ارشيف من : 2005-2008
قوات الاحتلال تقتل فتى لبنانياً والمقاومة تتوعد بمعاقبة القتلة من دون تردد
سجلت بورصة الانتهاكات الصهيونية للسيادة اللبنانية انتهاكاً جديداً وخطيراً عندما أقدم جنود العدو في كمين متقدم قرب موقع بسطرة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة على قتل الفتى اللبناني ابراهيم يوسف رحيّل (17 عاماً) بدم بارد، ولمّا يجف حبر القرار الدولي الجديد 1655 الذي مدد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان مدة ستة أشهر جديدة، وفي وقت يحتدم فيه السجال الداخلي والافتراءات على المقاومة بما يخدم مصالح العدو ويمنحه الجرأة على التمادي في انتهاكاته للسيادة، وفي الدخول على خط الأزمة من خلال توتير الساحة الجنوبية في ظل هذه الأجواء.
وأكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في موقف حازم وقبل العثور على جثة الفتى أنه إذا تبين "أن هذا المدني اللبناني معتقل عند الإسرائيليين فعليهم أن يعيدوه إلى لبنان بسرعة وفوراً، ونحن لن نقف موقف المتفرج، ونَعُدَّ الأسرى اللبنانيين كيف يتزايدون في سجون الاحتلال".
وأضاف "إذا تبين أن هذا المدني اللبناني قد استشهد فإن المقاومة الإسلامية ستعاقب قتلته من دون أي تردد، ومن دون أي نقاش، ولن ننتظر إذناً من أحد، ولا رضىً من أحد، ولا قبولاً من أحد".
وفي تفاصيل الانتهاك الجديد، أن ابراهيم يوسف رحيّل بينما كان يرعى قطيعه من الماعز في مزرعة بسطرة المحررة تعرض وقطيعه عند الأولى بعد ظهر يوم الأربعاء لإطلاق نار من قبل قوة كوماندوس إسرائيلية كانت تكمن في المنطقة.
وبعد حوالى الساعة عاد القطيع إلى حظيرته من دون الراعي ما أثار شكوك ذويه الذين أجروا اتصالات مع الجهات الأمنية اللبنانية والقوات الدولية، وبعد عمليات بحث وتسيير دوريات للقوات الدولية لم يتم العثور على الراعي.
وفي اليوم التالي (الخميس) وجد يوسف رحيل نجله على بعد عشرة أمتار فقط من الموقع الإسرائيلي المدمر في مزرعة بسطرة الذي أخلته قوات الاحتلال عام ألفين، في أرض لبنانية تبعد خمسمئة متر عن الخط الأزرق، وجده جثة هامدة بين عدد من رؤوس الماشية النافقة التي كان يرعاها.
وقال والد الفتى الشهيد انه "صباح يوم الخميس توجه إلى المنطقة وكانت القوات الدولية تقف على مسافة عشرين متراً من مكان استشهاد الصبى. طلبت منهم مرافقتي لسحب الجثة، فقالوا بعد ساعة! فتركتهم وتوجهت باتجاه الصبي. أطلقت النار على الصبي من مسافة 2 كلم وأصيب بطلق في رأسه وثانٍ في كتفه وثالث في فخذه، في هذه الأثناء كانت القوات الدولية ما زالت تراقب.
يتابع والد الفتى "عندما رأيته ملقى على الأرض عدت إلى قوات الطوارىء وطلبت منهم مساعدتي ولكنهم قالوا لي بعد نصف ساعة. قوات الطوارئ مش عمينفعونا. الصبي استشهد في الأراضي اللبنانية. أين الخط الأزرق. فيه كيلومتر عن الخط الأزرق".
وحيّا والد الفتى الشهيد موقف السيد نصرالله، مؤكداً أنه يعتمد عليه في أخذ الثأر لابنه، مشيراً إلى مواقف السيد، معتبراً أنها ترفع الرأس.
ونقلت سيارة تابعة للهيئة الصحية الإسلامية جثة الشهيد رحيل إلى مستشفى مرجعيون بعدما رفضت عائلته استلام جثة الشهيد قبل تشريح الجثة من قبل الطبيب الشرعي كون الجريمة تمثل اعتداءً على سيادة دولة. وبعد إجراء المعاينة من قبل الطبيب الشرعي نقل جثمان الشهيد إلى بلدة شبعا حيث شيع إلى مثواه الأخير وسط مشاعر من الغضب ومطالبات بإنزال القصاص ومعاقبة القتلة من الجنود الصهاينة.
الانتقاد/ موضوع الغلاف ـ العدد 1147 ـ 3 شباط/ فبراير 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018