ارشيف من : 2005-2008

السيد نصر الله: لقاء تأسيسي حقيقي للتعاون قائم على التفاهم ورؤية ومنهج وليس موجهاً ضد أحد

السيد نصر الله: لقاء تأسيسي حقيقي للتعاون قائم على التفاهم ورؤية ومنهج وليس موجهاً ضد أحد

عون: اجتماعنا على الـ"نعم" لبناء لبنان وتقوية الوحدة، ونطالب بتحقيق مالي لتحديد أسباب الهدر والسرقة‏

عُقد بعد ظهر يوم الاثنين لقاء هو الأول بين رئيس كتلة "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون والأمين العام لـ"حزب الله" سماحة السيد حسن نصر الله في صالون كنيسة مار مخايل ـ الشياح، بحضور عضوي المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي وغالب أبو زينب، وجبران باسيل وزياد عبس وفؤاد الأشقر عن "التيار الوطني الحر"، وسط إجراءات أمنية مشددة اتُخذت في محيط الكنيسة.‏

استمر الاجتماع نحو ثلاث ساعات، تخلله الإعلان عن ورقة تفاهم مشتركة بين التيار والحزب، تلاها أبو زينب وباسيل. ثم عُقد مؤتمر صحافي مشترك للعماد عون والسيد نصر الله، حضره حكمت ديب، رمزي كنج، رئيس بلدية الشياح إدمون غاريوس، راعي كنيسة مار مخايل الأب سليم معلوف.‏

في مستهل المؤتمر الصحافي ألقى النائب عون كلمة قال فيها: "لقاؤنا اليوم مع سماحة السيد حسن نصر الله هو لإبراز أشياء أساسية يجب ممارستها لحل المشاكل العالقة، ولحل النقاط الخلافية عن طريق الحوار".‏

أضاف: "من يقوم بعمل كهذا يجب ان يمتلك المبادرة والثقة في نفسه، ومن خلال ذلك يمكن ان يكون لبنان دولة مستقلة ليست بحاجة لحمل مشاكلها الى العواصم الغربية من أجل حلها. هذه ثقافتنا الجديدة بأن نتعاون ونتبادل الآراء ونصل الى حلول. ما هو قائم لغاية الآن هو تنمية الروح الخلافية بين الناس والمشاكسة وإبراز السلبيات. نحن نعتمد الخط المعاكس كلياً، وهو الالتقاء حول الإيجابيات وبناء لبنان، ونحن مشهورون بسلوكنا والاتفاق على الـ"لا".‏

اما اجتماعنا فهو للاتفاق على الـ"نعم" لبناء لبنان وتقوية الوحدة والتعاضد لحل جميع المشاكل. وأعتقد انه من خلال هذه الذهنية فإن لبنان المستقل يمكن إنشاؤه".‏

ثم تحدث السيد نصر الله فقال: "لقاؤنا اليوم مع سيادة العماد عون هو لقاء منطلق منذ وقت طويل، وقد حرصنا على ان لا يكون اللقاء بروتوكولياً فقط ومجاملات على الطريقة اللبنانية.. انه لقاء تأسيسي حقيقي للتعاون بين التيار الوطني الحر وحزب الله، قائم على تفاهم ورؤية ومنهج".‏

أضاف: "كانت هناك لجنة مشتركة بذلت جهداً وأنجزت مسودة تم إقرارها. نحن تياران نلتقي على رؤية ونتعاون على أساسها، وهدفنا هو سيادة لبنان وحمايته واستقلاله وحريته وبناء الدولة التي تحمي الجميع وترعاهم وتحل مشاكل البلد، دولة قوية قادرة تملك شجاعة ان تتحمل المسؤولية ولا تلقي التبعات على الآخرين، ودولة مبادرة صاحبة قرار ومشروع".‏

وأردف: "نحن نلتقي اليوم ونعتبر اللقاء بداية ممتازة جداً لعلاقة بين تيارين لبنانيين وطنيين كبيرين، وهو ليس لقاء تعاون في مقابل أحد، إنما هو دعوة للآخرين، خصوصا أن الجنرال كان يصر على طاولة مستديرة، أن نجلس ونتفاهم ونتحاور لبناء البلد بعيدا عن لغة الشطب والإلغاء والحذف وتجاوز أي شريحة لبنانية او تيار لبناني أساسي في البلد، ويمكنه إعطاء قوة وإضافة للبلد. وهو ان شاء الله لقاء مبارك خصوصا بعد الظروف التي مررنا فيها من أحداث (التباريس)، ما يعطي طابعا مختلفا. اتفقنا على الموعد منذ أيام، لكن اللقاء في هذا المكان في "كنيسة مار مخايل" يؤدي الرسالة المطلوبة".‏

