاحتلال، لكننا ناقضنا منطقنا السابق وبقي أسرانا في السجون وارضنا محتلة وسيادتنا معتدى عليها. لم نفترض ان لبنان غادر عمليا منطق الحرب". وعن مسألة ضبط النفس، قال: "اتركوا هذا الامر لنا، لا داعي لأن نقول للاسرائيلي ماذا علينا فعله. لذلك لن ادخل لا بتفاصيل ولا بتهديد ولا بوعيد. هو يعرف اننا جديون وقادرون وجاهزون ونتحمل المسؤولية ونملك الشجاعة اللازمة، وايضا هدوء الاعصاب الذي يجعلنا نفكر بعقل بارد ايضا". أما عن الخلافات التي حصلت داخل مجلس الوزراء وما اذا كان في صدد اجراء اتصالات مع قوى "14 آذار" أمثال النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، فقال: "وجهت ندائي الى الجميع، وبالتالي، إذا كان المطلوب ان اتصل بهذا الزعيم أو ذاك، وان ندخل جدلا حول ما حصل، فأقول: ما حصل قد حصل، صح او خطأ هذا امر ثان. ومن يريد محاسبتي فأنا مستعد لذلك، وإذا كان ما نقوم به غير اخلاقي وغير انساني وغير وطني وغير قومي فإنه امر يحتاج الى تأن. اتمنى على كل وزير في الحكومة التي تجتمع الآن، وعلى كل مسؤول في 14 آذار وفي 8 آذار و10 ايار و14 شباط، ان يفترض كل واحد من هؤلاء ان ابنه معتقل في اسرائيل كيف يتصرف وانا اقبل، ولكن ان يتصرف بصدق". وعما إذا كانت عملية اليوم تؤدي إلى سوء تفاهم مع "التيار الوطني الحر", وعن عدم حصول اي موقف من قوى "14 آذار" بما يعني ذلك تعميق الانقسام، قال: "بالنسبة إلى السؤال الاول هذا الامر لا يتنافى مع التفاهم لأن عنوان الاسر هو الاسرى اللبنانيين. بكل صراحة، لو أن الاسرائيلي أطلق سراح كل الاسرى اللبنانيين في عملية التبادل السابقة, لكان أسقط من يد "حزب الله" أي حجة لاخذ اسراه. لذلك، هم يتحملون المسؤولية, واذا اصبح في ايدينا اسرى، واستطعنا من خلال ذلك تحرير اسرى لبنانيين وفلسطينيين وسوريين واردنيين وعرب, بمعزل عن الاعداد، وبالتالي، دخول التفاصيل، ولا اطالب الا بالاسرى اللبنانيين, فإن ذلك عملا غير انساني. بالنسبة إلى قوى "14 آذار" فهي معنية بالموقف الذي تريده, عادة تتريث وتدرس المسائل في شكل جيد, فمثلا اتخذت موقفا بعد مرور اسبوع على اكتشاف شبكة التجسس برئاسة محمود رافع, الان الوضع حام, وبين اليوم وغدا ستبدأ المواقف بالظهور, ولكن انا اناشدهم التصرف بمسؤولية حرصا على الوطن".
وبالنسبة إلى النقاش حول سلاح المقاومة في مرحلة تلي التضامن الذي يطالب به الآن, وعما إذا كان ذلك سيكون مقبولا؟ اجاب: "يمكن". وردا على سؤال حول الدعم الايراني الذي يمكن ان يتلقاه في حال حصول عدوان, والدعم السوري المغلقة جبهته منذ العام 1973, وعما اذا كان يلتقي الرئيس بشار الاسد، قال: "في المدة الاخيرة لم ألتقيه, ثم ان سوريا وايران كانتا داعمتان للبنان. في النهاية، ارضنا محتلة, ولا أريد أن أنتظر من يريد أن يدعمني ومن لا يريد ومن يفتح جبهته ومن لا يريد, كل واحد يتخذ القرار الذي يريده. في لبنان، قاتلنا واستردينا اسرانا, ونحن نكمل على الطريق ذاتها, دائما سوريا وايران كانتا الى جانب لبنان وهما مشكورتان, وانا واثق انهما ما زالتا الى جانب لبنان وفلسطين, ويتعرضان لضغوط كبيرة من جهات دولية متعددة وصولا الى حد التهديد. ولكن اعتقد ان موقفهما صلب وقوي وثابت".
وعما اذا كان التقارب بين "حزب الله" وتيار "المستقبل" قد شكل غطاء سياسيا داخليا للقيام بمثل هذه العملية، وفي هذا التوقيت بالذات، قال: "بدأنا بالعمل على هذه العملية منذ خمسة أشهر. ومنذ ذلك الحين، غرقنا في السجالات السياسية الداخلية, هدوء داخلي, توتر داخلي, ثم عودة الى الهدوء, والتحالفات والنقاشات. نحن نعزل موضوع الاسرى وتحريرهم عن المعطيات الداخلية، ولدينا الاستعداد للتعاون في كل المجالات الداخلية من كهرباء ومياه وضمان إجتماعي والحد الادنى للاجور. نحن نؤيد قيام حكومة اتحاد وطني, لكننا بانتظار ذلك نبدي كل استعداد للقيام بالتعاون والتفاهم".
وعن التنسيق مع الجيش اللبناني في التصدي للعدوان الاسرائيلي، قال: "أعرف أن لدى الجيش في الجنوب جهوزية عالية, وان خيار الجيش وقراره الدفاع عن البلد. هذا ما مارسه في الماضي وهذا ما سيمارسه في المستقبل, التنسيق الميداني في شكل طبيعي موجود بالحدود المطلوبة سابقا وحاليا". وختم مؤكدا أنه "منذ بداية العام 2006، اتخذ "حزب الله" قرارا بجلب أسرى اسرائيليين, وهذا ما قام به شباب المقاومة اليوم. وايا كانت الظروف والمعطيات فإنها لن تحول دون تنفيذ هذا القرار".