ارشيف من : 2005-2008

احتجاجات تعم المناطق اللبنانية احتجاجاً على الإساءة للرسول(ص):الاعتذار لا يكفي.. ومطالبة بمقاطعة المنتجات ومقاضاة الصحف المسيئة

احتجاجات تعم المناطق اللبنانية احتجاجاً على الإساءة للرسول(ص):الاعتذار لا يكفي.. ومطالبة بمقاطعة المنتجات ومقاضاة الصحف المسيئة

تفاعلت الاحتجاجات والتحركات الشعبية للمسلمين في لبنان نتيجة الإساءة التي لحقت بالرسول الأكرم (ص) بعدما أقدمت صحيفة "جولاندز بوستن" الدانمركية وصحيفة "مغازيينت" النروجية على نشر رسوم مهينة لنبي الإسلام محمد (ص)، وإصرار الدول التي تنتمي إليها هذه الصحف عدم تقديم اعتذار مباشر للمسلمين، واعتبار هذه القضية شأناً يختص بحرية التعبير عن الرأي وعدم الإقرار بأنها مس بمقدسات ورموز المسلمين.‏

وإزاء إمعان هذه الصحف بالتمسك بمواقفها وتوسع عمليات نشر الرسوم المسيئة للرسول الأكرم (ص) في صحف خارج الدانمارك والنرويج تصاعدت التحركات الاحتجاجية لدى اللبنانيين كما لدى سائر المسلمين في أنحاء العالم، وسارت تظاهرات ونظمت اعتصامات في مختلف المناطق اللبنانية انتصاراً لكرامة رسول البشرية محمد (ص)، وصدرت العديد من المواقف المنددة بهذا السلوك المشين ركز معظمها على تقديم الاعتذار المباشر، وأخرى لم تقبل بالاعتذار فقط، بل طالبت بمحاسبة المسيئين والاقتصاص منهم، بالإضافة إلى دعوات طالبت الاتحاد الأوروبي بإصدار قوانين تحرم المس بالذات الإلهية وبالأنبياء والرسل، كما تصاعدت المطالبة بمقاطعة المنتجات الدنماركية والنرويجية.‏

لم يختلف غضب المسلمين في لبنان عن غضب اخوانهم المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي الذين هبوا لنصرة كرامة الرسول الأكرم محمد (ص) وتكرر مشهد حرق العلم الدنماركي في أكثر من مكان في لبنان، وبلغت الذروة مع التظاهرة الاحتجاجية (يوم الأحد) إلى القنصلية الدنماركية في الأشرفية في العاصمة بيروت، والتي انتهت إلى إحراق ما يفترض أنه مبنى القنصلية. وسجلت مواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية أدت إلى سقوط 28 جريحاً وقضى أحد المتظاهرين اختناقاً.‏

وركز الخطباء في كلماتهم خلال المجالس العاشورائية التي يقيمها حزب الله في مختلف المناطق في لبنان على إدانة الإساءة للنبي المصطفى(ص)، كما نظم حزب الله مسيرة حاشدة في بلدة الدوير في النبطية جابت الشوارع الرئيسية في البلدة تقدمها رئيس البلدية فؤاد رمال وشخصيات.‏

وردد المشاركون الهتافات المنددة بالنروج والدانمارك، مشددين على السير على نهج النبي محمد (ص) والإسلام.‏

كما نظم حزب الله وحركة أمل مسيرة مشتركة في حارة صيدا شارك فيها حشد كبير من المواطنين تقدمهم حملة الرايات وصور القادة تلاهم فرق اللطم وموكب السبايا.‏

وانطلقت مسيرة حاشدة في النبطية استنكارا للإساءة إلى النبي محمد (ص) بدعوة من إمام المدينة الشيخ عبد الحسين صادق، شارك فيها شخصيات سياسية وعسكرية يتقدمهم قائد سرية درك النبطية المقدم علي شرف الدين، والعميد المتقاعد أمين حطيط.‏

