ارشيف من : 2005-2008
رايس في بيروت مجدداً:المرحلة المقبلة صعبة.. وهناك الكثير للقيام به!
اختارت وزيرة الخارجية الأميركية كونداليسا رايس بإدراجها لبنان ضمن جولتها الرابعة إلى المنطقة منذ توليها مسؤولياتها في الخارجية الأميركية، أن توجه رسالة دعم قوية لقوى الأكثرية وإعادة إحياء "ثورة الأرز" التي أخفقت في تحقيق أهدافها خلال العام المنصرم، في وقت تستعد فيه هذه القوى للبدء في ما تسميه مشروع إسقاط رئيس الجمهورية.
تأتي زيارة رايس بعد سبعة أشهر من زيارتها السابقة لبيروت بعد تشكيل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وقبل صدور البيان الوزاري، لتؤكد اهتمام إدارة البيت الأبيض بالملف اللبناني وإعادة التركيز عليه بعد تراكم الإخفاقات الأميركية في التعاطي مع قضايا المنطقة، وظهور مؤشرات على انقلاب الموازين الإقليمية بما لا يخدم مصالح واشنطن، خصوصاً بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وتطورات الملف النووي الإيراني والمستجدات العراقية.
والواضح أن زيارة بيروت التي لم تكن مقررة مسبقاً حسب الظاهر، لا تنفصل عن السياق العام للجولة التي تهدف إلى تشديد الضغط على القوى المناهضة للمشروع الأميركي، المتمثلة بسوريا وإيران وحزب الله وحركة حماس.
الجولة التي لم تدم سوى ساعات عدة في بيروت كانت كافية لإيصال الرسائل إلى من يهمه الأمر على الصعيد اللبناني أو الإقليمي، ولفت فيها ترتيب الزيارات إلى المسؤولين اللبنانيين وسجل الآتي:
ـ عدم زيارة القصر الجمهوري في بعبدا كما حصل في الزيارة السابقة، والتأكيد أن الموقف الأميركي من الرئاسة أصبح أبعد من المقاطعة، خصوصاً بعد مواقف رايس الأخيرة المتطلعة إلى رئيس ينظر إلى المستقبل وليس إلى الماضي!
ـ بدء الزيارات من بكركي، ولذلك دلالة مهمة خصوصاً في هذه المرحلة، والإشارة إلى أن البطريرك صفير "صاحب سلطة ولديه صوت قوي ينادي به من أجل الحرية والديمقراطية".
ـ زيارة النائب وليد جنبلاط برفقة رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري، بينما في الزيارة السابقة تم تجاهله نتيجة مواقفه المؤيدة للمقاومة في ذلك الوقت.. وعبر جنبلاط عن ذلك أيما تعبير بقوله إنه "هو الذي تغيّر"، في إشارة واضحة منه إلى تغيير موقفه من المقاومة!
وفي مضمون المواقف حرصت رايس على التمسك باللغة الدبلوماسية في التعبير عن متطلبات المرحلة المقبلة، التي أشارت إلى صعوبتها"، إضافة "إلى أن هناك الكثير للقيام به"، وأن لبنان يحل الأوضاع بطرائق تتماشى مع الرغبة اللبنانية بدولة ديمقراطية تتطلع إلى المستقبل، في إشارة إلى الحملة التي يتعرض لها رئيس الجمهورية. لكن رايس سرعان ما تتخلى عن لياقتها الدبلوماسية في الإجابة عندما يتعلق الأمر بالقرار 1559، عندما قالت ان القيادة اللبنانية تتفهم مسؤولياتها لتطبيق القرار، بينها نزع سلاح المقاومة، وكذلك الأمر في الإشارة المتكررة إلى تهديد "الجار" للبنان، قاصدة بذلك سوريا.
سعد حميه
الانتقاد/ مقالات ـ العدد 1150 ـ 24 شباط/فبراير2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018