ارشيف من : 2005-2008
تخبط
فريق الموالاة حائر هذه الأيام، ولا يعرف ماذا يفعل للخروج من المأزق الذي أقحم نفسه فيه نتيجة إمعانه في التفرد بالقرار والذهاب في مواقفه إلى الحد الأقصى لفرض شروطه على شركائه في الحكم، وعدم الاستماع إلى وجهة نظرهم التي تهدف إلى تحقيق مصلحة لبنان، وإن كان مغايراً تشخيص هذه المصلحة.
المأزق يبدو متعدد الأوجه، وتظهر ملامحه ارتباكاً وتخبطاً في المواقف نتيجة التسرع والتمادي في التصعيد من دون حساب خط الرجعة.
ثمة أمثلة كثيرة على المأزق الذي تتخبط فيه الموالاة، وقد برز هذا الأمر في عدة معطيات:
ـ تزامن الحملات الإعلامية ضد حزب الله وحركة أمل من قبل الموالاة مع المواقف الأميركية الوقحة، بأنه آن الأوان للتخلص من حزب الله من الحكومة. وهذا التزامن كشف الموالاة وفضح حقيقة مواقفها.
ـ استجابة الموالاة لنصائح فيلتمان برص صفوف قوى 14 آذار ومسارعة النائب جنبلاط إلى التقرب من عون، لكنه اصطدم باحتفاظ الأخير بمسافة واحدة من الجميع، ومن ثم ظهور بوادر معركة انتخابية في دائرة بعبدا ـ عاليه بوفاة النائب إدمون نعيم، ما يعني أن فرص التقارب بينهما تحول دونها عقبات كبيرة.
ـ إدارة الظهر للمبادرة السعودية ـ المصرية بداية، وتجاهل التحركات العربية بين دمشق والرياض والقاهرة، والاستقواء بالموقف الأميركي ـ الفرنسي، الأمر الذي أثار استياء الرياض والقاهرة ووضع هذا الفريق في مواجهة لا يرغب بالدخول فيها أصلاً ويعرف نتيجتها مسبقاً، وهو ما يفرض عليه ـ فريق الموالاة ـ تعديل مواقفه، وبالتالي التجاوب مع هذه المبادرة. وقد بدأت معالم المرونة والتجاوب تتجلى في مواقف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، وستتبلور هذه المواقف في الأيام المقبلة.
ـ عجز الموالاة عن إحداث التغيير الذي أراده مشروع الوصاية الدولية على لبنان تمهيداً لتنفيذ القرار 1559، وهو ما سيضعها بالتالي أمام ضغط هذه القوى.
سعد حميه
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018