وجابت المسيرة شوارع المدينة وانتهت في النادي الحسيني، حيث ألقى الشيخ صادق كلمة قال فيها: "نقول للغرب وللدعايات المغرضة ولهذه الأصابع التي تحرك هذا الإعلام في الخفاء، ان رسول الأمة الإسلامية يريد للإنسانية كلها الخير، فهل يقابل بمثل هذا الإعلام الظالم".‏

ودعا إلى احترام مشاعر الآخرين "لان مهاجمة العقائد لا تتفق مع ما تدعون ومع ما تثيره وتطلقه جمعيات حقوق الإنسان والأمم المتحدة حول حرية الرأي والفكر والعقيدة".‏

وفي نهاية المسيرة، احرق المتظاهرون الأعلام الدانمركية والنروجية والاميركية، مطالبين بمقاطعة البضائع التي تنتجها تلك الدول.‏

كذلك نظمت جمعية الدعاة الثقافية الاجتماعية في الطريق الجديدة اعتصاماً وتجمعاً شعبياً في مسجدها تنديداً بالرسوم الكاريكاتيرية حول الرسول الأكرم (ص) تحدث فيه رئيس الجمعية الشيخ محمد ابو القطع الذي طالب بإنزال اشد العقوبات بحق من ارتكب تلك الإساءات حتى يكون عبرة لمن أراد أن يعتبر. ودعا الملوك والرؤساء والزعماء المسلمين والعرب إلى عقد قمة إسلامية طارئة لبحث حال الأمة والانحدار الذي وصلت إليه.‏

واستغرب موقف الاتحاد الأوروبي الداعم للدنمارك والنرويج الذي سجل اعتراضاً على مقاطعة المسلمين لمنتجات وبضائع هذين البلدين، معتبراً أن هذا الموقف الجائر يصب في خانة نصر الظالم على المظلوم.‏

وأبدى خشيته من استمرار تلك الاستفزازات لمشاعر المسلمين من أن تؤدي إلى ردود فعل غاضبة تشوه صورتهم وتكرر اتهامهم بالارهاب.‏

وفي مدينة طرابلس سار الآلاف في تظاهرة احتجاجية وحملوا لافتات كتب عليها "اعتذاركم كذبة لن تمر بدون عقاب".‏

وفي مخيم عين الحلوة في صيدا نظمت مسيرة داس خلالها المتظاهرون على أعلام النروج والدانمارك وفرنسا التي وضعت على مداخل المخيم قبل أن يحرقوها.‏

كما نظمت حركة حماس في مخيم البص في صور تظاهرة رفع خلالها المشاركون لافتات منددة بالإساءة إلى النبي محمد (ص)، وأطلقوا هتافات معادية للدانمارك والنروج وفرنسا.‏

وفي مخيم البرج الشمالي نفذت الجبهة الشعبية للتحرير فلسطين "القيادة العامة" اعتصاما أمام مركز الاونروا فيما خرجت في مخيم الجليل في بعلبك مسيرة حاشدة تقدمتها الفصائل الفلسطينية ورفعت فيها لافتات منددة بالإساءة للرسول الأكرم، كما ألقيت كلمات من وحي المناسبة.‏

وخرج أهالي مجدل عنجر الى الطرقات بعد صلاة الجمعة، ورفعوا اللافتات المطالبة بمقاطعة المنتجات الدانماركية.‏

وكان المؤتمر القومي ـ الإسلامي قد أصدر بياناً أعرب فيه عن إدانته بشدة لهذا التطاول الدنيء على الرسول الله، وعلى عدم الاعتذار من المسلمين في العالم، وإذ اعتبر أن الإسلام هو دين يعتنقه أكثر من مليار مسلم في جميع أنحاء العالم، طالب البيان بإصدار تشريع دولي يحرم أشكال التطاول عليه وعلى رموزه تحقيقاً للمساواة مع الرسالات السماوية الأخرى، وحرصاً على السلم العالمي.‏

ودعا البيان منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى مقاضاة الصحيفتين المذكورتين وإفهام حكومتيهما وجوب الاعتذار ومعاقبة الجناة تحت طائلة مقاطعة هذين البلدين سياسياً واقتصادياً وسياحياً.‏

الانتقاد/ تقرير إخباري/العدد 1148 ـ 10 شباط/ فبراير 2006‏

2006-10-30