حوار‏

وردا على سؤال عن موضوع سلاح المقاومة قال السيد نصر الله: "هناك مشكلة لا تزال قائمة لها علاقة بالمزارع والأسرى، وهناك موضوع التهديد الاسرائيلي للبنان.. كيف نحمي لبنان؟ وما هي الوسيلة والاستراتيجية الكفيلة بحماية البلد؟ وهنا يتقرر موضوع سلاح المقاومة".‏

وأجاب النائب عون عن سؤال عن الفساد وكيفية استرداد المال المنهوب فقال: "السلطة بيد الشعب، هناك تجديد للسلطة وبناء للرأي العام، وإذا كان الرأي العام سيقر الفساد ويجدد للفاسدين، فليتحمل المسؤولية. نحن ديمقراطيون نطالب بتحقيق مالي لتحديد أسباب الهدر والسرقة، فلماذا لا يتركوننا لنطالب بكشف الحساب وليتحمل السارق مسؤوليته، ومن لم يسرق نعلق له وساما للأمانة. ما هو المستغرب في مطالبة الشعب بحقوقه؟ لا يمكن التحديد مسبقا قبل التحقيق المالي، لأن ذلك سيعني أن لنا عدواً سياسياً نسعى لتصفيته. نحن لا نريد تصفية أحد، بل نريد معرفة الحقيقة".‏

وأضاف رداً على سؤال: "بعد أحداث الأمس، أردنا أن نقدم الوجه الآخر، مع تأكيد أن موعد اللقاء محدد مسبقا، وهو وجه يقمع الفتنة ونحن لها بالمرصاد، ومهمتنا توعية الرأي العام. وهو ما قمنا به بالأمس كي لا يحصل الخطأ حتى من قبل المتضررين، لأننا كدنا نصل الى وضع أبشع من "عين الرمانة" بداية الحرب.. "ينذكر وما ينعاد".‏

أضاف: "بالنسبة للانتخابات ليس موضوعا ضمن الورقة، ولكن بالطبع أي تقارب وتفاهم سياسي يؤدي كنتيجة الى تفاهم انتخابي، ولن نكون بعيدين عن بعضنا البعض في هذا الموضوع وإن لم يبحث هذا الموضوع بالتفصيل، لأنه لم يكن موضوع الاجتماع".‏

وحول احتمال الاتهام بالدخول في الحلف السوري ـ الايراني أجاب النائب عون: "أعتقد ان المسيحيين ناضجون كفاية وخيارهم واضح، وهو خط وطني وضمن اطار الحوار والتفاهم, وهذه الورقة التي قدمناها ليست بتحالف مع سوريا او ايران، بالعكس نحدد علاقات طبيعية وسليمة مع سوريا، وإيران ليست مذكورة.. بالعكس ورقة استقلالية تماما. في الاستنتاجات كل الناس تريد ان تتكلم بالذي تريده, ولكن نحن نحاسب على المضمون وعلى نوايانا التي لا تتخطى حدود لبنان. نحن نصنع وحدتنا الوطنية بتفاهم حول نقاط محددة. اذاً المسيحيون سيبنون توجههم السياسي بشكل سليم وبعيد عن أي التباسات".‏

