ارشيف من : 2005-2008

محاولة فاشلة لاغتيال أحد كوادر المقاومة في بعلبك: استغلال الخلافات للإمعان في ضرب الممانعة والوحدة الوطنية

محاولة فاشلة لاغتيال أحد كوادر المقاومة في بعلبك: استغلال الخلافات للإمعان في ضرب الممانعة والوحدة الوطنية

الانتقاد/ لبنانيات ـ العدد 1140ـ 16/12/2005‏‏

امتدت اليد الإسرائيلية مرة أخرى إلى الساحة اللبنانية محاولة النيل هذه المرة من المقاومة الإسلامية عبر استهداف الكادر حسين عساف في بعلبك بتفجير سيارته، لكنه نجا بعناية الله. وجاءت هذه المحاولة بعد سلسلة من الاستفزازات والانتهاكات للسيادة اللبنانية تُوجت بدعوة صريحة من أحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي إلى العودة لسياسة الاغتيالات في لبنان، بعد الضربة القاسية التي تلقاها العدو في المواجهة التي خاضتها المقاومة الإسلامية معه في بلدة الغجر ومزارع شبعا.‏‏

بدا واضحاً أن العدو الإسرائيلي حاول خلال الفترة الماضية، الاستفادة من الظروف والتطورات السياسية على الساحة اللبنانية المنشغلة بالسجالات السياسية والخلافات، غير آبهة بالعدو الحقيقي الذي يتربص بالبلد شراً، ومحاولات البعض صرف الانتباه إلى أماكن أخرى نتيجة المتغيرات على الساحتين الدولية والإقليمية.‏‏

وهذا الواقع شكل للعدو نقطة مركزية يمكن الاستناد عليها وفق تشخيص مصدر متابع في حزب الله، إذ حاول استغلالها بشكل كبير من اجل ضرب الممانعة والوحدة الوطنية. وهو ما كان أكده عضو شورى حزب الله سماحة الشيخ محمد يزبك في المؤتمر الصحافي الذي عقده في بعلبك عقب التفجير بالقول: "إن اليد الآثمة التي نفذت الانفجار تريد أن تكمل الطريق من أجل زرع البلبلة في لبنان، وأن يهتز الأمن والاستقرار في البلد".‏‏

ويضيف المصدر: المقاومة كانت تدرك إمكانية استغلال واستثمار العدو لهذا الأمر من خلال رصد تحركاته على طول الحدود اللبنانية بحراً وجواً وبراً.. وهذه المؤشرات كانت تدل على أن الإسرائيلي يسعى جاهداً لاستهداف الساحة الداخلية من خلال استهداف كوادر المقاومة.‏‏

ويضيف المصدر عينه: إن المقاومة كانت تقرأ جيداً تحركات العدو وتهديداته الأخيرة، وما كلام الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في تشييع شهداء المواجهة الأخيرة في الغجر ومزارع شبعا عن تهديدات العدو باغتيال قادة المقاومة، إلا إشارة واضحة الى الخطر الذي يحدق بالساحة الداخلية، ومدى استعداد المقاومة لمواجهة احتمالات كهذه.‏‏

ويشير المصدر إلى أن المواجهة الأخيرة التي خاضتها المقاومة الإسلامية في مزارع شبعا كانت بهدف ردع العدو الإسرائيلي عن القيام بعمل كبير سبق أن خطط له، ووضع حد لانتهاكه السيادة اللبنانية.‏‏

ويلفت المصدر إلى أن العدو قرأ خطأً عندما ظن بعمليته الأخيرة أن المقاومة ستكون مقيدة الحركة نتيجة التعقيدات التي تعيشها الساحة الداخلية، مؤكداً أن المقاومة تحتفظ لنفسها بحق الرد في الوقت والزمان المناسبين، وهو ما أكده نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في أسبوع الشهيد حمد حمد بقوله: إن الإسرائيليين يجب أن يعرفوا ومن وراءهم بأن المقاومة بالمرصاد، وأن هذه الاعتداءات تدفعها إلى المزيد من الجهد والاستعداد وتوسعة خيارات الردع، وبالتالي هذا يؤكد أن حضور المقاومة ووجود المقاومة في ساحتنا يجب أن يبقى ويجب أن يتعزز، لأن معركتنا مع "إسرائيل" لم تنتهِ.‏‏

