ارشيف من : 2005-2008

مجرد كلمة :الوصاية والأوصياء!

مجرد كلمة :الوصاية والأوصياء!

الحديث عن الوصاية الدولية ولا سيما الأميركية على لبنان بات يستفز بعض اللبنانيين الذين لا يرون أن هناك مثل هذه الوصاية! يكفي أن يثار الموضوع أمامهم حتى يفقد هؤلاء أعصابهم و"لياقتهم" الديبلوماسية والسياسية وحتى الأخلاقية! والأدهى من ذلك أن الوصاية أصبحت وجهة نظر، وقد تكون "رعاية"، أو "نصيحة"، أو "اهتماماً" أو "رغبة " أو "تمنياً".‏

هذه التعابير والمفردات، يكاد لا يخلو منها تصريح أو موقف، فيضيع المعنى الحقيقي قصداً لأن هناك من يريد هذا الواقع على ما يبدو، ويسعى إلى تكريسه ما دام أنه يحقق له أهدافه ومصالحه حتى ولو كانت أضيق من خرم الإبرة!‏

ليس في هذا الكلام تجنّ أو مبالغة، إنما هو تعبير عن الحدس الشعبي الذي يعبر عنه المواطن الغارق في متاهة التصريحات والمواقف، والمواقف المضادة، والمواقف المتناقضة بين طلّة وأخرى، وهبّة رياح دولية ساخنة وأخرى باردة!‏

ثمة من يعتقد أن المواطن العادي فاقد للذاكرة، لا يلتقط المواقف الثابتة أو المتغيرة وعلاقتها بالتطورات المحلية أو الإقليمية أو الدولية، وأنه عاجز عن المقارنة والربط وتفكيك الأجزاء والاستنتاج وتكوين الخلاصات، وأن هذه المهمة تقتصر على هذا الزعيم أو ذاك الذي لديه وحده ملكة توجيه المواقف وتقدير الأوضاع!‏

المواطن اللبناني تجاوز هذه المرحلة منذ زمن بعيد، ولديه القدرات الكافية لتصنيف المواقف التي تترجم الوصاية بحذافيرها وتعبر عنها، أو تلك التي تناهضها منطلقة من هويتها اللبنانية الأصيلة والمعبرة عن مصالح وطنه العليا.‏

التورية والتمويه بالمصطلحات المعقدة واللعب على الألفاظ، أصبحت لعبة ممجوجة لدى بعض الساسة المتجلببين بالديمقراطيات الوافدة.‏

المواطن ضاق صدره من استفزازات السياسيين له وإمعانهم في الكذب باسمه تحقيقاً لمصالحهم الخاصة ومصالح قوى كبرى ارتضت أن يكون هؤلاء أوصياء على الشعب لتتمكن هذه الدول من ممارسة وصايتها بفضل هؤلاء "الأوصياء".‏

سعد حميه‏

الانتقاد/ مجرد كلمة ـ العدد 1143 ـ 6 كانون الثاني/ يناير 2006‏

2006-10-30