ارشيف من : 2005-2008

ابتكارات لا منطقية!

ابتكارات لا منطقية!

القلق من الخراب أصبح هاجس المواطن اللبناني وهو يكبر يوماً بعد يوم، خصوصاً مع توالي المواقف التصعيدية التي تريد الإطاحة بكل شيء في بلد الحرية والسيادة والاستقلال!‏

يرى المواطن نفسه أسير حفلة جنون سياسية بكل ما للكلمة من معنى، ويحاول جاهداً إيجاد شيء من المنطق أو تفسير الظواهر السائدة، فيرى أن المنطق يقتضي القول أن لا شيء منطقياً في لبنان!‏

آخر ابتكارات اللامنطق لدى الموالاة مشروع إسقاط رئيس الجمهورية الذي لا تتوافر لنجاحه الشروط السياسية والدستورية والشعبية، ومع ذلك يصر هؤلاء بأن المشروع سيتحقق في الرابع عشر من آذار! وبعض زعماء هذا الفريق ينظّر للنجاح قبل الموعد المحدد، ثم يعود ليؤجل الموعد، وربما في الأيام المقبلة سيحدد موعداً جديداً إلى أن يصل إلى إلغائه كلياً!‏

هذا البعض نفسه ينظّر للنزول إلى الشارع ثم يعود ويتراجع، ويهدّد بمقاطعة الجلسات الحكومية إذا ترأسها رئيس الجمهورية ثم يتراجع، ويقرر خوض معركة في بعبدا ـ عاليه ثم يتراجع!!!‏

هذه عيّنة من بعض المواقف سمتها الأساسية التراجع ثم التراجع، ومع ذلك تبقى الثقة عالية بتحقيق الأهداف!‏

عيّنة أخرى من ابتكارات اللامنطق، هي توقيع أربعة عشر نائباً على عريضة الإكراه والادعاء أنهم صوتوا للتمديد في 3 أيلول 2004 تحت وطأة التهديد بالقتل.‏

وبغض النظر عن قيمة العريضة دستورياً، فهؤلاء النواب وقعوا على عريضة تدينهم قبل أن تدين غيرهم! كيف يمكن لمن أؤتمن على تمثيل اللبنانيين أن لا يكون على مستوى هذه الأمانة؟ لماذا لم تقدّم هذه العريضة في المهل الدستورية؟ هل هؤلاء جديرون بتمثيل اللبنانيين ومصالحهم والدفاع عن مصالح الوطن!‏

هذه النماذج وهذه العينات موجودة في لبنان، وربما هي الداء، ولكن للأسف في بعض الأحيان تقدم على أنها الدواء الشافي!‏

سعد حميّه‏

الانتقاد/ مجرد كلمة ـ العدد1150 ـ 24 شباط/فبراير 2006‏

2006-10-30