وقال السيد نصر الله ردا على سؤال: "بالنسبة الى موضوع التحالف، نحن نتكلم عن تعاون قائم على أسس واضحة ومميزة، هذا التعاون هو لمصلحة البلد ومبني على نص مكتوب. هنا أريد ان أستحضر يوم التحالف الرباعي, حصل أكثر من جلسة, ويوجد أفكار سياسية تم الاتفاق عليها، ولكن بالنهاية كله شفهي، ووصلنا الى اليوم وقيل أصلا لم يكن هناك تحالف رباعي! لا يُبنى بلد بهذه الطريقة، نحن الآن لا نقيم تحالفاً في مواجهة الاحلاف. أنا أقول ان هذه الورقة تعبر عن رؤية مشتركة، بطبيعة الحال نحاول ان نبحث عن مشترك بين فكرتين وبين أدبيات طرفين, يعني اذا أخذ هذه الورقة ابن "التيار الحر" يمكن ان يرى شيئا جديدا، وإذا أخذها ابن "حزب الله" يرى شيئاً جديداً عليه ايضا.. وفي النهاية لن نستخدم أدبيات طرف دون طرف, نحاول الجمع بين فكرتين وبين أدبيتين حتى نوصل بأننا (نحن) اللبنانيين، قادرون من خلال حوار ونقاش ان نتفاهم حتى على قضايا اساسية او حتى على قضايا جديدة. ولذلك النص الذي له علاقة بـ"الشباب" الذين هم في فلسطين المحتلة, لم نقل عملاء او غير ذلك.. يعني تجاوزنا الموضوع وتعاطينا مع الموضوع ضمن خطاب تمت الاشارة له ضمن مناشدة العماد عون، ويقول العائلات تعود.. ليست هناك مشكلة و"الشباب" الذين تورطوا لا نريد لعائلاتهم ان تتعلم العبري ولا تطبيع وجودها وتبقى على أرض العدو، نريد ان يعودوا الى ارض الوطن. وأجدد هذا النداء، و"الشباب" الذين تورطوا بالعمالة ان يسلموا أنفسهم الى القضاء اللبناني, والقضاء اللبناني رأينا كيف تعاطى مع الذي سبق. العماد الجنرال يؤكد أخذ الظروف الاجتماعية والسياسية والأمنية بعين الاعتبار، وهذا ليس فيه اي مشكلة, ونقول الأمور تعالج مع أخذ هذه الأمور بعين الاعتبار, بالتالي يوجد قضايا عالقة نحاول علاجها.. لماذا بسياق الطرفين؟ لأنه يمكن هذه اول محاولة بين جهتين سياسيتين لبنانيتين تحاولان ان تتكلما بكل التفاصيل قبل القيام بلقاء مركزي بهذا المستوى، وهذا ايجابي. كنا نتمنى ان نستطيع عمل هذه الورقة وتكون صادرة ليس عن اجتماع ثنائي، وإنما عن اجتماع يضم كل الأطراف".‏

ورداً على سؤال عما اذا كان اليوم يتحالف مع أحد أهم القوى الشيعية على الساحة اللبنانية أجاب عون: "كلمة تحالف سبق وأجاب عنها السيد حسن نصر الله، هذا ليس باصطفاف، لأن المواضيع المطروحة ليست حلفاً، وإنما هي مواضيع لبنانية تعني الجميع. الحكومة معنية تماما بالمواضيع التي بحثناها, ويجب ان نهتم بها، وهذا تفاهم طرفين من الأطراف اللبنانية الاساسية على تصور حلول لها, لذلك لا نستطيع القول هذا اصطفاف شيعي ـ مسيحي. هذا موقف لبناني موحد من مواضيع لبنانية شائكة مطروحة، والجميع مدعو للمشاركة فيها. نحن لا نقول إننا نحن "حليناها" ونفتح حرباً لتحقيقها، لأن الطرح الذي طرحناه ليس ضد سياسة الحكومة، يمكن الحكومة لم تستطع أن تضع اي تصور مشترك, نحن وصلنا له "ونعزمها" ان تشارك فيه وتطبقه".‏

وسئل السيد نصر الله: أنت حليف اليوم.. ألا تتخوف من هذا الموضوع؟ فأجاب: أنا قلت قبل أيام تحالف رباعي "ما عاد في"، نحن نريد ان نعمل من موقع التعاون، لذلك تكلمت عن تعاون مع "تيار المستقبل"، عن تعاون مع "التيار الوطني الحر"، وعن تعاون مع بقية القوى السياسية, ونريد ان نتجنب "حلف وأحلاف"، لأنها توحي بالاصطفافات وتوحي بتشكيل جبهات. وكما قال العماد نحن نسعى لتشكيل جبهة تحت تيارين نلتقي، وحقنا الطبيعي ان نلتقي. كان يجب ان نلتقي منذ زمن, تأخرنا حتى التقينا, لكننا أنهينا هذه الورقة, واليوم عندما نتعاون نحن والعماد و"التيار الوطني الحر" فهذا لا يلغي تعاوننا مع بقية الأطراف السياسية التي قد تتفق مع العماد عون او تختلف معه، وهذا لا يلغي تعاوناً مع تيارات سياسية أخرى قد تتفق معنا او تختلف.. لا نعمل اصطفاف".‏

