ارشيف من : 2005-2008

الحوار وقرقعة الطناجر

الحوار وقرقعة الطناجر

يكاد صوت قرقعة الطناجر الفارغة "التي انفختت من كثرة الدق عليها" يطغى على الحوار الوطني المنعقد في مجلس النواب الذي بدأ خافتاً، ولعل خفوت صوت الحوار سببه إصرار قوى 14 شباط على التمسك بمنطق الإلغاء والإقصاء، وإلا فتطيير الحوار قبل أن يبدأ!‏

هذه هي البداية ولمّا يبدأ الحوار بعد في مضمون الملفات الخلافية الشائكة والمعقدة، حيث تتداخل فيها الأبعاد المحلية والإقليمية وربما الدولية.. ولمّا يجرِ الغوص بعد في التفاصيل التي تكمن فيها الشياطين، ولا نقاش في الملف الأول وفق جدول الأعمال الموضوع حتى يُنتقل إلى الملف الثاني والملفات الأخرى، إذ يكفي أن لا يصل الحوار إلى نتيجة في ملف ما حتى يقفل ملف الحوار برمته.‏

ربما تقتضي الواقعية عدم استباق الأمور والحكم مسبقاً على الحوار وما يمكن أن ينتج عنه، ولكن مع الأسف الشديد فالتجارب السابقة وطريقة أداء بعض الأطراف السياسية على الساحة اللبنانية، لا سيما خلال السنة الأخيرة، علمتنا أن لا نتوقع الكثير، وأن لا نبني آمالاً عريضة على إمكانية ابتكار الحلول للأزمة الراهنة والأزمات السابقة.‏

ليس ما نقوله إفراطاً في التشاؤم وضرباً في الرمل أو رجماً بالغيب، إنما هو نتيجة متابعة المناخ العام الذي لا يبدو ملائماً لحوار مضمون النتائج، خصوصاً أن المكتوب يُعرف من عنوانه.‏

ربما علينا التمسك بهذه القناعة حتى تثبت لنا بعض الزعامات اللبنانية العكس وتؤكد جديّتها في الحوار، كما أثبتت جديّتها في "القرقعة على طناجر" الكلام الفارغة، وفي محاولات جذب القوى الأجنبية للتدخل في التفاصيل اللبنانية.‏

صحيح أن الحوار انطلق على وقع قرقعة الطناجر، لكن الأمل بأن يعلو صوت الحوار ما زال قائماً، وينتظر اللبنانيون الأيام المقبلة أن يخرج زعماؤهم وقد نجحوا في امتحان إعادة الثقة بهم وبالوطن.‏

سعد حميه‏

الانتقاد/ مجرد كلمةـ العدد 1151 ـ 03/03/2006‏

2006-10-30