ارشيف من : 2005-2008
إبرامز.. الذي زارنا
تبدو زيارة نائب مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي إليوت إبرامز إلى بيروت كرحلة مهندس ماهر إلى مدينة صنعها بيديه، وجاء وقت "الاستمتاع" برؤية ما خطّته "أنامله" على الورق مجسّداً على أرض الواقع.
لا يمكن الذهاب بعيداً في القول إن كل ما جرى على الأرض اللبنانية خلال المرحلة الماضية هو "إبرامزي" الماركة والتوقيع، ولكن يمكن القول بجرأة ان إبرامز المذكور شارك بحزم وبقيادية مميزة في التفكير والتخطيط والتحضير وفي بعض الأحيان التنفيذ لما شهدناه من تطورات دراماتيكية.
لمن لا يعرف الرجل الذي جاء "ضمن" الوفد الأميركي الذي زار لبنان أول الأسبوع الفائت، يمكن الاكتفاء بالقول إنه واحد من أولئك المحافظين الجدد الذين يكرسون كل وقتهم من أجل قلب الأوضاع في المنطقة لمصلحة الكيان الصهيوني، ومن أجل إخراج لبنان من "جلده" وجعله مستتبعاً للسياسة الصهيونية.
ابرامز هو احد ابرز منظري التحالف بين اليمين الصهيوني والاصولية المسيحية. وهو، بالتالي، احد اشد مناصري التمدد الاسرائيلي. وربما لهذا السبب اختاره جورج بوش الابن ليكون مستشاره الخاص لشؤون... الشرق الأوسط!
ويعتبر ابرامز البالغ من العمر 59 سنة، من أبرز نجوم التيار اليميني المؤيد لـ"اسرائيل" والذي برز في أواخر السبعينيات كرد على سياسات الرئيس الاسبق جيمي كارتر، ومن بينهم ريتشارد بيرل وجين كيركباتريك وفرانك غافني وغيرهم من الذين نظموا انفسهم في تنظيمات مثل "لجنة الخطر الراهن" و"المؤسسة اليهودية لشؤون الامن القومي" المعنية بدعم التحالف الاميركي الاستراتيجي مع "اسرائيل".
وكان ابرامز قد انتقد سياسة ايهود باراك في الانسحاب من لبنان وخلال مفاوضات كامب دافيد مع الفلسطينيين، ورأى انها تهدد أمن "اسرائيل". كما هلّل ابرامز لانتخاب شارون واعتبره رفضا لخط باراك وانتصارا للديموقراطية الاسرائيلية، ولمفهوم إبرامز دور سيئ جداً في أميركا اللاتينية من خلال دعمه لممارسات تنتهك حقوق الإنسان في العديد من دول تلك المنطقة، وقد كذب تحت القسم أكثر من مرة في شهاداته أمام الكونغرس الأميركي، ولو لم يتدخل الرئيس جورج بوش (الاب) في ليلة الميلاد في 1992، أي قبل انتهاء ولايته بأيام لاصدار عفو عنه، لكان ابرامز قد أودع السجن بسبب انتهاكاته.
ولا بد من التذكير أن الادميرال المتقاعد والديبلوماسي السابق وليام كرو وصف، اليوت ابرامز بالقول "هذه حية يصعب قتلها".
مقالات /العدد 1145 ـ 20 كانون الثاني/ يناير 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018