وعن مناشدات قوى الرابع عشر من آذار للعماد عون العودة إلى هذا التحالف ولقاءه النائب جنبلاط أجاب عون: "نكرر ليس ضد أحد او ضد 14 آذار, وإذا كان هناك شيء بالفعل يمس بلبنان سنكون نحن و14 آذار وسماحة السيد في نفس الخندق، خندق الدفاع عن لبنان، وهو لكل اللبنانيين. أما اذا كان يوجد تناقضات سياسية لا بأس، فهذا من صلب الحياة الديمقراطية، وهذا الشيء يستوجب علينا سلوكاً سياسياً معيناً، ليس كل ما في 8 آذار كما يقال نحن موافقون عليه مئة بالمئة، وليس كل الذي في 14 آذار موافقون عليه مئة بالمئة. هناك نقاط التقاء قوى وهناك نقاط تفاهم وهناك مزيد من التعاون لحل بقية المشاكل، ولكن بأسلوب الحوار وضمن مبادئ الديمقراطية التي ارتضيناها لوطننا ولنظامنا. اذاً هذا غير موجه ضد احد، ومستعدون ان نخرج من هذا الاجتماع ونذهب الى اجتماع آخر، لكن لنا ثوابتنا ومبادئنا، وكل واحد ننسجم معه وينسجم معنا بأسلوبنا مستعدون للتوافق معه، ولكن لا يتناقض مع التوافق الذي طرحناه اليوم لأنه بالنسبة لنا تعبير عن سلوكنا وتعبير عن تفكيرنا وتصورنا، الا اذا صار تعديل، وقتها يكون تعديلاً سياسياً مع طرف آخر، والطرفين المشتركين في هذه الورقة، وهناك رسائل متبادلة من قبل الأطراف المعنيين في هذا الشأن".‏

ورداً على سؤال قال السيد نصر الله: "في اللقاء لم يتم التعرض لموضوع رئاسة الجمهورية، لا العماد عون تكلم ولا نحن عن هذا الموضوع، لكن في إحدى المناسبات قلت موقفا واضحا وأنا عنده، وهذا موقف حزب الله.. نحن نرى في العماد عون مرشحاً حقيقياً وجدياً لرئاسة الجمهورية، ويملك الأهلية الذاتية والشعبية لهذا الموقع.. عندما نصل للانتخابات نتكلم ونتفاهم".‏

ورداً على سؤال قال النائب عون: ما حدث بالأمس (التظاهرة والتخريب) له اثر سلبي على المجتمع اللبناني بطرفيه الاسلامي والمسيحي، فالأول استنكر والثاني كان في موضع اعتداء، والاستنكار يطمئن.. لكن من الناحية المادية والاجراءات المطلوبة من الحكومة هي اولا تحميل المسؤولية للاطراف التي ارتكبت التخريب والاعتداء، وبالتالي هناك المسؤولية السياسية التي تتحملها الحكومة بالاستقالة او على الاقل باستقالة بعض الوزراء. طمأنة المسيحيين تأتي بداية من سلوكهم السياسي قبل سلوكهم العسكري. وطالما نحن مؤمنون بالدولة فنحن مستعدون أن نكون بدلا عن السلطة الحالية اذا كانت لا تتحمل مسؤولياتها، ونقوم بتأمين جميع اللبنانيين، وهذه مسؤولية من في السلطة، مع الالتفات الى أنني ضد الأمن الذاتي على الاطلاق الا اذا أعلنت الدولة افلاسها، ثم نفشل بعدها بمسك الامن، عندها فليقل كل لبناني بأن له الحق في الامن الذاتي". وقال السيد نصر الله: "منذ الأمس حذرنا قبيل اجتماع مجلس الوزراء طلبنا عدم توجيه اتهامات وأحكام مسبقة قبل التحقيق. وأكرر أن من علامات العجز والفشل هو إلقاء التبعة على الآخرين. يحصل حادث أمني او الحادث الخطر الذي حدث في الاشرفية واستهدف أهلنا وأحباءنا، قبل معرفة طبيعة الموضوع، وهل هناك من دخل على الخط، فقد قلت أمس بوجود فرضيتين هذه إحداهما، اما ان التظاهرة شابها خلل نظرا لعدم وجود ادارة، وفي حال الغضب "فلت" الشارع، وهذا ليس اول شارع "يفلت".‏

