ارشيف من : 2005-2008
صمت اسرائيلي حيال شبكة الموساد
سكتت الانباء الاسرائيلية على انباء شبكة التجسس التابعة للموساد الاسرائيلية والتي كشفتها اجهزة مخابرات الجيش اللبناني، واقتصرت التغطية الاعلامية الاسرائيلية لايام على سرد ما جاء في الصحافة اللبنانية، من دون تعليق ومن دون نفي او اقرار.. الى ان بدأ بعض الكتاب والمعلقين الامنيين تناول الخبر في مقاربة تساؤلية، الى ان شذ بعضهم واقر بصورة غير مباشرة بمسؤولية الموساد.. وهي مقاربة اعلامية شاذة لحدث مفترض ان يتصدر اعلام العدو لحساسيته، وان يفتح شهية المعلقين للتعليق عليه.
رونن برغمان في يديعوت احرونوت (16/06/2006)، وبعد محاولته التشكيك في رواية الجيش اللبناني، عاد وافترض صحة الخبر "للدقة الواقعية في شرح التفاصيل"، فطرح اسئلة عديدة حول الشبكة وتأثيراتها، معتبرا أن كشف شبكة مرتبطة بالموساد "يطرح عددا من النقاط المهمة، ابرزها ان الاستخبارات الإسرائيلية تنشط في لبنان وتشغل عملاء مزودين بتجهيزات متطورة"، مقترحا دراسة القضية واستخلاص العبر منها، إذ "يتعين تحديد شخص ما يكون من خارج الاستخبارات ليفحص ما إذا كان على العملاء ان يدفعوا الثمن، وهل جرى استخلاص العبر من كشف شبكات سابقة"..
يضيف برغمان، "أنه حتى بعد انسحاب السوريين من لبنان، يعمل اللبنانيون وليس بالذات حزب الله، بحزم ضد المصالح الاسرائيلية والمحاولات الاسرائيلية للمس بمنظمات الإرهاب.. ان حرب الظل يمكن أن يكون لها ثمن باهظ جدا، ومجموعة من اللبنانيين توشك على دفع الثمن بحياتها".
سمدار بيري، مراسلة صحيفة يديعوت احرونوت، والمعروفة بقربها من الاستخبارات الإسرائيلية، نقلت عن محافل أمنية إسرائيلية "ان محمود المجذوب يقف خلف عدة عمليات ضد أهداف إسرائيلية.. لكنهم رفضوا التعقيب على كشف الشبكة (الاستخبارات الإسرائيلية) وفضلوا المحافظة على الصمت".
موقع "تيك دبكا" الإخباري الإسرائيلي على الانترنت، والمعروف انه مختص بتغطية قضايا الأمن في الشرق الأوسط وقضايا الاستخبارات، نشر تقريرا عن شبكة الموساد، وكان أكثر مباشرة في الحديث عن مسؤولية جهاز الموساد عنها، معتبرا ان إسرائيل ستواجه إحدى أصعب القضايا في حال قامت الحكومة اللبنانية بتقديم ما لديها من أدلة تدينها.
وروى الموقع الإسرائيلي أن عنصرين من الموساد كانا قد دخلا الأراضي اللبنانية قبل 26 من أيار الماضي على متن رحلة تجارية عبر مطار بيروت، وغادرا لبنان في 29 من نفس الشهر، ما يعني أن عملية اغتيال الأخوين مجذوب في صيدا نفذت في فترة وجود العميلين في لبنان.
يثير الصمت الإسرائيلي الرسمي، واقتصار التعليق الإعلامي على سرد رواية الجيش اللبناني دون تعليقات، مع محدودية في الانفلات لبعض المعلقين المذكورين آنفا، نوعا من الصدمة المجبولة بالقلق من تأثيرات انكشاف شبكة تنفيذية على اصل العمل التجسسي الإسرائيلي، والقدرة على التنفيذ في الداخل اللبناني.. فالصمت بمعناه العام يعني هروبا من الإجابة، وفي معناه الخاص يعني تخبطا وصدمة وقلقا.
يحيى دبوق
الانتقاد/ تقارير ـ العدد 1167ـ 23/6/2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018