وبرغم أن محاولة الاغتيال هذه تشكل اعتداءً صارخاً على لبنان وشعبه، بيد أن الاستنكار السياسي الذي رافقها بقي خجولا على حد قول المصدر، الذي استغرب هذا التعاطي غير المسؤول من قبل بعض الأطراف السياسية، لا سيما أصحاب السيادة، "وكأن قضية استهداف مقاوم خارج عن دائرة اهتمامهم".‏‏

ويبدي المصدر خشية من أن يكون هذا التصرف جزءاً من سلوك سياسي بدت مؤشراته نتلمسها من خلال تجاهل التهديدات الإسرائيلية وانتهاكاته المتكررة للسيادة اللبنانية كل يوم"! وهنا يتساءل المصدر عن الأسباب الحقيقية التي لم تدفع الحكومة اللبنانية عقب محاولة الاغتيال إلى طلب عقد جلسة طارئة أو جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لمناقشة مخاطر هذا الاعتداء السافر، أو رفع شكوى إلى مجلس الأمن على الرغم من أن مثل هذه الشكاوى غير مجدية، أو على الأقل إعطاء العلم للمجتمع الدولي لما يتعرض له لبنان من مخاطر يتسبب بها العدو الإسرائيلي كل يوم؟! ويتابع المصدر: هل بدأ البعض في لبنان يضيع البوصلة تجاه العدو الحقيقي الذي يفترض أن يكون واضحاً للجميع! لماذا غياب بعض الأطراف السياسية عن هذا الحدث؟ هل ما حصل هو خارج لبنان، أم أن المستهدف هو غير لبناني؟‏‏

وقال: إن المطلوب هو اتخاذ خطوات جدية من قبل الحكومة اللبنانية لتبيّن للرأي العام اللبناني أن هذا الموضوع يعني كل لبناني شريف مستهدف بأرضه وكرامته، لا أن تبقى الأمور مجرد تصريحات خجولة.‏‏

ويذّكر المصدر بما أوردته مجلة "الفايننشال تايمز" البريطانية في الآونة الأخيرة، عن "وجود 400 عميل إسرائيلي في لبنان يصولون ويجولون من دون أي رقيب أو حسيب! وهذا ما يجعل الساحة اللبنانية مكشوفة أمنياً للعدو الإسرائيلي".. وهذا ما كان حذر منه الشيخ نعيم قاسم عندما قال: "يجب أن يعلم الجميع بأن ساحة لبنان ليست آمنة على مستوى الأمني، فالعملاء موجودون فيها، وكذلك التفجيرات التي حصلت في الساحة والتي يمكن أن تحصل، هي تفجيرات تشير إلى "إسرائيل" في أحد مفرداتها". وأكد أنه ليس صحيحاً أن نشير إلى "إسرائيل" عندما يكون التفجير في محاولة اغتيال مقاوم ولا نشير إلى "إسرائيل" عندما تكون هناك اغتيالات أخرى".‏‏

تفاصيل المحاولة الفاشلة‏‏

وكانت وحدة العلاقات الإعلامية في حزب الله قد أصدرت بياناً عقب محاولة الاغتيال قالت فيه: "في العاشرة وخمسين دقيقة من مساء يوم (الجمعة) تعرض أحد الإخوة من كوادر المقاومة الإسلامية لمحاولة اغتيال آثمة بواسطة تفجير سيارته المتوقفة في حي الشيخ حبيب في بعلبك بالقرب من منزل الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي سماحة الشيخ محمد يزبك، إلا أن هذه العملية باءت بالفشل بسبب ترجل الأخ من سيارته قبيل ثوان قليلة من حصول التفجير".‏‏

وحمّل البيان "العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة تخطيطاً وتنفيذاً"، معتبراً عملية التفجير "ترجمة صريحة للتهديدات الإسرائيلية المتواترة والمعلنة". وأكد البيان "أن المقاومة سوف تتحمل مسؤولياتها كاملة على هذا الصعيد، وستقوم بكل ما هو ضروري لقطع الأيدي التي تمتد بالغيلة والغدر إلى مجاهدي المقاومة في إطار التزامها الكامل بحماية لبنان وشعبه، ورد التهديد والعدوان الى نحره".‏‏

حسين عواد‏‏

2006-10-30