اضاف: "المؤسف انه منذ سنة الى الآن، مع كل حادث وقبل التحقيق والمعطيات تكون الاتهامات جاهزة مسبقا ويتم توظيف الاحداث سياسيا، وهذا خلافا للإنصاف والعدالة، ولا أدافع عن احد، ولا أقول هل من فعل هو سوريا أم لا. ما أقوله ان يحصل تحقيق شفاف ومهني وصحيح لنعرف ما الذي حدث أمس وكان يمكن أن يخرب البلد، ويمكن أن يحصل في أي وقت آخر".‏

وتابع السيد نصر الله: "نحن سنقوم بتظاهرة في الضاحية الجنوبية بعد أيام، فإذا كان الأمر أن تظاهرة خرجت عن الحدود لنقم بضبط تظاهرتنا. وإذا كانت هناك جهات دخلت على الخط نريد التنبه لنعرف ما الذي علينا فعله. للأسف الشديد هناك اتهام مسبق دون دليل أو معطيات، وتوظيف لكل حادث حتى المأساوي، توظيف لدماء وأرواح في سياق معركة سياسية.. رأينا كم يبلغ عدد اللبنانيين في التظاهرة، وعدد السوريين والفلسطينيين، ولنرَ عدد الموقوفين وموضوع التحقيق سنتابعه ونريد تحقيقا شفافا. بعض المعلومات التي وصلتنا بين الأمس واليوم تشير الى أن التحقيق ليس مهنيا، هناك عمل لتركيب اتهام باتجاه معين. هذا موضوع لا يجوز السكوت عليه، لأن فيه تضييعا للحقيقة وللبلد، وكلنا نعلم انه عندما تضيع الحقيقة يضيع البلد. وتوجيه الاتهام للوزير سليمان فرنجية من دون دليل في السياق نفسه الذي يحصل، ويبدو وفق الجدول انهم كانوا ينتظرون حدثا لتصفية الحساب مع سليمان فرنجية. نحن لا نقبل تصفية الحساب مع أحد ظلما وعدوانا، ما هي علاقة سليمان فرنجية بما حدث أمس!‏

ورداً على سؤال نفى النائب عون أن يكون هناك تناقض بين مطالبته باستقالة الحكومة فيما حزب الله شريك فيها وقال: "لا يوجد تناقض، وقد قلنا من البداية اننا لسنا متفقين على كل شيء. هذه وجهة نظرنا بأن على الحكومة أن تستقيل، ووجهة نظر حزب الله ربما هي البقاء في الحكومة. نحن معنيون بالورقة التي وضعناها، وإن شاء الله نتعاون لحل المزيد من النقاط العالقة، ونحن نتحدث بكل شفافية.‏

ورأى السيد نصر الله "أن موضوع أمل وحزب الله لا يتأثر، بل بالعكس فإنه يتعزز، وأنا أعلم بوجود تواصل بين الأخوة في حركة أمل والتيار الوطني الحر، وربما يخرجان بورقة مشابهة أو ورقة أخرى أطول أو أقصر، لكن لا يتنافى الموضوعان في كل الأحوال. بالنسبة للانتخابات المبكرة تحدث عنها الجنرال ونحن، ثم بعد عشرة أيام ردوا علينا بأنهم جاهزون للانتخابات المبكرة، ثم قالوا لماذا نجري انتخابات مبكرة، فنحن أكثرية في مجلس النواب. على كل حال نحن لا نفرض قرارنا على أحد، والانتخابات المبكرة بحاجة الى قرار من مجلس النواب، ولكن أعتقد ان انتخابات بعبدا ـ عاليه قد تكون شكلا أو صورة قبل الموافقة على انتخابات مبكرة أو لا.‏

وسئل النائب عون: بالنسبة لسلاح المقاومة، هل تعني إسقاطا كاملا للقرار 1559؟ فأجاب: "الفقرة حول المقاومة لا تعني إسقاطا ولا عدم إسقاط، بل تعني ان هذا الشأن يجب بحثه لحل القضايا العالقة بما يخدم المصلحة اللبنانية، بل هي شأن وطني يتم بحثه ضمن مصلحة لبنان".‏

