ارشيف من : 2005-2008

معركة المجلس الدستوري:عون ضاق ذرعاً بالأكثرية الحاكمة

معركة المجلس الدستوري:عون ضاق ذرعاً بالأكثرية الحاكمة

هل بدأ العد العكسي لبدء معركة العماد ميشال عون مع الأكثرية الحاكمة، أم أن المسألة لا تغدو كونها حمل أعضاء المجلس الدستوري على القيام بواجباتهم المهنية تجاه الطعون النيابية المقدمة من قبل كتلة "التغيير والإصلاح"؟‏

هذه الطعون منها ما هو مقدم منذ سنة تقريباً، أي منذ ما بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، يضاف إليها الطعن بقانون تعديل قانون المجلس الدستوري المقدم منذ ثلاثة أيام، وهي المهلة التي أعطتها "الكتلة" للمجلس قبل أن تنفذ اعتصاماً لها أمام مقر المجلس الدستوري على أتوستراد كميل شمعون في الحدث.‏

الاعتصام حصل يوم أمس بمشاركة أعضاء من كتلة الوفاء للمقاومة ضم النواب: حسين الحاج حسن، جمال الطقش وعلي عمار، الذي ألقى بياناً مكتوباً باسم الكتلة أعلن فيه وقوف الكتلة إلى جانب مطالب كتلة "التغيير والاصلاح"، وطالب المجلس الدستوري بضرورة القيام بواجباته القانونية.‏

الاعتصام الذي حمل في ظاهره أبعاداً دستورية وقانونية مقنعة سيكون مرشحاً في الأيام المقبلة إلى مزيد من التطورات، ولا سيما أن العماد عون كان حذر في مؤتمره الصحافي الأخير أنه في حال عدم تجاوب المجلس الدستوري في الالتئام للنظر في الطعون المقدمة سيلجأ إلى إجراءات تصعيدية من قبيل رفع دعوى قضائية ضدهم وفق قانون العقوبات، هذا فضلاً عن التهديد بالشارع من خلال تحركات شعبية تحمل المجلس على القيام بالواجب المطلوب منه.‏

هذا في الجانب الظاهر من التحرك، غير أن الأسباب الكامنة وراء اندفاع عون وكتلته على اتخاذ مثل هذه الخطوات التصعيدية تكمن برأي مصدر سياسي متابع بأن للعماد عون قراءة واضحة للأكثرية، وهي لم تعد تحتاج إلى مزيد من التجارب والاعتبارات لرسم أفقها ومستقبلها، فتجربته ما قبل العودة من المنفى وما بعدها ومن خلال الانتخابات النيابية، ومن ثم تشكيل الحكومة وما رافقها، تؤكد أن هناك محاولة لتغيير معادلة التوازن الطائفي في الصيغة السياسية، ومن جهة ثانية ـ يقول المصدر ـ إن العماد عون يرتكز على مناخ عام في الشارع المسيحي يستشعر معه هذه المخاوف، وبات يرى في المعركة المفتوحة على رئاسة الجمهورية أمراً يتجاوز شخص إميل لحود والموقف السياسي منه ليطال موقع الرئاسة في معادلة التوازن الطائفي، ومحاولة تكريس أعراف في التقاليد السياسية تحوّل رئاسة الجمهورية إلى مكسر عصا أياً كان رئيس الجمهورية في المستقبل، وبالتالي يشعر أنه مطالب باتخاذ خطوات إجرائية تحول دون الاستهداف المفتوح لمقام الرئاسة.‏

الأمر الثالث على حد قول المصدر نفسه هو أن عون يشعر أن التفاهم الذي أقامه مع حزب الله يشكل شبكة أمان السلم الأهلي، لكنها تبقى منقوصة ما لم يتم تصحيح الخلل في التوازن الوطني، وهو يرى أن هناك إمكانية لمواجهة الأكثرية من خلال قيام جبهة شعبية موسعة تشترك فيها قوى الثنائي الشيعي، خاصة ان هناك محاولة لتحييد الثنائي الشيعي عن معركته مع الأكثرية.‏

النائب نبيل نقولا، عضو تكتل الإصلاح والتغيير يكتفي بالقول لـ"الانتقاد" رداً على سؤال حول سبب هذا التحرك وتوقيته: "إن التيار الوطني الحر ضاق ذرعا من الأكثرية الحاكمة بعدما أوصلت البلاد الى الخراب".‏

ويختم بالقول: "الوضع السياسي والمعيشي والاقتصادي بات صعباً، وبالتالي لا يمكن السكوت بعد الآن".‏

الانتقاد/ قبل الطبع ـ العدد 1167 ـ 23/6/2006‏

2006-10-30