وحول إمكانية التوسيع لتشمل قوى أخرى قال السيد نصر الله: "الوثيقة معلنة واللبنانيون اليوم اطلعوا عليها، وأي قوة سياسية وتيار سياسي يوافق على مضمونها يمكنه أن يتقبلها، فنحن لا نعلن جبهة وندعو للانضمام اليها، وإذا كانت لهذه الوثيقة امكانية أن تشكل رؤية يلتقي عليها عدد كبير من اللبنانيين لِمَ لا؟ ويمكن أن يجري الحديث في شأنها مستقبلا، ونحن عندما وضعنا هذه الوثيقة لم يكن الهدف تشكيل جبهة لندعو الآخرين اليها".‏

وأضاف السيد نصر الله رداً على سؤال: "نحن لا نقوم بانتفاضة، وإذا كان القول ببداية انتفاضة فإيجابية لأننا ندعو الى الحوار والتواصل والتفاهم والنقاش في نقاط الخلاف حتى التي نختلف عليها، لا أن نذهب الى الاتهام والتخوين والتحريض والخطاب السياسي المتوتر الذي يضع البلد على فوهة بركان. أي حدث في جو طبيعي يكون محدودا، وإذا وضعناه في سياق غير طبيعي يمكن أن يخرب البلد. كل ما نقوم به اليوم هو اننا كلبنانيين لا خيار لنا إلا أن نكون معا ونتفاهم ونكون شركاء. هذه هي الرسالة التي نريد إيصالها".‏

وتابع: "بالنسبة الى المعطيات حول الموقوفين لا أتحدث عن معلومات خاصة، فهناك معلومات يجري تداولها انه تم اعتقال عدد من العمال السوريين في منطقة الكولا، وأنه تم اليوم القيام بجولات ولست متأكدا، وسمعنا انه تم اعتقال عمال سوريين من ورش بناء.. بالتحقيق ماذا يقال لهم وما الذي يحصل معهم لا أعلم. الطريقة ذاتها تجعلنا نضع علامة استفهام عما اذا كان هناك أحد أخذ قرارا مسبقا باتهام سوريا بالموضوع، فليواصل ذلك، نحن لا نريد تجهيل الفاعل، وأعتقد ان أحرص الناس على معرفة الفاعل هم أهل الأشرفية، ونحن حريصون معهم لمصلحة البلد.‏

وشدد السيد نصر الله على أن اللبنانيين الموجودين في "إسرائيل" لا نقول بعودتهم دون محاسبة مع أخذ كل الأوضاع المستجدة بعين الاعتبار، ولا يوجد في النص ما يدعو الى العفو، بل نقول بعودة العائلات وأن يسلم الشباب أنفسهم للقضاء اللبناني، وهو الذي يتصرف، وقد رأينا ذلك مع من سبق منهم".‏

وهل تنصح بلقاء في المستقبل بين الجنرال عون والرئيس بشار الأسد أجاب عون: بدأنا بالفرضيات. وأجاب السيد نصر الله: "كل شيء ممكن, نحن في الورقة نتحدث عن علاقات ممتازة وطبيعية بين لبنان وسوريا، وهذا قدر لا يمكن الهرب منه، وهي ارادة ومشيئة ايضا. العماد عون والتيار الوطني زعامة اساسية في البلد، وسوريا لديها صداقات وعلاقات، ومن الطبيعي ان يكون هناك اتصال وحوار بين كل اللبنانيين، وما نطمح اليه هو الرقي بالعلاقة مع سوريا الى مستوى دولتين وحكومتين، لكن كل شيء يحصل لخير البلد.‏

ورداً على سؤال حول الضمانات لتطبيق التعاون، خصوصاً أن السوابق مع جنبلاط غير مشجعة أجاب السيد نصر الله: "ما كتب نراهن فيه, الإجابة حساسة, وقد تحدثت ان بيننا وبين العماد عون عنصراً رئيسياً هو الصدق والشفافية, كن صادقا معي وقل بأنك تريد نزع سلاحي بعد سنة، انما كن صادقا وقل انك في الموقف الفلاني أنا مختلف معك في الاساسيات او في التفاصيل. المهم ان نكون صادقين معا.. وضعنا نصا واضحا وتحت الضوء وليس مخفيا, وقلنا إننا ملتزمون به، وأعلناه للبنانيين مباشرة، وكلا القيادتين تملك الصدق والشجاعة للالتزام بما تعهدت به.‏

2006-10-30